بدأت موهبة عبدالله السعيد مبكرا عندما بزغ نجمه مع النادى الإسماعيلى وتدرج معه فى فرق الشباب إلى أن أصبح واحدا من نجوم الصف الأول للدراويش، إلى أن جاءت النقلة الأكبر فى حياته عندما شارك اللاعب الشاب مع المنتخب المصرى للشباب فى كأس العالم 2005، وكان أحد أبرز المواهب الكروية التى أعلنت عن نفسها فى هذا المونديال، ليسطر بعدها تاريخا جديدا مع قلعة الدراويش. لم يهدر «السعيد» كثيرا من الوقت ليعلن عن نفسه بقوة فاستغل الاعتماد عليه بشكل أساسى لينطلق فى مشوار جديد من النجومية بعدما اكتشف فى نفسه موهبة تسديد الضربات الثابتة بإتقان، ليطور من نفسه ويصبح أحد المتخصصين فى إحراز الأهداف على طريقة النجم البرتغالى الشهير كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد الإسبانى، وهو اللقب الذى أطلق عليه بعدما سجل هدفين فى مرمى الاتحاد السكندرى مع الإسماعيلى بنسخة كربونية، ولأن المشاكل لا ترحم المواهب فى الإسماعيلى فقد شهدت الأيام الأخيرة له مع الدراويش أزمة كبيرة عندما تشاجر «السعيد» مع الجمهور وقام بإلقاء قميص النادى على الأرض ليتخذ الجميع قرارا ببيعه ويدخل النادى الأهلى فى الصفقة ويفوز بها، وينضم «السعيد» إلى كتيبة الموهوبين فى القلعة الحمراء، ليبدأ معه مشوار التألق والنجومية.. ولكن أول ذكرى له مع الفريق كانت حزينة فقبل قيده فى قائمة الموسم الجديد وبعد توقيعه للنادى مباشرة حضر اللاعب مباراة الأهلى وإنبى فى كأس مصر، التى خرج منها الفريق مهزوما بعدما سبقها بأيام الخروج من دورى أبطال إفريقيا.
وفى الموسم الجديد تأقلم اللاعب على الحياة فى الأهلى وظهر بشكل مميز وسجل عددا من الأهداف المؤثرة، حتى بدا للجميع أنه سيكسب الرهان الذى وضعه عليه مدربه آنذاك مانويل جوزيه قبل رحيله عن الفريق، وبالفعل تألق اللاعب وكان أحد الأوراق، حيث قاد الفريق للفوز ببطولة الدورى وظهر اسمه بقوة ليحجز لنفسه مكانا فى تشكيلة الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى، الذى قرر الاعتماد عليه نظرا لما يتميز به اللاعب من مهارات الاستلام تحت ضغط والمهارة فى التعامل مع المنافسين، فضلا عن تميزه الكبير فى تسديد الضربات الثابتة، إلى أن جاءت اللحظة التى كان يحلم بها «السعيد» وهى الفوز مع النادى الأهلى ببطولة السوبر، ولكنها كانت حزينة للغاية بسبب أحداث مجزرة بورسعيد ومهاجمة الأولتراس للمباراة بعدما سجل «السعيد» أحد أهداف النهائى فى مرمى إنبى، ثم كانت الفرحة الكبيرة فى ملعب رادس عندما كلل اللاعب مجهوده بالفوز بالبطولة الإفريقية على حساب الترجى التونسى والعودة من الملعب الأوليمبى فى رادس بأغلى البطولات فى مسيرته الكروية حتى الآن.
ورغم أن بطولة كأس العالم للأندية لم تشهد مشاركة موفقة ل«السعيد»، إلا أنه كان لاعبا محوريا فى تشكيلة حسام البدرى المدير الفنى الذى وثق به كثيرا ومنحه الفرصة، معتبرا أنه قادر على صناعة الفارق فى أى لحظة، وكان أبرز تصريحات اللاعب عقب الهزيمة أمام كورينثيانز البرازيلى بأن الأهلى أعطى المنافس أكبر من حجمه الحقيقى، فأدى ذلك إلى الخسارة أمامه.
ومع كل هذا يبقى «السعيد» واحدا من الجيل، الذى وصفه الخبراء بأنه الأفضل فى تاريخ النادى الأهلى بعدما حقق معه المستحيل فى ظل توقف النشاط الكروى فى مصر وتحدى كل الصعاب التى واجهت الجميع سواء بتجميد الدورى أو تأخر صرف المستحقات المالية ليبقى أيضا واحدا من أكثر نجوم الفريق الذين يعشقهم الجمهور.