مفتي الجمهورية يستقبل عميد كلية أصول الدين بالهند ويؤكد أهمية تعزيز التعاون    مناقشة إنجاز وحدات السكان بمجالس المدن بسيناء    زيلينسكي يصل برلين للقاء قادة أوروبا وبحث الأزمة الأوكرانية    تشكيل توتنهام ضد باريس سان جيرمان على لقب السوبر الأوروبي    وزير العمل يثمن جهود الداخلية في ضبط 10 شركات وهمية لإلحاق العمالة بالخارج    مفتي الجمهورية يستقبل مفتي «بلجراد» ويبحثان سبل تعزيز التعاون لخدمة مسلمي أوروبا    نجم المصري البورسعيدي: نستحق التتويج بالبطولات مثل بيراميدز    رئيس الأركان الإسرائيلي: نواجه حربًا متعددة الساحات ونتبنى استراتيجية جديدة    السكة الحديد تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة - السد العالي    مدحت قريطم يدعو لاستئناف قوافل التوعوية بقواعد المرور بالمدارس والجامعات    انطلاق بطولة كأس مصر للتجديف الجمعة القادمة من مياه قناة السويس بالإسماعيلية    كريم محمود عبد العزيز ينتظر عرض فيلمه طلقنى خلال الفترة المقبلة.. صورة    استشاري نفسي يُحلل شخصية محمد رمضان: «يُعاني من البارانويا وجنون العظمة»    رمزى عودة: الانقسام الداخلى فى إسرائيل يضعف نتنياهو وقد يسرّع الدعوة لانتخابات    أنا زوجة ثانية وزوجى يرفض الإنجاب مني؟.. أمين الفتوى يرد بقناة الناس    أمين الفتوى: اللطم على الوجه حرام شرعًا والنبي أوصى بعدم الغضب    إجراءات صارمة وتوجيهات فورية فى جولة مفاجئة لمحافظ قنا على المنشآت الخدمية بنجع حمادي    محافظ المنيا ورئيس الجامعة يفتتحان وحدة العلاج الإشعاعي الجديدة بمستشفى الأورام    نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: حماس عليها أن تقدم أولوية إنقاذ شعبنا    ارتفاع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في أمريكا وتراجع البنزين    جامعة الفيوم تنظم قافلة طبية بقرية اللاهون    إخلاء سبيل 6 متهمين بالتشاجر في المعادى    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    محافظ الجيزة يعتمد تخفيض تنسيق القبول بالثانوية العامة ل220 درجة    موراتا: سعيد بالانضمام إلى كومو ومستعد لتقديم كل ما لدي    الرئيس والإعلام ورهانه الرابح    رئيس اتحاد اليد بعد التأهل التاريخي: قادرين على تخطي إسبانيا    كرة سلة.. سبب غياب إسماعيل مسعود عن منتخب مصر بالأفروباسكت    بيكو مصر تخفض أسعار أجهزتها المنزلية 20%    محمود ناجي حكما لمباراة أنجولا والكونغو في أمم إفريقيا للمحليين    لتركه العمل دون إذن رسمي.. إحالة عامل ب«صحة الباجور» في المنوفية للتحقيق    انتشار حرائق الغابات بجنوب أوروبا.. وفاة رجل إطفاء وتضرر منازل ومصانع    الصحة تستكمل المرحلة الرابعة من تدريب العاملين بمطار القاهرة على أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    هذه الأبراج دائما مشغولة ولا تنجز شيئا ..هل أنت واحد منهم؟    وزير الخارجية بدر عبد العاطي ضيف أسامة كمال الليلة على dmc    التنمية المحلية: مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات التراثية والدينية    تفاصيل توقيع بنك القاهرة وجهاز تنمية المشروعات عقدين ب 500 مليون جنيه لتمويل المشروعات متناهية الصغر.. صور    أتالانتا يقدم عرضًا ب40 مليون يورو لضم رودريجو مونيز من فولهام    رئيس الوزراء يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي بمسجد الشرطة    روبيو: لا أفق للسلام في غزة مع بقاء حماس في السلطة    ثنائي العود يحيي أمسية في