قالت صحيفة (الجارديان) البريطانية إن المسعى الفلسطيني للحصول على الإعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية بات أقرب للتحقق بعد اجماع غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على تأييد هذا المسعى، وفشل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل وعدد من الدول الأوروبية في إحباطه. وأضافت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم وبثته على موقعها على شبكة الإنترنت - إن المعسكر الغربي المساند لإسرائيل لم يعترف فحسب بفشل محاولاته لإثناء الفلسطينيين عن التقدم بطلب الحصول على الإعتراف الأممي بدولتهم، والمقرر له غدا الخميس، بل أنه تيقن أيضا بأن المسعى الفلسطيني لن يكتب له سوى النجاح. وأوضحت أن هذا الإعتقاد دفع واشنطن ولندن تحديدا للضغط على السلطة الفلسطينية بشأن احتمال انضمام الدولة الفلسطينية للمحكمة الجنائية الدولية على نحو يهدد قادة إسرائيليين بالذهاب لهذه المحكمة كمتهمين في جرائم حرب، وكذا اللجوء لمحكمة العدل الدولية للبت في النزاع على الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وهي الأمور التي وصفها مسئولون أوروبيون بأنها "خطوط حمراء". وأشارت إلى أنه على الرغم من أن دولا أوروبية، في مقدمتها فرنسا وإسبانيا، أعلنت اعتزامها التصويت لصالح الدولة الفلسطينية، إلا أن باريس تبذل جهودا للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوقيع على رسالة سرية طلبت منه واشنطن ولندن توقيعها ويتعهد فيها بأن فلسطين لن تنضم للمحكمة الجنائية الدولية، أو عدم اللجوء للمحكمة، على أقل تقدير، بشأن أي قضايا تتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل قبل موعد التصويت الأممي على الدولة الفلسطينية. كماأشارت، إلى أسباب الضغط بهذه الورقة على السلطة الفلسطينية في مسعاها الأممي، حيث يتخوف المسئولون الإسرائيليون من التعرض تحديدا لتحقيقات خاصة بالإعتداءات الوحشية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة قبل أربعة أعوام، فيما عرف باسم عملية الرصاص المصبوب، التي نالت إدانة دولية واسعة بوصفها جريمة حرب نظرا لأعداد الضحايا في غزة ومستوى الدمار الذي لحق بالقطاع.