لم تمنع الإعاقة «مدام فهمى» المرأة السبعينية من الخروج للإدلاء بصوتها فى الاستفتاء وتوجهت إلى اللجنة رقم «18» بشبرا كى تقول «لا»، لأن هذا حقها ولا يمكن أن تفرط فيه وفاء لدماء شهداء الثورة الذين منحونا شعلة الحرية، كما تقول. على كرسيها المتحرك، أخذت تصرخ بصوت عال: «حد يطلعنى السلم، أنا جيت لحد هنا لواحدى، يعنى أرجع.. العساكر بتوع الجيش فين».
وتقول: لمدة ثلاث ساعات لم يهتم بى أحد، كل الناس مشغولون، اصطحبت ابنتى معى نظرا لظروفى لأننى متحركة على كرسى لكن وصلت إلى اللجنة وما يفصل بينى وبينها سلم أحتاج لمن يساندنى، لأن ابنتى لا تستطيع حملى وأرسلت كثيرا للقاضى فى اللجنة وطلبت من العساكر الموجودين لحراسة اللجنة لمساندتى، لكن الإجابة كانت بأنهم مشغولون بمهمتهم فى اللجنة.
لن أغادر مكانى.. ولو لم يساعدونى على ممارسة حقى، سأحرر محضرا بالواقعة، لأن عجزى عن الحركة لا يعنى عجزى عن ممارسة حقوقى السياسية، وهذا موقف لن أتزحزح عنه مهما تكون النتائج.
وتختتم: ثلاث ساعات وقت طويل على سيدة عجوز فى سنى، لكنى لن أتحرك وإن اضطررت للمبيت هنا، لأن المعاقين حركيا جزء من المجتمع المصرى والدستور لهم جميعا، ولا يمكن إقصاؤهم.