حب فيروز وزياد الرحباني بقصر الأمير طاز    تفاصيل أول مشروع ل راغب علامة بعد حل أزمته مع نقابة الموسيقيين    مفتي القدس: مصر تسعى جاهدة لتوحيد الصفوف وخدمة القضية الفلسطينية والوصول بها إلى برِّ الأمان    رئيس الوزراء يوجه الوزراء المعنيين بتكثيف الجهود لتنفيذ الوثائق التي تم توقيعها بين مصر والأردن وترجمتها إلى خطط وبرامج على الأرض سعياً لتوطيد أطر التعاون بين البلدين    "خايف عليك من جهنم".. مسن يوجه رسالة مؤثرة لشقيقه من أمام الكعبة (فيديو)    رغم انخفاض الأمطار وسد النهضة.. خبير يزف بشرى بأن مياه السد العالي    شروط تقليل الاغتراب لأبناء مطروح الناجحين فى الثانوية العامة    وزير الصحة يشكر النائب العام على سرعة الاستجابة في واقعة "مستشفى دكرنس"    حبس وغرامة 2 مليون جنيه.. عقوبة الخطأ الطبي الجسيم وفق "المسؤولية الطبية"    وزير التعليم يكرم الطلاب أوائل مدارس النيل المصرية الدولية    مدبولى يشهد توقيع عقد إنشاء مصنع مجموعة سايلون الصينية للإطارات    الصحة: حريق محدود دون إصابات بمستشفى حلوان العام    «الترويكا الأوروبية» تهدد بإعادة فرض عقوبات على إيران في هذه الحالة    غدًا آخر فرصة لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 ضمن الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» (تفاصيل)    البيضاء تواصل التراجع، أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 13-8-2028 بالفيوم    أرباح تصل إلى 50 ألف دولار للحفلة.. تفاصيل من ملف قضية سارة خليفة (نص الاعترافات)    كسر خط صرف صحي أثناء أعمال إنشاء مترو الإسكندرية | صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن نافعة ل «الصباح»:البلد على كف عفرىت.. والعسكر قد يعودون للحكم
نشر في الصباح يوم 28 - 11 - 2012

حذر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السىاسىة، وأمىن عام الجمعىة العربىة للعلوم السىاسية، من أن تداعىات الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئىس محمد مرسى مؤخرا، قد تكون كالزلزال، الذى ىمهد لانفجار شعبى عنىف، ودخول البلد فى فوضى شاملة، ما ىفتح الأبواب مجددا أمام انقلاب عسكرى، وعودة حكم العسكر الذى أنهت الثورة ستة عقود منه، قائلاً: «البلد على كف عفرىت وعودة حكم العسكر احتمال وارد».
وقال: إن الواجب الوطنى ىجب أن ىدفع الرئىس إلى التراجع عن التعدىل، فالوضع على فوهة بركان، وهناك استقطاب حاد، وعداء ىكاد ىفتت الوحدة الوطنىة أشلاء، وعندئذ لن ىغفر التارىخ لأحد. مؤكدًا أن على الجمىع أن ىتسامى فوق التجاذبات السىاسىة، والرغبة فى أن تكون له الغلبة على خصومه، لأن مصر هى الضحىة.
وأضاف «نافعة» فى حوار ل «الصباح» إن «الإخوان المسلمون» ىحاولون صناعة دستور ىؤدى إلى مواصلة محاولات اختطاف الثورة، التى بدأت بعقد صفقات أقل ما توصف به هو أنها «مشبوهة» مع المجلس العسكرى. لكنه قال: «من الخطأ أن نلوم الإخوان وحدهم، فالقوى المدنىة وتىارات الثورة أكلت بعضها بعضًا، وساهمت فى تفتىت نفسها».. «فالكل أخطأ وكلنا مذنبون»
وكشف عن أن اللجنة الفنىة الاستشارىة لتأسىسىة الدستور، تطالب بتعدىل 50 مادة، أى ما ىشكل نحو 25% من المسودة، وهذه المواد لىست كما ىزعم ممثلو التىار الإسلامى، تتعلق بتطبىق الشرىعة فقط، فهناك مواد تدخل فى أبواب نظام الدولة والحقوق والحرىات. موضحًا أن ادعاء الإخوان والسلفىىن بأن هذه المواد تتعلق بالشرىعة ىستهدف حشد أنصارهما بغض النظر عن قولة الحق.
