«إن للإسلام أعداء من الخارج هم أقل خطراً كالمشركين والوثنيين .. وعدوا من الداخل هو أشد خطراً كمسلم جاهل لا يفهم دينه، ويتعصب لجهله وضلاله».. هذا ما قاله الإمام محمد الغزالى عن المسلم المتعصب، وكما توجد صفحات تهاجم التيارات الإسلامية، فهناك أيضا صفحات تهاجم كل من يعارض تلك التيارات، وخاصة الليبراليين والعلمانيين. ظهر مع بداية عام 2012 وتحديدا قبل الانتخابات الرئاسة صفحات تهاجم الليبراليين والعلمانيين، وجميعها تختلف فى المحتوى. ولكن ما يجمعها هو «الدعوة إلى تطبيق الشريعة، إقصاء أى فصائل سياسية أخرى غير التيارات الإسلامية، إبراز دور الشخصيات العامة من السلفيين والإخوان فى الحياة السياسية، مهاجمة كل من يهاجم تلك الشخصيات، نشر تجاوزات وفساد رجال النظام السابق، وعرض أقوال بعض الشخصيات التى تمدح السلفيين والإخوان، حتى وإن كانوا من الليبراليين والعلمانيين!! وأخيرا تتفق تلك الصفحات على الهجوم الدائم والمستمر على حمدين صباحى ومحمد البرادعى ونجيب ساويرس وخالد يوسف وعمرو أديب، وبعض الجرائد اليومية مثل «الصباح» و«اليوم السابع»، وزاد ذلك الهجوم مؤخرا خاصة بعد القرارات الأخيرة التى اتخذها الرئيس محمد مرسى والتى أدت إلى خروج الكثير من القوى الوطنية فى مظاهرات منددة بتلك القرارات . «لا لحكم العلمانيين والليبراليين مصر» «الثائر الليبرالى هو من يثور ليشجب ويرفض ويندد بالقرار ثم يهدأ ليعرف ما هو القرار»، هذا ما قالته الصفحة كنوع من السخرية من القوى الليبرالية، على خلفية الأحداث الأخيرة بسبب اعتراضهم على قرارات «مرسى»، وهى الصفحة ذاتها التى دعت البابا «تواضروس الثانى» للدخول فى الإسلام!! وتعتبر تلك الصفحة من أشد الصفحات هجوما على رموز الليبراليين والعلمانيين.. مرت الصفحة فى المحتوى الإعلامى لها بعدة مراحل، فالبداية كانت نشر أخبار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وبعد ترشحه للانتخابات الرئاسية بدأت الصفحة فى مساندته، وفى نفس الوقت شنت هجوما على مرشح جماعة «الإخوان المسلمون» المهندس خيرت الشاطر.. المرحلة الثانية كانت بعد خروج حازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر من السباق الرئاسى، فأصبح التوجه العام لدعم الرئيس مرسى فى كل قراراته خاصة ما اتخذه مؤخرا.. وهذا ما تفعله حاليا مع مهاجمة من يعترض عليه أو على حكومة هشام قنديل. بعيدا عن الأحداث السياسية، أقحمت الصفحة كل الأمور الحياتية فى نطاق العلمانية والليبرالية والماسونية، ومنها الأغنية التى تمت إذاعتها فى رمضان والتى تقول «صاحبى اللى كتفه ف كتفى بيخلينى مطمن.. عارفه هيفضل جنبى مهما لقانى متجنن.. ومش من دمى.. ولا أبويا ولا عمى لكنه اختار يكون جنبى».. فالقائمون على الصفحة يعتبرون أن تلك الكلمات تحمل بعض الرموز والعبارات الماسونية!! وعلق أحد المشاركين فى الصفحة قائلا «بارك الله فيك أخى الكريم وجعلك بالمرصاد لأعداء الشريعة من بنى علمان وأبنائهم من الليبراليين»!!. «لا لحكم العلمانيين فى مصر» تهتم هذه الصفحة كثيرا بالدستور، فالتوجه العام هو الدعوة إلى تطبيق الشريعة والاستشهاد بأقوال بعض المشايخ عن وجوب تطبيق الشريعة.. تطالب الصفحة بوضع المادة «فوق دستورية»، التى تنص على «أن الشريعة الإسلامية بمذاهب أهل السنة والجماعة هى مصدر التشريع ولا يجوز سن أو تنفيذ قوانين أو قرارات تخالفها».. ولم تلتفت الصفحة إلى انسحاب العديد من المؤسسات والقوى السياسية من اللجنة التأسيسية، بل طالبت أعضاء اللجنة بحذف كلمة «مبادئ» من المادة الثانية وتعديلها لتكون «الشريعة الإسلامية هى مصدر التشريع وأى قانون يخالف الشريعة باطل». بالرغم من ذلك فالصفحة لا تحظى بتفاعل الكثير من متابعيها بالرغم من أن عدد المشتركين بها أكثر من 14 ألف مشترك، لأن ما تهتم به هو نشر المقالات التى تحمل الطابع الإسلامى لبعض المشايخ والمفكرين الإسلاميين. وأول ما تم نشره فى الصفحة هو تعريف الأعضاء بماهية العلمانية ومن هم العلمانيون وكيف تحاور ليبراليين وعلمانيين وطرح أسئلة مثل هل نحتاج إلى الليبراليين؟. «مكافحة العلمانية» تعتبر من الصفحات الداعمة للرئيس مرسى بشكل كبير، خاصة بعد القرارات التى اتخذها مؤخرا. ونشرت على صفحتها أهم الصفحات التى تدعم قرارات «مرسى»، ومنها صفحة «كلنا خالد سعيد» و«شبكة رصد»، أول رسالة قدمتها الصفحة من بداية إنشائها هى «مصر إسلامية..هدفنا أن كل علمانى فى مصر قبل 2016 يعرف يقرأ الجملة دى ويكتبها كمان»، والصفحة داعمة لحزب النور وحزب الحرية والعدالة، ومعارضة لكل التيارات والأحزاب غير الدينية وتعتبرها علمانية وليبرالية!!