قالت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية أن لا زالت الدول الأفريقية الفقيرة تشكل تحديا متزايد لمياه النيل فى مصر، والتي بدونها سوف ينهار الاقتصاد المصري، ورأت أن مصر تتوالى عليها المشاكل الاقتصادية والسياسية منذ الاطاحة بالرئيس السابق، ويعتبر مستقبل نهر النيل اكبر تهديد يواجه البلاد ويؤثر على مصيرها حتى الان. وأشارت الصحيفة أن مبارك أهمل لفترة طويلة الخطر الأمني الذي يشكله مطالبات الدول الافريقية الاخرى على حصصها فى نهر النيل، وهو الذى يوفر 95٪ من المياه في مصر، والذى يهدد المزارع في الدلتا، ومع ذلك، فقد أصبحت قضية نهر النيل واحدة من التجارب الأكثر إلحاحا للسياسة الخارجية للرئيس المصري الجديد، محمد مرسي. وذكرت الصحيفة انه على مدى عقود، كانت مصر تركز على نوع معين من المشاكل والتحديات، ومنها الحفاظ على السلام العربي الإسرائيلي والحروب المجاورة من لبنان إلى العراق، وكان مبارك، الذي نجا من محاولة اغتيال عام 1995 من قبل المتطرفين الإسلاميين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لا يولى اى اهتمام يذكر لشرق أفريقيا، ولكن كان نظامه يصر على العمل العسكري في الحفاظ على المعاهدات القائمة النيل، واشارت الصحيفة قول الرئيس المصري الراحل أنور السادات في عام 1979 وهو ان الامر الوحيد الذي قد يجبر مصر فى الدخول الى الحرب مرة أخرى هو المياه ويقدر الخبراء أن السد الاثيوبي يمكن أن يقلل من تدفق النهر إلى مصر بنسبة تصل إلى 25٪ خلال السنوات الثلاث التي سيحتاج اليها لملء الخزان خلف السد، ورأى هانى رسلان خبير حوض النيل، انه قد دخلت مصر مرحلة حيث تستنزف مواردها ويتزايد سكانها بسرعة، واضاف ان اكتمال السد يعني ان إثيوبيا سوف تتحول إلى عدو لمصر لأنها سوف تهدد بشكل أساسي السلامة والتنمية الاقتصادية فيها، حيث ان مصر تواجه مشاكل اقتصادية عميقة وتحاول جذب الاستثمار الأجنبي، الذي انخفض بشكل حاد خلال انتفاضة العام الماضي والتي تلت الاضطرابات السياسية.