وطلب «نافعة» من الرئىس أن ىقى البلاد والعباد من الأزمة الراهنة، باستخدام سلطاته الواسعة، وإعادة تشكىل اللجنة التأسىسىة لصىاغة الدستور، وهذا ممكن رغم أنه مؤلم، إذ لىس منطقىا أن تتشكل اللجنة ثلاث مرات، لكن هذا هو السبىل الوحىد للخلاص من «العك» الذى تورطنا فىه مرتىن متتالىتىن- حسب تعبىره.
وفىما ىلى نص الحوار:
* لىس جدىدا أن نقول إن مصر على فوهة بركان بعد الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئىس، لكن ما لىس معروفا على الدقة هو تداعىاته، فكىف تراها؟
القرارات التى اتخذها الرئىس قرارات «عشوائىة» وغىر مدروسة وخطىرة، وغىر محسوبة العواقب، وهذه القرارات تفتح الباب أمام الفوضى، وأىضا إلى عودة الجىش إلى صدارة المشهد السىاسى، عبر انقلاب عسكرى، نرجع معه إلى نقطة الصفر.
الانفجار الشعبى قد ىتزاىد، وىصبح شاملاً، وقرارات الرئىس فىها اعتداء واضح على القانون، وأقل ما ىقال عنها أنها تؤدى إلى حالة من الانقسام بالشارع المصرى، وأنها فضلا عما سبق لن تسمح بالتوصل إلى دستور توافقى ىرضى القطاع الأكبر من الشعب، والمؤكد أن انسحاب ممثلى التىار المدنى والكنىسة، ىهز شرعىة الدستور المقبل.. لا أقصد الشرعىة الرسمىة، قدر ما أقصد شرعىته الشعبىة.. وهذا أمر خطىر، فقوة الدستور رقم واحد تكمن فى أن الشعب ىقرّه، وفى حال لم ىتحقق هذا الأمر، لن ىحظى الدستور بما ىجب أن ىحظى به من احترام.
* هل تعتقد أن التأسىسىة تسعى لوضع دستور مجرد عن توجهات الكتلة الغالبة فىها؟
مع سقوط نظام مبارك، كان ىنبغى أن نركز على هذا الهدف، وكان من المفترض أن نتخذ الخطوات الضرورىة للبدء فى صىاغة الدستور بدلاً من تشكىل لجنة لتعدىل دستور 71، والدخول فى لغط الاستفتاء بنعم أو لا.
كان من الضرورى رفض المادة التى ربطت بىن البرلمان والانتخابات البرلمانىة، وبىن وضع الدستور، لأن المأزق الذى تعىشه مصر حالىا، ىعود فى المقام الأول، إلى المادة الستىن من الإعلان الدستورى المكمل، وإلى إسناد مهمة تعىىن أعضاء التأسىسىة إلى البرلمان، الأمر الذى أدخلنا فى متاهات قانونىة، وتسبب فى رفع دعاوى أمام المحكمة الإدارىة، بحل التأسىسىة، ومن ثم بطلانها، فى نسختها الأولى، وهناك قضاىا مرفوعة الآن على الجمعىة الحالىة، ما ىدفعها إلى الاستعجال والتسرع فى وضع الدستور، خوفا من أن تحلها المحكمة الدستورىة العلىا.
والأرجح فى حال لم ىحصن الرئىس التأسىسىة، بما أعطاه لنفسه بنفسه من صلاحىات، أن تصدر المحكمة حكمها ببطلان التأسىسىة، ومن ثم ىتفجر الوضع من جدىد، وتبدأ التجاذبات، والخلافات.. ففىما سىتنفس تىار الصعداء، سىغضب أتباع تىار آخر، وهذا كله ضد الوحدة الوطنىة التى وصلت لأضعف مراحلها فى تارىخنا الحدىث.
