هل تتذكر ماما نجوى؟ نعم ورد اسمى بلوحة الشرف فى نهاية برنامجها «مساء الخير» مع بقلظ يوم الخميس. ذاكرة الجيل الثمانينى مليئة بنصائح وإرشادات مذيعات تلك الفترة (أمهات الثمانينيات) واللائى ساهمن فى تشكيل وعى هذا الجيل.
لم تكن مقدمات هذه البرامج مجرد مذيعات يهتممن ب«الإستايل والفاشون» (رغم امتلاكهن الجمال الهادئ) قدر اهتمامهمن بتوعية الطفل، كن أمهات للأطفال الذين جلسوا أمام شاشات التليفزيون مشدودين لهن ولحكاياتهن وهم فى حالة انبهار شديد، فعندما تدق الساعة العاشرة والنصف صباحا يوم الخميس وبعد أن يقدم التليفزيون المصرى افتتاحية الصباح فى تمام العاشرة بموسيقى تحية العلم المصرى ثم قراءة مباركة للقرآن الكريم، يأتى برنامج «عروستى» لماما سامية شرابى، لتفتح حوارا مع العرائس ويبدأوا فى طرح الفوازير ومنها لتصحيح بعض السلوكيات التى تصدر عن الأطفال بشكل تلقائى.
وفى مساء يوم الخميس وبالتحديد فى السابعة مساء كان موعد برنامج «مساء الخير« مع «ماما نجوى إبراهيم وبقلظ» الذى كان الراحل «سيد عزمى» يقوم بالأداء الصوتى له، وكان من أكثر البرامج المميزة والتى تركت أثرها فى وجدان الكثيرين ممن ينتمون لهذا الجيل وآبائهم.
شقاوة «بقلظ» وتوجيهات «ماما نجوى» لايزال بعضها عالقا فى الذاكرة، فلم تقتصر حلقات البرنامج على معرفة الصواب والخطأ، بل إنها تضمنت أيضا سلوكيات الطعام والشراب، فمن أشهر حلقات البرنامج عندما قامت ماما نجوى بإحضار سمك وشوكة وسكينة لتعلم «بقلظ» كيفية تناول الطعام بشكل جيد.
كما قدمت ماما نجوى مسلسل «أجمل الزهور» والذى سلط الضوء على القيم والمبادئ الإيجابية التى تصنع جيلا يعرف ويقدر قيمة بلاده، من منا لا يذكر أغنية «فتحى يا زهور فتحى.. اضحكى للنور وافرحى».
وفى كل حلقة تقدم زهرة للأطفال تتمثل فى خلق وصفة حميدة يتحلون بها لتضيف إلى بستان قلوبهم النقية مثل الأمانة، الحفاظ على الوطن، النبل، الصدق، كذلك برنامجها «صباح الخير» والذى كان يعرض صباح كل يوم اثنين.
هل تتذكر ماما فاطمة؟ نعم لقد اشترت لى أمى دمية كرنبة.
برنامج «كتاكيت» الشهير ب«كرنبة» للإعلامية ماما فاطمة سالم، وكانت تجسد ابنتها «نسرين بهاء» دور كرنبة، كان من أكثر البرامج خفة وشقاوة بشكل لا يخلو من التوجيه للصغار، فعلاقة الأم والبنت خلقت الكثير من المواقف التى تتكرر وتصدر بالفعل من الأطفال، وبالتالى كانت التوجيهات طبيعية من غير افتعال، وربما كانت «كرنبة» أول دمية شهيرة يتم الترويج لها بسبب الشهرة التى حققتها فى التليفزيون، فلا يكاد يخلو بيت فيه طفل صغير من تلك الدمية.
كذلك برنامج «سينما الأطفال» للإعلامية ماما عفاف الهلاوى، وكان يذاع فى صباح يوم الجمعة.
هذه البرامج كانت أكثر من كونها برامج أطفال عادية حيث جمعت بين المتعة التى يحتاجها الأطفال وبين القيم التى يحتاجها الوطن كى يقوى بأبنائه ويصمد أمام أى اعتداء أو تشويش فكرى أو تغريب.. فإن كانت هذه أمهات التليفزيون المصرى فى الثمانينيات، فأين أمهات ومذيعات الألفينات وماذا صنعن؟