فى الوقت الذى يبذل فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادى جهودا مكثفة من أجل الدخول في المرحلة الثانية من تنفيذ المبادرة الخليجية بشأن المشكلة اليمينة وهى المرحلة المتعلقة بإعادة هيكلة قوات الجيش والأمن ، دعت اللجنة التنظيمية لمابات يعرف بإسم الثورة الشبابية الشعبية السلمية ، إلى تنظيم مسيرة مليونية غدا بالعاصمة "صنعاء" وذلك تحت شعار "الغضب الثورى". وفى بيان للجنة ، طالبت الجماهير والشباب الثوار وحرائر اليمن فى مختلف المحافظات إلى الخروج والاحتشاد في كافة ميادين الحرية والتغيير إلى المشاركة في مرحلة الغضب الثوري ، وذلك احتجاجا على عدم تحقيق أهداف الثورة اليمنية - حسب البيان -. ويأتي هذا التصعيد من قبل شباب الثورة مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ، في الوقت الذي لا يزال أقارب الرئيس اليمنيى السابق " على عبد الله صالح " يتمسكون بمناصبهم القيادية في المؤسسة العسكرية والأمنية وهو ما يجعل التصعيد الثوري هو الوسيلة للضغط على الرئيس هادي لإصدار قرارات تعيد هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية
وأهابت اللجنة التنظيمية للثورة فى بيانها بثوار العاصمة للمشاركة الفاعلة في المسيرة المليونية، وكانت اللجنة قد أعلنت رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار قبل تنفيذ عدد من الخطوات من بينها إقالة أقارب الرئيس السابق من قيادة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية ورعاية أسر الشهداء والجرحى والإفراج عن المعتقلين وتقديم قتلة الشباب للعدالة.
وقال حبيب العريقي "عضو اللجنة" - فى بيان صحفى له - " إن تدشين الغضب الثوري وإعادته إلى الساحات يأتي لرفض شباب الثورة لتمييع أهداف الثورة والالتفاف عليها، وأن شباب الثورة لا يعولون على الحوار الوطني في ظل استمرار أركان النظام السابق على رأس كثير من المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية.
وأشار إلى أن مؤتمر الحوار محفوف بالمخاطر مع احتمال فشله في حال استمرت الأوضاع على ما هي ولم يتم التهيئة الحقيقية لانعقاد مثل هذا المؤتمر الهام والذي يؤمل عليه في إخراج اليمن من الوضع الحالي. ويأتى تنظيم المسيرات المعارضة غدا بالعاصمة صنعاء ومختلف المدن اليمنية فى الوقت الذى يبذل فيه الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى كافة الجهود وسط تأييد وحشد دولى واقليمى للتعجيل بالولوج فى المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وهى اقامة مؤتمر الحوار الوطنى الشامل واعادة هيكلة القوات المسلحة و الجيش والاجهزة الامنية.
فقد أكد منصور خلال اجتماعه مساء أمس مع اللجنة العسكرية اليمنية الخاصة بإعادة هيكلة القوات المسلحة بمشاركة "أردنية وأمريكية وأوروبية "، أن العمل يسير بإيجابية باتجاه ترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051 وبما يضمن الخروج الآمن من الظروف الصعبة ودوامة الأزمة الى آفاق الوئام والسلام والتطور والنمو.
وقال الرئيس هادي: إن أسس العدالة والمساواة وعدم إقصاء أي طرف هي ضمانة اجتماعية وديمقراطية ولا تولد أزمات أو خلاف، مشددًا على أهمية تجاوز مفاهيم الماضي وحساباته والعمل بصورة علمية ودقيقة ومنهجية وبما يخدم أمن واستقرار ووحدة اليمن.
وأضاف "إننا اليوم أمام مرحلة جديدة وهي مناسبة ونحن نتدارس التصورات العملية لإعادة الهيكلة ومسرح العمليات لمؤسسة الجيش والامن أن نؤكد أننا أمام مرحلة جديدة عنوانها البناء على أسس سليمة وعلمية ومدركة بكل أبعادها الوطنية والاخلاقية والإنسانية ". وأضاف الرئيس هادى "لا بد من الوقوف الجاد والمخلص والاصطفاف الوطني من أجل اليمن ومستقبله المأمول وتجاوز كافة التحديات والصعاب وتحكيم العقل والضمير من أجل تحقيق ما يصبو اليه ابناؤنا الشباب والجيل القادم والاستفادة القصوى من التجارب التي نراها اليوم ورأيناها بالأمس ونتجنب ما بني على خطأ ونستفيد مما هو صحيح وسليم ومفيد حتى لا نقع في اخطاء من سبقونا هنا او هناك ومن أجل أن نستفيد مما هو مفيد ونافع لبناء الوطن وتظل المصلحة العليا للوطن هي القاسم المشترك بيننا جميعاً وفقا لاستراتيجيات واضحة وسليمة مع تأكيدنا أن مؤسسة القوات المسلحة والأمن تنعكس فيها وتتجسد الوحدة الوطنية بكل معانيها وأبعادها".
وتابع الرئيس عبد ربه منصور هادي قائلا: إننا اليوم ومعنا الاشقاء والاصدقاء لابد من أن نبذل الجهد الكامل والمخلص من اجل الاستفادة من هذا الدعم وتجنيب اليمن ويلات الحرب" ، مؤكدا أن التسوية السياسية في اليمن عكست الحكمة والعقل والخروج المشرف إلى مناخات السلام والوئام.
وقد تحدث - خلال الاجتماع - اللواء الركن محمد سليمان فرغل والسفير الاردني سليمان الغويري وسفير الولاياتالمتحدةالامريكية جيرالد فايرستاين وسفير المملكة المتحدة نيكولاس هيبتون فى مداخلات وتصورات مع الجانب اليمني..
فأكدوا أن اعضاء الجانب اليمني يعملون بصورة دقيقة ورائعة وعلمية وبكفاءة ومهنية ماهرة. كما أكدوا استعدادهم لتقديم الخبرات والعون والمساعدة فيما يطلب من جانبهم، وأشادوا فى هذا الصدد بالمستوى المتقدم الذي أنجزته اللجنة مع مراعاة كافة الأسس الوطنية والعلمية الحديثة وبما يحقق لليمن أمنه واستقراره ووحدته وإنجاح المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها من مختلف الجوانب .