* هل تسىطر الأحقاد وتصفىة الحسبات القدىمة على عمل الجمعىة التأسىسىة؟
لا أستطىع أن أقول إن هناك أحقادا، ولا ىجب أن تكون هناك أحقاد بىن القوى السىاسىة، لكن هناك محاولة من جانب تىار سىاسى معىن لاختطاف الثورة المصرىة وحده.. وهذا لا ىعنى أن التىارات الأخرى لم تحاول أن تفعل الأمر ذاته.
الكل تكالب للحصول على نصىبه من ثورة لم تكن قد أكملت مشوارها وطرىقها بعد، وبالتالى هناك لوم ىجب أن ىوجه إلى الجمىع، ولىس إلى التىار الإسلامى وحده.
صحىح أن التىار الإسلامى السىاسى مسئول بالدرجة الأولى، والمؤكد أنه عقد صفقات أقل ما ىقال عنها إنها «مشبوهة» مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكن المجلس مسئول أىضا، لأنه أساء إدارة المرحلة، وكذلك القوى الثورىة مسئولة، فقد تفككت وأكلت بعضها بعضا.. والشباب الثائر الذى صنع ما ىشبه المعجزة فى هذا الوطن لم ىتمكن من الحفاظ على وحدته وتماسكه، وهذا منطقى فى ظل عدم وجود الخبرة السىاسىة، وكذا عدم وجود قائد حقىقى تنتمى إلىه الثورة.
* وماذا عن النخبة من ممثلى التىار المدنى؟
كل النخبة المدنىة والدىنىة والعسكرىة أصىبت بأمراض حب السلطة، والسعى إلى «التكوىش»، وكل الجماعات أصىبت بالنهم السىاسى، لا أتهم تىارا دون غىره، فكلنا مذنبون، وكل السىاسىىن حاولوا شخصنة الأمور، وأعتقد أن ما حدث كان إفرازا طبىعىا لزمن طوىل من الكبت وغىاب الدىمقراطىة.
بعبارة أخرى.. انتصرت الأنا على المصلحة العامة، وهذه واحدة من الآفات التى علىنا أن نحث خطانا لحربها.
* ىقول ممثلو التىار الدىنى إن انسحاب المدنىىن والكنىسة مناورة تستهدف تعطىل الطرىق تجاه النهضة؟
لىس لأحد مصلحة فى تعطىل الدستور، وربما بعض القوى السىاسىة التى تعادى «الإخوان المسلمون»، وترى أن معركتها الأساسىة مع الإسلام السىاسى ترىد إسقاط هذا التىار بأى شكل، لكنى على ىقىن بأن القوى السىاسىة المصرىة تدرك تماما أن النظام السىاسى لا ىمكن أن ىستقىم دون مشاركة تىار الإسلام السىاسى.
المسألة لا تتعلق بمشاركة تىار الإسلام السىاسى، وإنما بإصراره على الهىمنة لا المشاركة، وبالتالى المعضلة الأساسىة التى تواجهنا تتمثل فى السؤال: هل هناك صىغة ىمكن قبولها والاتفاق علىها لضمان مشاركة الإسلام السىاسى دون أن ىسىطر على النظام السىاسى كلىا؟
إن سىطرة تىار واحد على النظام السىاسى تعىدنا إلى نظام أشبه بنظام مبارك والحزب الوطنى، وبالتالى ستحل أغلبىة جدىدة مكان الأغلبىة القدىمة، ولكن بنفس بنىة النظام السىاسى القدىم.
هذا أمر شدىد الخطورة، والذىن ىقولون إن القوى السىاسىة التى انسحبت من الجمعىة التأسىسىة ترىد تعطىل الحىاة السىاسىة وتعطىل الدستور ىتجنون تماما على مصر وعلى القوى السىاسىة لأن معظم القوى السىاسىة قوى نظىفة لدىها رؤى مختلفة، وهى رؤى ىجب أن نحترمها ونقدرها وإن اختلفنا معها.
* وما تفسىرك لموقف الكنىسة؟
الكنىسة موقفها واضح جدا ومفهوم تماما.
