دعا الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى إلى إعادة النظر في مفهوم الأمن الإقليمي بحيث يستند على الديمقراطية والإنسان ويهتم بالأمن بمفهوم جديد على ألا يكون على حساب الشعوب. وأكد موسى ، في كلمته اليوم "الثلاثاء" أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للأمن وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل الذي يعقد تحت شعار" الطريق إلى هلسنكي" أن عملية نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط يجب أن لا تبدأ بدول معينة لأجل دولة معينة بل يجب أن ينطلق من المصلحة الإقليمية والتي تمتد إلى البعد المتوسطي "فنحمي من خلاله الأمن العربي". ودعا موسى الدول العربية إلى عدم المسابقة في نزع السلاح دون التزام الآخرين والسير معهم خطوة بخطوة في الوقت الذي رحب فيه بالنشاط الأكاديمي في هذا المجال على ألا يكون على حساب الموقف العربي. واعتبر أن فكرة "مؤتمر هلسنكي" والذي كان من المزمع عقده الشهر المقبل هو في الأساس لمصلحة دول دون أخرى ولعبة لتخطي عرض الأمر على الوكالة الدولية للطاقة النووية "وكان خطأ استراتيجي للدول العربية التي وافقت على عقده". وبدوره ، أشاد رئيس لجنة قمة الأمن النووي السفير الهولندي في عمان بيت دي كليرك بدور الأردن في إيجاد شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، داعيا الدول الأخرى إلى مساندة الأردن في هذا الاتجاه الذي يساهم في إحلال السلام في المنطقة. وقال كليرك "إنه من الصعب إيجاد منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل بدون مشاركة إسرائيل وإيران"، مؤكدا ضرورة إيجاد قوانين تلزم كل دولة بتقديم مكاشفة واضحة لأهداف برامجها النووية واستخداماتها في السلم أو الحرب. ومن ناحيته ، قال كبير المفتشين الدوليين على أسلحة الدمار الشامل هانز بليكس"إننا نعمل منذ سنوات في مجال نزع أسلحة الدمار الشامل إلا أننا لم نر حتى ألان نتائج ملموسة لكن ربما تساعدنا عقد المؤتمرات المتخصصة في كشف التأثيرات والصعوبات والتحديات في هذا المجال". وأضاف، "أنه يجب علينا الإجابة على سؤال: كيف يمكننا أن نعمل حتى نشرك جميع الدول للحضور إلى مائدة الحوار للحد من إنتشار أسلحة الدمار الشامل ؟"، معربا عن تخوفه من أن تقع هذه الأسلحة في مجموعات غير دولية مما يعني أن العالم أصبح معرضا لخطر الإرهاب. ويناقش المؤتمر الذي ينظمه المعهد العربي لدراسات الأمن في الجامعة الأردنية بالتعاون مع بادرة الشراكة من أجل الأمن في واشنطن والحكومتان النرويجية والهولندية على مدى يومين إنشاء شبكة عربية للحد من التسلح والتطورات الأمنية في المنطقة إقليميا ودوليا وسبل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وتمكين دول المنطقة من الاستفادة من مزايا الطاقة النووية ،والطريق إلى مؤتمر هلسنكي الذي يعقد نهاية العام الجاري والمخصص لبحث إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحه الدمار الشامل تحت مظلة الأممالمتحدة وحكومات الدول المودعة للاتفاقية وهي الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وروسيا. ويناقش المشاركون في المؤتمر أيضا المحاور ذات علاقة مثل مراجعة اتفاقية حظر الانتشار في ضوء مخرجات القمة النووية ومؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار وبحث إمكانية تطوير اتفاقية حظر الانتشار النووي ودعم قرار الأممالمتحدة حول الشرق الأوسط لعام 1995 وعولمة إطار اتفاقية الحظر النووي بالإضافة إلى فرص نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط. وسيتم خلال المؤتمر مناقشة قضايا الأمن النووي والتي تهدف إلى خفض مستويات البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب ودور مجموعة العمل المتخصصة حول المواد الانشطارية وبوادر المتابعة "الجيل التالي للأمن النووي" وتخفيض وإلغاء ترسانات المواد الخام المشعة ومراجعة الأطر التشريعية للأمن النووي وكذلك مناقشة نظام الضمانات واتفاقية الأمان النووي والحماية المادية والبروتوكولات الإضافية وعمليات التحقق. ويأتي المؤتمر الذي يشارك يعقد بمشاركة نحو 200 شخص من 70 دولة حول العالم في إطار تسليط الضوء ومناقشة سبل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية. وكان رئيس الجامعة الأردنية الدكتور أخليف الطراونة قد التقى في مكتبه على هامش المؤتمر مع الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى حيث قدم خلاله إيجازا حول برامج الجامعة الأكاديمية، مشيرا إلى استراتيجيتها في التحول نحو العالمية، لاسيما وهي تحتفي في العيد الخمسين على تأسيسها.