تعرض تراث إتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى على مدار تاريخ لإهمال شديد مما عرض جزء كبير منه للضياع من مكتبات ماسبيرو وجزء آخر للتلف بسبب عدم الإهتمام بطرق سليمة للحفاظ عليه، كما تعرض الجزء الأكبر للتهريب والسرقات. وهذا ما دعا وزراء الإعلام السابقين والذين تولوا بعد ثورة يناير لمحاولات كثيرة لإعادة التراث مره أخرى والحفاظ عليه من خلال مكتبه جديده بعد جمعه من الأماكن التى كان بها ولكنهم لم يتمكنوا بسبب خروجهم من الوزارة فى فترات قصيرة،حيث كان التراث موزعا بين عدد من الأماكن منها المعروف ومنها المجهول. وبعد تولى اللواء أحمد أنيس ، وزارة الإعلام ، سعى لإعادة تجميع التراث مره أخرى فى مكتبه داخل ماسبيرو عن طريق تشكيل لجنة ترأسها الإعلامية القديرة سهير الأتربى , ولكنه لم يتمكن من الإنتهاء من ذلك بسبب خروجه من الوزارة ، وتولى صلاح عبدالمقصود وزارة الإعلام والذى سعى لإستكمال مسيرة أنيس فى جمع التراث للإستفاده منه سواء فى التسويق أو إستغلال عرضه على شاشة التليفزيون المصرى وإعادة الزمن الجميل. وتنفرد بكشف كواليس القصة كاملة منذ بدايتها وحتى الآن حيث تمكنت لجنة التراث برئاسة الأتربى من جمع عدد كبير من شرائط التراث المختلفة بماسبيرو وتسعى اللجنة حاليا لنقل هذا التراث إلى مبنى ماسبيرو حيث كان متفرقا فى عدد من الأماكن منها مكتبتين بشقتين بالسادس من أكتوبر ومكتبة أخرى بالشريفين بالإضافة لمكتبة التليفزيون,وتسعى لجنة التراث لجمعهم جميعا بعد عملية الحصر التى قامت بها لوضعهم بمكتبة جديدة داخل ماسبيرو على أعلى مستوى من الإمكانيات , حيث تم إختيار نظام لحفظهم بمكتبة جديدة تزيد مساحتهاعن 120 متر للحفاظ عليها من السرقات والتهريب من الاماكن التى توجد بها خارج ماسبيرو. وعلمت أن إتحاد الإذاعة والتليفزيون تعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع على عمل هذه المكتبة الحديثة داخل ماسبيرو لجمع التراث بها وهى مكتبة مماثلة للمكتبة التى تمتلكها "" bbc , ولكن توقف العمل فجأة بسبب عدم سداد ماسبيرو للقيمة المتفق عليها مع الهيئة العربية للتصنيع , ويرجع السبب فى ذلك لرفض وزارة المالية لتسديد قيمة العقد بسبب التعاقد من خلال وزير الإعلام السابق أحمد أنيس بالأمر المباشر. وفى تصريحات خاصة ل قالت الإعلامية القديرة سهير الأتربى رئيسة لجنة التراث : التراث المصرى لا يقدر بثمن ومن الممكن إستغلاله بصورة صحيحة ليدر ربحا بالملايين على إتحاد الإذاعة والتليفزيون سواء من تسويقه وبيعه أو إعطائه لبعض القنوات بحق الإنتفاع لفترات معينة , و أن جمعه داخل مبنى ماسبيرو ضرورة لوقف عمليات السرقة والتهريب للشرائط . وأكدت الأتربى أن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وعدها بالتدخل لحل الأزمة مع وزارة المالية التى ترفض دفع قيمة التعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع والتى إنتهت من إعداد المكتبة منذ فترة وكان من المفترض تسليمها لوزارة الإعلام لجمع التراث بها. وكانت وزارة المالية قد رفضت تنفيذ تعاقد وزارة الإعلام مع الهيئة العربية للتصنيع بسبب التعاقد بالأمر المباشر ، وهو ما أدى لتوقف أعمال لجنة التراث لفترة قبل أن يعد عبدالمقصود بحل الأزمة، ولكنه لم يتمكن من صرف المبلغ المطلوب دفعة أولى بسبب قرار رئيس الوزراء بعدم السماح لأى وزير بالتوقيع على أى مبالغ مالية بالأمر المباشر تتجاوز 50 ألف جنية. وطالبت الأتربى خلال حديثها مع أن يعطى رئيس الوزراء هشام قنديل صلاحيات وحرية حركة أكبر من ذلك لوزير الإعلام ليتمكن من حل العديد من المشكلات المالية. وعلمت أن وزارة الإعلام متعاقدة مع الهيئة العربية للتصنيع بمبلغ مليون و80 ألف جنية على إنشاء مكتبة ضخمة تجمع التراث المصرى المنتشر فى عدد من الأماكن وتعيده داخل مكتبة بماسبيرو، وكان من المفترض أن تدفع وزارة الإعلام 500 ألف جنية من المبلغ لإستلام المكتبة والإنتهاء من تركيبها ولكن وزارة المالية رفضت صرف المبلغ المطلوب . وحول هذا المبلغ قالت الأتربى "المبلغ ضئيل جدا لما نسعى له وتوصلنا له بعد سلسلة من المفاوضات مع الهيئة العربية للتصنيع ، وبعد توقيع العقود فوجئنا برفض وزارة المالية لتنفيذ العقد والذى يحتوى على شرط جزائى فى حال عدم تنفيذه. وأضافت أن وزير الإعلام يسعى حاليا للوصول لحل مع وزارة المالية لحل الأزمة خاصة أنهم يطالبون بعقد مزايدة علنية على المكتبة وهو ما يؤدى لتعطيل سير العمل ويخالف العقد المبرم بين الطرفين ، وحول توقيع العقد بالأمر المباشر قالت "لم يكن أمامنا غير ذلك لسرعة إنهاء إجراءات جمع التراث الذى يضيع ويسرق ويتلف كل يوم بسبب التأخير فى جمعه والحفاظ عليه". وأنهت الأتربى حديثها قائلة "المبلغ المتفق عليه ضئيل ولا يساوى أى شئ بالنسبة لما يصرفه ماسبيرو خاصة أن المكتبة الجديدة تجمع التراث للحفاظ عليه وإستغلاله ,ولو لم نتمكن من ذلك فى الوقت الحالى لن يحدث بعد ذلك وسوف يسرق التراث بأكمله وتضيع على ماسبيرو الملايين التى من الممكن تحقيقها من إستغلال هذا التراث",كما أكدت أنها على إستعداد لجمع تبرعات من العاملين لإنشاء المكتبة والحفاظ على تراث ماسبيرو. وفى نفس السياق أكد مصدر مطلع بوزارة الإعلام ل أن وزير الإعلام يعرض ، الأربعاء القادم ، تفاصيل المشكلة على رئيس الوزراء هشام قنديل لسرعة الإنتهاء منها.