ذكرت مجلة (فورن بوليسي) الأمريكية في عددها الأسبوعي أنه حان الوقت لأن يفي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعهده بالانخراط مع إيران..معتبرة أن الولاياتالمتحدة تواجه الآن لحظة صدق حقيقية في صراعها مع إيران. ولفتت المجلة - في مقال نسبته إلى رضا المرعشي مدير الأبحاث في المجلس الوطني الأمريكي الإيراني - إلى أنه عادة ما يعيش الرؤساء الذين تم انتخابهم لفترة ثانية ، ولاية أخيرة فريدة من نوعها تمكنهم من مواصلة لعبة تغيير السياسات ، لهذا فأوباما لدية فرصة جيدة لتغيير مسار استراتيجية واشنطن الفاشلة تجاه طهران. وأوضحت أن أوباما اتخذ بالفعل خطوات جادة نحو إعادة وضع الولاياتالمتحدة على الطريق الصحيح ، فهو ابتعد بأمته بعيدا عن السقوط في هاوية الانهيار المالي ، وأنهى الحرب في العراق وحدد موعدا للإنسحاب من أفغانستان. ورأت أن ما من قضية يمكنها تعريف ملامح العام الجديد أفضل من العلاقات الأمريكية - الإيرانية ، وهو الأمر الذي يدركه أوباما جيدا مما دفعه إلى القول في أول خطاب له عقب إعادة انتخابة "إن لدينا من الشجاعة ما يجعلنا نحاول حل الخلافات مع الدول الأخرى بشكل سلمي- ليس نظرا لكوننا لا ندرك المخاطر التي نواجهها لكن للمساهمة في إزالة الشك والخوف". ومع ذلك..قالت (فورن بوليسي) "إنه على الرغم من إعلان أوباما تفضيله للخيار السلمي فيما يخص الصراع الأمريكي -الإيراني حول برنامجها النووي إلا أننا نقف اليوم على حافة صراع عسكري يعتبره صناع السياسة والخبراء قادرا على تفجير سلسلة من الأحداث الكارثية في جميع أنحاء العالم". وأردفت تقول "إن مزبلة التاريخ امتلأت بالفرص التي أضاعتها الولاياتالمتحدةوإيران لحل القضايا العالقة بينهما، حيث تمثلت أعظم مأساة في هذا الشأن عندما كانت إحداهما على استعداد للتقارب يأتي الجانب الأخر ليرفض هذه الخطوة".. كاشفة أن تنامي مشاعر الاستياء وانعدام الثقة زادت من حدة الصراع بين البلدين. وأضافت المجلة إن قرار إدارة أوباما بمواصلة فرض عقوبات جديدة على إيران لم يأت بمفاجأة فهذا ما تعودت على فعله واشنطن بعض النظر عن النتائج.. فالعقوبات تعد أداة في يد صناع السياسة في الولاياتالمتحدة الذين يدركون كيف يفرضونها ومتى يكثفونها وطريقة سحبها عن طريق الكونجرس الأمريكي.