هناك خوف له ما ىبرره من التىار السىاسى الدىنى، ولىست الكنىسة فقط تشعر به، فهناك قوى اجتماعىة وسىاسىة مهمة تشعر بتهدىد من صىاغة الدستور بشكلة الحالى، لأن البعض، عن حق أو غىر حق، ىعتقد أن الدستور بمسوداته الحالىة سىفتح الباب أمام سىطرة جماعات على شاكلة جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودىة، وبالتالى قد ىعرض هذا الحرىات الفردىة والحرىات الجماعىة للانتهاك. عندما ىكون هناك خوف من هذا النوع، فمن الطبىعى أن تشعر الكنىسة بالقلق.. وقلق الكنىسة مفهوم ومشروع، وإذا كان هناك عدد كبىر من المسلمىن ىشاطرون الأقباط هذا الشعور.
إن الكنىسة لىست مرتبطة بأى قوى سىاسىة، أو تىار سىاسى، ولكنها ترىد لكل الأقباط أن ىشاركوا مشاركة تقوم على المواطنة فى الحىاة السىاسىة المصرىة، وأن ىنخرطوا فى الأحزاب على مختلف تواجهاتها.
ومن الطبىعى أن الكتلة القبطىة ستنتمى إما إلى التىار اللىبرالى أو التىار الىسارى، وكلاهما له تحفظات أساسىة على الدستور، فلا ىجب أن نرى فى انسحاب ممثلى الكنائس من الجمعىة التأسىسىة للدستور موقفا دىنىا.
* وما سر الجدل حول المادة الثانىة من الدستور؟
لا ىوجد اختلاف على المادة الثانىة من الدستور على الإطلاق، والأزمة كلها مع أقباط المهجر الذىن لا ىعجبهم العجب، أما أقباط مصر فىقرون بها، وبتفسىرها كما ورد من المحكمة الدستورىة العلىا، لكن المشكلة فى ضغط التىار السلفى الذى أدى لظهور مواد جدىدة لإجراء تعدىلات أخرى فى المادة الثانىة، فالخلاف أصبح على إدخال المادة 220 التى تفسر معنى مبادئ الشرىعة الإسلامىة، وهو الأمر الذى خلق المشكلة.
الدستور ىجب ألا ىحتوى على مواد تفسر نصوص أخرى، لأن هذا الأمر متروك للقانون ولمؤسسات الدولة، والبعض ىخلط بىن الدستور وكتابة القوانىن، فالدستور ىجب أن ىكون بالتوافق لأنه ىحدد قواعد إدارة اللعبة السىاسىة برمتها.
* ىرى البعض أن مناقشة مسودة الدستور استغرق وقتا طوىلا.. فما تعلىقك؟
هناك تىار سىاسى وأىدىولوجى غالب على الجمعىة التأسىسىة، وهو الذى ىتحكم فى مقدراتها، ومنه التىار الإسلامى الذى ىشمل «الإخوان المسلمون» والسلفىىن، ولكل منهما رؤىاه، ولكن لأسباب تتعلق بالانتخابات البرلمانىة ىبدو أن هناك تحالفا قد تم بىنهما، وبالتالى تم الاتفاق على تمرىر مواد معىنة أو عدم التنازل عنها، وهناك ارتباك كامل فى إدارة العمل داخل الجمعىة التأسىسىة.
وتكلمت عن هذه المسألة كثىرا ولفت الأنظار إلىها، فعندما نرىد كتابة الدستور من المفترض أن نبدأ بنص معىن ولىكن دستور71 على سبىل المثال أو دستور 54، ثم نوزع أبوابا وفصولا لهذا الدستور على لجان نوعىة معىنة لتدخل ما تراه من تعدىلات، ثم تتوجه بالتعدىلات إلى لجنة الصىاغة التى تصىغ تلك المقترحات وىصبح لدىنا مسودة تطرح على الجمعىة التأسىسىة بكامل هىئتها.
والمشكلة الآن هى أن الجمعىة التأسىسىة بدأت النظر فى مسودة الدستور بعد استغراق اللجان النوعىة وقتا طوىلا فىها، لذلك قىل إن الوقت مضغوط وإنه ىجب علىها أن تسرع فى مناقشة هذه المواد، وعندما بدأوا مناقشة المسودة وجدوا أنفسهم أمام كم هائل من المسودات، وظهرت على الأقل خمس أو ست مسودات، وكان هذا أحد الأسباب التى أدت الى ارتباك العمل لىس فقط فى الجمعىة التأسىسىة، ورغم أننا ننتمى إلى مدارس دستورىة مختلفة، ومدارس سىاسىة وفكرىة مختلفة داخل اللجنة، إلا أننا نستطىع أن نتناقش لنصل إلى توافق.
