يوم 19 نوفمبر2011 من الأيام التى حُفِرت فى سطور التاريخ، وسيظل ذكرى أليمة على قلب كل أم مات ولدها فداء لبلده.. هذه الأيام نعيش الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود، التى بدأت من السبت 19 نوفمبر 2011 حتى الجمعة 25 نوفمبر2011، إحياء الذكرى بدأ من على «فيس بوك» و«تويتر»، من بداية شهر نوفمبر على الكثير من الصفحات الثورية، بجانب إنشاء «هاش تاج» باسم محمد محمود، وعرض أهم الأحداث التى وقعت فى ذلك اليوم والدعاء بالرحمة لكل الشهداء. البداية يوم 18 نوفمبر2011 دعا الشيخ حازم أبوإسماعيل وبعض الحركات السياسية على «فيس بوك» إلى جمعة المطلب الواحد فى ميدان التحرير، وبعض الميادين الأخرى فى مصر. وكان أهم مطلب هو نقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة فى موعد أقصاه أبريل2012، ولكن ما ساعد على تأجيج الوضع هو إصدار الدكتور على السلمى وثيقة المبادئ الأساسية للدستور التى أثارت غضب الكثيرين، ومن ثم شاركت معظم القوى والأحزاب السياسية بهذه التظاهرة فى يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011، ثم دعت للانصراف فى نهاية اليوم حتى لا يتم تعطيل انتخابات مجلس الشعب فى الأسبوع التالى، إلا أن بعض أسر شهداء الثورة وبعض الحركات الشبابية أصرت على الاعتصام فى ميدان التحرير.. هذا ما جاء فى صفحتى «حملة جمع 15 مليون توقيع – الدستور أولاً، ثورة الغضب الحقيقية 25\1\2012 تحت عنوان أحداث محمد محمود الحقيقة الكاملة «شير وانشر الحقيقة».
تطور الأحداث السبت 19 نوفمبر2011 قامت قوات الشرطة بفض اعتصام العشرات من مصابى الثورة فى وسط ميدان التحرير بالقوة ما أدى إلى إصابة 2 من المعتصمين واعتقال 4 مواطنين، فى حوالى الثانية ظهرا وصلت تعزيزات من قوات الأمن المركزى إلى ميدان التحرير عن طريق شارع قصر العينى بهدف إخراج المتظاهرين لعدم تجمعهم لمعاودة الاعتصام، واستخدمت قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطى، والخرطوش، حتى سقط أول شهيد وهو «أحمد محمود أحمد- 23 سنة»، بعد إصابته برصاصة قاتلة.. استمرت بعدها الاشتباكات فى الشوارع الجانبية المؤدية لميدان التحرير، وكانت المعركة على أشدها فى شارع محمد محمود.
عندما انتهت ذخيرة الأمن المركزى أصبح الميدان من نصيب الثوار.. اليوم التالى انضم طلاب المدارس إلى الثوار محاولين ردع قوات الأمن عن اقتحام الميدان من خلال شارع محمد محمود، استمر توافد الآلاف على ميدان التحرير مع استمرار المواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة.. ومساء يوم الأحد بدأت قوات مشتركة من الجيش والشرطة فى اقتحام الميدان لإخلائه من المعتصمين، وأسفر الهجوم عن إصابة ما يزيد على 1700 بالإضافة إلى مقتل 10 من المتظاهرين، فى حين استقبلت 3 مستشفيات ميدانية فى أقل من 48 ساعة 3500 مصاب وقامت القوات الأمنية، أثناء الاقتحام، بمهاجمة المستشفى الميدانى بالغازات المسيلة، وأقيم مستشفى ميدانى بكنيسة قصر الدوبارة لاستقبال المصابين، وتم تحويل مسجد الرحمن ومسجد عمر مكرم إلى مستشفيين ميدانيين أيضًا.
على مدار الأيام الباقية عقدت هدنة بين المتظاهرين وقوات الأمن، وفى كل مرة يتم انتهاكها ويتدخل الكثير من الشخصيات العامة لتهدئة الوضع، وظلت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن فى الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، وخاصة شارع محمد محمود حتى قدم المجلس العسكرى اعتذارا عن أحداث التحرير فى يوم الخميس 24نوفمبر، وأقام جدارا عازلا من الكتل الخرسانية فى الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية، وقام المتظاهرون بتعليق لافتة كبيرة مكتوبا عليها «شارع عيون الحرية.. محمد محمود سابقًا».
ويوم الجمعة 25 نوفمبر هدأت الأوضاع فى ميدان التحرير، وبدأ الميدان استعداده لمليونية اتفقت القوى السياسية على أهدافها مع تعدد مسمياتها.
تداعيات الأحداث استقالت حكومة الدكتور عصام شرف، وتم تكليف الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن تسريع الجدول الزمنى لنقل السلطة فى مصر، بأن تتم انتخابات الرئاسة بحد أقصى منتصف عام 2012، على أن يتم وضع الدستور والاستفتاء عليه قبل ذلك فى غضون شهرين من أول اجتماع مشترك لمجلسى الشعب والشورى فى أبريل 2012.
«طوبى لكل شهيد قدم روحه فداء لهذا البلد أملا فى حياة كريمة له ولأولاده.. فرحم الله شهداء محمد محمود، ومنهم «َإبراهيم سليمان، أحمد صديق، حسام حمدى، ماجد يوسف، محمد سعيد إمام» وغيرهم فى جنة الخلد ونحن على أرض القبور.