أكدت صحيفة "الوطن" القطرية فى افتتاحيتها اليوم الجمعة أن دعوة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية تمثل انتصارا جديدا ومهما للقضية الفلسطينية. وأوضحت الصحيفة أن حكومات إسرائيلية عديدة، تولت حكم الدولة العبرية بنهجها الاحتلالي الغاشم، ظلت تقوم بعمليات استيطانية متعددة، وهو ما ظل الفلسطينيون، مدعومين بالسند العربي والإسلامي والدولي الواسع، يرفضونه جملة وتفصيلا. وأشارت "الوطن" إلى أن هذه الوثيقة التي أعلن عنها المجلس سترفع في 18 مارس المقبل، إلى الدول ال 47 دائمة العضوية في مجلس حقوق الإنسان، وهو ما يشكل انتصارا مهما للقضية الفلسطينية، ويدعم كل المطالب المشروعة التي ظل الفلسطينيون يرفعونها، مطالبين بتسوية سلمية دائمة شاملة وعادلة للصراع مع إسرائيل، تقوم على احترام كافة قرارات وتوصيات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، والمنظمات التابعة للشرعية الدولية. ونوهت الصحيفة بدعوة التقرير لإسرائيل لوقف أي نشاط سكاني في المستوطنات، وذلك دون شروط مسبقة، كما عليها أن تبدأ على الفور عملية إخراج كل المستوطنين من الأراضي المحتلة. وأضافت أن هذا يعكس حاليا أهمية الاستمرار في حشد الجهود الدبلوماسية والسياسية والقانونية، بهدف محاصرة إسرائيل في كافة المنظمات الدولية، وفضح نهجها العدواني، القائم على تبنيها للقوة العسكرية، في احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، الذي تبعته بسياسة الاستيطان المرفوضة من كل المجتمع الدولي. وأعربت "الوطن" عن أملها أن يكون تقرير مجلس حقوق الإنسان، مقدمة للمزيد من المكاسب القانونية، في منابر ومؤسسات الشرعية الدولية، بما يدفع بمطالب الفلسطينيين المشروعة إلى التحقق في أقرب الآجال. ومن جانبها، استنكرت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها اليوم الجمعة الغارة الجوية التي نفذتها طائرات إسرائيلية ضد أهداف في عمق الأراضي السورية. وقالت إن العرب جميعهم ضد الغارة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت ريف دمشق والتي هدفت كما يبدو إلى خلط الأوراق فيما يجري في سوريا منذ 22 شهرا. وأوضحت الصحيفة في الوقت نفسه أنه لم يكن للعدوان الإسرائيلي المدان على دمشق أن يحدث لو كان لدى إسرائيل ذرة يقين واحدة أن النظام السوري يمكن أن يرد على عدوانها أو على الأقل أن يتصدى لطائراتها وهي التي تمادت في جرائمها وانتهاكها للأجواء السورية أكثر من مرة دون رد من النظام وما كان لدولة الاحتلال الإسرائيلي أن تقدم على هذه الغارة الجوية وما قبلها من الغارات لو كان في دمشق نظام ديمقراطي يحظى برضا وقبول الشعب السوري ويعبر عن إرادته. وأشارت إلى المفارقة حيث أن الطائرات الإسرائيلية حلقت فوق الأراضي السورية وقصفت أهدافها بينما كان طيران النظام منشغلا بقتل مواطنيه في ريف دمشق وحلب وحمص وإدلب ودرعا وبإلقاء البراميل المتفجرة على بيوت الآمنين . ولفتت الصحيفة إلى أن المفارقة الأخرى هي أن حليفة النظام السوري ، روسيا، التي توفر له الغطاء السياسي في مجلس الأمن الدولي والتي تربض سفنها وبوارجها في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية اكتفت بالتعبير عن قلقها من الغارة الجوية الإسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية في سوريا، معتبرة أنها تشكل انتهاكا للسيادة السورية. وأكدت الصحيفة أن عبارات الشجب والإدانة والتنديد ومطالبة جامعة الدول العربية "المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته بوضع حد لتمادي إسرائيل في اعتداءاتها على الدول العربية" كلها لا تجدي أمام حقيقة واضحة هي أن إسرائيل استباحت مرة أخرى السيادة الوطنية السورية وخالفت عن سبق إصرار ميثاق الأممالمتحدة وقواعد القانون الدولي وخرقت الاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن وهي على كل حال لا تعبأ بكل هذه القوانين والمواثيق ولا تلقي لها بالا. واختتمت "الراية" أن الثورة السورية قامت من أجل الحرية والتغيير والديمقراطية والكرامة الوطنية، والغارة الإسرائيلية الجديدة سبب إضافي وأصيل لقيام الثورة والمطالبة بالحرية والتغيير فالنظام الذي لا يحمي بلاده من أعدائها لا مبرر لبقائه في السلطة وعليه الرحيل فورا.