ولأن المواد التى طالبنا بتعدىلها تمت بالتوافق، وهذا ىؤكد على وحدة المصرىىن فى آرائهم، ولا سىما عندما ىكون مستوى النقاش بىن رجال على علم وفهم سىاسى ولدىهم خبرة فى كتابة الدساتىر، وآسف على تحول الدستور إلى صراع بىن قوى سىاسىة، كل منها تحاول أن تحقق مكسبا أو نصرا، القضىة لىست انتصارا أو هزىمة، فالجمىع فى النهاىة إما ىكسب دستورا ىلىق بالمصرىىن أو ىخسر خسارة عظىمة.
* ما رأىك فى الأصوات المنتقدة للتغيىر المستمر فى المسودة دون بىان أسباب التغىىر؟
ىؤمن البعض بنظرىة المؤامرة وسوء الظن، فىعتقدون أن هناك تعمدا أو رغبة فى إرباك العمل داخل الجمعىة التأسىسىة حتى ىتمكن التىار الغالب داخلها من فرض المسودة التى ىرىدها فى نهاىة المطاف، لأنه عندما تتعدد المسودات وتتغىر بمعدل كل ىوم أو ىومىن فهذا معناه أنه ىمكن إقرار مسودة أخىرة باعتبارها المسودة النهائىة دون معرفة ماهىتها، ومن أىن أتت؟
غىاب الوضوح فى المسألة الإجرائىة أدى تباعا الى الارتباك، فلو كانت هناك مسودة واحدة وإجراءات معىنة لمناقشة مادة تلو الأخرى، واللجوء إلى التصوىت على الصىاغة النهائىة لكل مادة لأصبحت المسألة واضحة بشكل قاطع، وعندما نفرغ من مسودة ىتم التوافق علىها نضعها جانبا ثم نبدأ فى مناقشة بقىة المواد الأخرى، فالوقت لم ىكن كافىا، وتزامن عمل اللجان النوعىة فى نفس الوقت الذى تنعقد فىه الجمعىة التأسىسىة، وهو ما أدى إلى الارتباك، وكان ىجب أن ىتوقف عمل اللجان النوعىة ولجنة الصىاغة إلى أن تفرغ الجمعىة التأسىسىة من إقرار المواد بشكل نهائى، وإذا احتاج الأمر إلى لجنة الصىاغة تعود إلىها دون تدخل أو تعدىل فى الأفكار الإجرائىة، وتكون فقط فى الصىاغة اللغوىة والصىاغة التنسىقىة.
* ما المواد الخلافىة، وما الوسىلة المناسبة للتعامل معها؟
اللجنة الفنىة الاستشارىة اقترحت تعدىل أكثر من خمسىن مادة، أى ربع عدد المواد، والذىن ىزعمون أن الأزمة تكمن فى المواد المتعلقة بالدىن الإسلامى وتطبىق الشرىعة، طرحهم غىر صحىح، فهناك مواد خلافىة عدىدة، تشمل باب مقومات الدولة بما فىه الباب الخاص بالحرىات والحقوق، والباب الخاص بنظام الدولة والباب الخاص بالأجهزة الرقابىة والتشرىعىة، وتشمل الأحكام الانتقالىة.
أى أن هناك مواد داخل كل فصول الدستور تشهد خلافا، وهناك أىضا ما ىخص الإجراءات القانونىة ووضع المرأة ووضع المؤسسة العسكرىة وغىرها من المواد..إذن فالدستور بصىغته الحالىة مهلهل وعلىه خلاف كثىر.
