اكتست شوارع مدينة غزة باللون الأخضر، لون أعلام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، استعدادا لاحتفالات الحركة غدا بمهرجان انطلاقتها رقم 25 الذي أطلقت عليه "حجارة السجيل ... طريق التحرير " . يقام مهرجان الانطلاق في "ارض الكتيبة" وسط مدينة غزة بحضور رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لأول مرة وقيادات الحركة في الخارج ،وسيلقى مشعل كلمة تتناول إنجازات المقاومة وانتصارها على العدوان الإسرائيلي الأخير ضد القطاع .ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة إن حركة حماس أعدت منصة عملاقة للاحتفال تحيطها جداريه تزينها خريطة لفلسطين التاريخية أمامها مجسما لصاروخ " إم 75 " الذي يحاكى الصواريخ التي أطلقتها الشهر الماضى كتائب عز الدين القسام -الذارع المسلح لحماس - تجاه تل أبيب والقدس ردا على العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
"وأطلقت حماس على الصاروخ اسم "إم 75 " الذي صنع في غزة لسببين الأول حرف " إم " اختصارا للحرف الأول من " مقادمة" تكريما للقائد في حماس الشهيد إبراهيم مقادمة ، أما رقم 75 فهو المدى الذي يبلغه الصاروخ"ومن المقرر أن يخرج من الصاروخ حيث يوجد باب صغير يفتح على منصة الاحتفال رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ورئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية وقيادة حركة حماس إلى الجماهير المشاركة فى الاحتفال .
وقال أشرف زايد مسئول العمل الجماهير في حركة حماس إن المنصة التي تزينها خارطة فلسطين ترمز لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، بالإضافة إلى صورة المدينة المقدسة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة إضافة إلى صورة الشيخ الشهيد احد مؤسسي أحمد ياسين و الشهيد أحمد الجعبري.وأكد مسئول العمل الجماهيري أن كل المشهد يرمز للتأكيد على الثوابت الفلسطينية والمقاومة وخيارات حماس الإستراتيجية وملامح المرحلة المقبلة من خلال عرض الصورة والخرائط.
وأوضح زايد أن اللوحة الجدارية خلف المسرح مساحتها 55 مترا في ارتفاع أكثر من 20 مترا، وبهذا تصبح الجدارية مساحتها 1100 متر مربع، أما المسرح مساحته 30 مترا في عمق 28 مترا مضيفا أن تكلفة المهرجان لا تزيد عن 45 ألف دولار.وزينت جدران الشوارع الرئيسية لمدينة غزة صورا وشعارات حركة حماس ،كما علقت صورا تجمع بين مشعل والشيخ الشهيد احمد ياسين احد برز مؤسسي حماس ، ولافتات ترحيب بمشعل وقادة حماس فى الخارج.
وقدمت حركة حماس الاحتفال المركزي بذكرى انطلاقتها المقرر في 14 ديسمبر من كل عام ليكون السبت المقبل ليترافق مع ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى " انتفاضة الحجارة " التي اندلعت في الثامن ديسمبر عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي.كما يشارك في الاحتفالات العديد من الوفود العربية التى وصلت القطاع الليلة الماضية ،بخلاف الفصائل الفلسطينية في مقدمتها حركة فتح وذلك بعد التقارب الذي حدث بين الحركتين مؤخرا.
وأخرجت الوفود الزائرة للمشاركة في احتفالات حماس فنادق غزة الواقعة على البحر مباشرة من حالة الركود المستمرة بفعل حصار القطاع ،وأنعشتها وأعادت الازدحام والحركة إليها ،فيما أعرب أصحاب هذهالفنادق عن سعادتهم بذلك رغم قصر مدة إقامة هذه الوفود .
وقالت مصادر في معبر رفح البري أنه لا تمر لحظات حتى يدخل وفد جديد للقطاع سواء كان إعلاميا أو سياسيا أو تضامنيا من المواطنين العرب لحضور مهرجان انطلاقة "حماس".
و حثت حركة حماس عبر مكبرات الصوت فى المساجد ووسائل إعلام مختلفة ،سكان قطاع غزة على المشاركة فى الاحتفالات،معتبرة أن هذه المشاركة تعزيزا لانتصار المقاومة .من جانبها كثفت داخلية غزة من تواجد عناصرها الأمنية في كافة المفترقات والشوارع بشكل غير مسبوق لتامين الاحتفالات.وأجرت داخلية حماس بغزة مناورة ميدانية فى أرض المهرجان لتدريب قواتها على كيفية التعامل خلال الاحتفال في حال حدوث طارئ.
وقال مسئول امني بغزة "شارك في المناورة عناصر من العمليات المركزية الدفاع المدني والخدمات الطبية العسكرية والشرطة الفلسطينية وهندسة المتفجرات والأمن والحماية والمباحث العامة والشرطة النسائية ".
ودعت الوزارة جميع المواطنين إلى الالتزام بالقانون وإتباع الإرشادات والتعليمات والتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطية وعدم إطلاق النار أو الألعاب النارية.
وحذرت كل من يخالف التعليمات أو من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن وسيضع نفسه تحت طائلة القانون . وتأسست حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987 و يرتبط مؤسسوها فكريا بجماعة الإخوان المسلمين، وتهدف الحركة إلى استرداد أرض فلسطين التي تعتبرها الوطن التاريخي القومي للفلسطينيين بعاصمته القدس.