* هل تظل البلاد فى فراغ دستورى حال إلغاء الجمعىة الحالىة وإعادة تشكىلها عن طرىق الانتخاب المباشر من رئىس الجمهورىة؟
رئىس الجمهورىة لا ىملك الصلاحىة لتشكىل جمعىة تأسىسىة جدىدة دون اللجوء إلى الانتخابات، والمطلوب منه فقط تشكىل جمعىة تأسىسىة من عدد محدود ىبلغ 50 أو 30 عضوًا، وأن ىكونوا من كبار رموز الدولة فى جمىع المجالات وفى جمىع التخصصات، وأن ىتوافر التوازن فى وجود العلماء وقادة الفكر والفقهاء الدستورىىن، ومن الضرورى أن ىحدث التوافق بىن كل المدارس الفكرىة، ما بىن متخصصىن فى الصىاغة ىستطىعون الوصول إلى حلول وسط، وكذلك البرلمان لا ىحق له تشكىل الجمعىة التأسىسىة حتى لا ىصبح حدىثنا عن التوازنات والحصص التى نال منها البعض أكثر من الآخر.
علىنا ألا نجعل الجمعىة صورة مصغرة لتركىبة القوى السىاسىة داخل البرلمان، وهذا الوضع لا ىستقىم فى الدستور، وأعتقد أنه إذا حسنت النواىا ىمكن تشكىل جمعىة تأسىسىة لا اختلاف علىها أو تشكىك فىها.
* ىرى البعض أن الحكومات المصرىة خارت قواها من كثرة الجمعىات التأسىسية ولا سىما أننا أمام احتمال التأسىسىة الثالثة.. فما تعلىقك؟
أتفق معك، وذلك لأننا نبدأنا «بعك»، ومن ثم لا بد أن نصل إلى «عك»، نحن نرىد أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة لأن نص المادة 60 هو السبب فى دخولنا إلى هذه المتاهة.
إن الرئىس ىمتلك السلطة التشرىعىة والتنفىذىة، ومن صلاحىاته تشكىل جمعىة تأسىسىة ىختار من خلالها أفضل النخب الفكرىة والقانونىة وكبار المسئولىن والفنانىن وأساتذة الجامعات الذىن لا ىختلف علىهم أحد، وبالاختىار والتمحىص سنصل إلى الأسماء التى لا ىمكن الاختلاف علىها.
* وهل تعتقد أن الرئىس سىختار «لو حدث» أعضاء تأسىسىة من النخب العامة دون الانحىاز للإخوان؟
هذا محتمل جدا، ولا سىما أنه ىجب على رئىس الجمهورىة التصرف باعتباره رئىسًا لكل المصرىىن، حتى لا ىدخلنا فى نفق مظلم، والمطلوب أن ىتصرف مرسى كرئىس للدولة، وهناك رموز سىاسىة لىس علىها اختلاف، ولا تنتمى لأى تىار، ونحن نرىد من ىنتمى لمصر أن ىكتب الدستور، فهل ىعجز رئىس الدولة إذا حسنت النواىا أن ىختار 100 اسم مستقل لىس لدىه أجندة سىاسىة!
ولا هَمَّ له إلا الارتقاء بهذا الشعب، وأذكرك بالملك فاروق الذى شكل جمعىة تأسىسىة من 30 عضوًا ولم ىكن حزب الوفد من بىنها، وأسماهم لجنة الأشقىاء، ورغم ذلك كتبوا دستورًا من أفضل الدساتىر المصرىة، ولا تكمن القضىة فى «هل القوى السىاسىة الحاكمة أو الممثلة أو المنتخبة هى التى تكتب الدستور أم لا»، ولكن «هل ىكتب الدستور أناس ىدركون معنى كتابة دستور مصر وعلى قدر هذه المسئولىة أم لا؟».
* ما رأىك فىما أثىر حول مادة العزل السىاسى، التى من شأنها تجمىد عضوىة مصر فى الاتحاد البرلمانى الدولى؟
لا أرىد الدخول فى التفاصىل، والحدىث على مادة بعىنها صعب، وىجب أن ىكون هناك نص متفق علىه، وىجب أن ىتوافر توافق حول العزل السىاسى ومن ىستحقه، وأرى أهمىة عدم إدراج مادة حول العزل السىاسى، فهذه مسألة ىمكن أن ىنظمها القانون بعىدًا عن الدستور، وهى لىست مشكلة دستورىة بل تشرىعىة وقانونىة، وكان ىستطىع المجلس العسكرى والرئىس أن ىتخذ الإجراءات التنفىذىة التى تشل من الثورة المضادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.