تختلف طرق ذبح الأضحية فى عيد الأضحى المبارك من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى، ولكنها تتشابه فى الغالب فى الطريقة التى تذبح بها الأضحية، فالإسلام كدين وضع لنا شروطا فى الأضحية التى يتم ذبحها وشروطاً أخرى فى الشخص الذى يقوم بعملية الذبح، فالأضحية يجب أن تكون من الغنم أو الإبل أو البقر ويجب أيضاً أن تكون بلغت السن المحددة شرعاً وكذلك يجب أن تُذبح فى الوقت الذى حدده الله لذبحها، أما الشخص الذى يقوم بعملية الذبح فلابد أن يكون مؤمنا بالأضحية كفداء للنفس، وأن يكون غير غاضب، وأن تكون الأدوات التى يستخدمها صحية وآمنة. وطريقة الذبح نفسها تختلف من بلد لآخر، فالدول العربية باعتبار أنها دول مسلمة أو ذات أغلبية مسلمه تتبع الطريقة الإسلامية فى ذبح الأضحية وفى الذبح بصفة عامة، أما فى دولة مثل الهند فطريقة الذبح تختلف تماماً عنا بالرغم من وجود مسلمين هناك، فالذبيحة هناك لا تعامل على أنها أضحية بل يتم قتلها أولاً ثم ذبحها بطريقة بشعة لا تتناسب مع تقاليدنا العربية ولا هويتنا الإسلامية. وفى مصر وبعد انتهاء صلاة عيد الأضحى يخرج المسلمون ليقدموا أضاحيهم تقرباً إلى الله، عز وجل، وغالباً ما يتم ذبح الأضحية فى بيت المُضحى نفسه، وكان الناس يعتقدون أن من شروط تقبل الأضحية أن يتم استخدام الدم داخل المنزل أو فى أى شىء يمتلكونة تجنباً للحسد، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحا، فليس من السنة فى شىء أن يترك المضحى علامات على منزله من دم الأضحية لتمنع عين الناس عنه كما يظن، فقد اتفق علماء المسلمين على أن هذا الأمر لا يجوز شرعاً. ومع تحريم العلماء لهذا الأمر إلا أن بعض الناس مازالوا يعتقدون أنه بفعله ذلك يكون بمنأى عن حسد الناس، والعجيب فى الأمر أن هناك من الناس من يزعم أن دم الأُضحية يصرف الجن ويعالج العقم، ولكن هؤلاء الناس لا يعلمون شيئا عن الأسلام وعن تعاليمة ولايفقهون شيئا عما جاء به النبى الكريم ولكنها موروثات توارثوها عن آبائهم وأجدادهم ومازالوا حتى الآن يعملون بها. وفى الأيام القليلة السابقة لعيد الأضحى تجد هناك انقساماً بين العلماء أنفسهم على جلود الأضحية، فمنهم من يزعم أن هذه الجلود من حق الشخص الذى قام بعملية الذبح، ومنهم من يقول إنها جزء من الأضحية، فلا يجب التصدق بها إلا على الأشخاص الذين يستحقون الأضحية، وبين هذين الفريقين تجد فريقاً ثالثا يرى أن هذه الجلود من حق صاحب الأضحية وله التصرف فيها كيف يشاء، ولكن أغلبية العلماء يتفقون على أن الجلود من حق الأشخاص الذين ذُبحت من أجلهم الأضحية. ورغم الاختلاف الكبير بين العلماء فى هذه الأمور إلا أن هذا الاختلاف هو رحمة لنا جميعاً، فيظل الفيصل هو القرآن والسنة وإليهما يرجع الجميع فى أفعاله وأقواله، فالذين يعتقدون أن دماء الأضحية تمنع الحسد «واهمون» لأنه يكفيهم قراءة سورة «الفلق»، والذين يقولون إنها تمنع «العقم» لم يقرأوا قول الله «ويجعل من يشاء عقيماً»، والذين يزعمون أن دماءها تمنع الجن لا يعلمون أن قراءة القرآن فى أى مكان تمنع أى جن أو شيطان من دخوله، فجميعهم مخطئون وجميعهم غير مثقفين دينياً وجميعهم يحتاجون إلى الرجوع إلى كتب أئمة وشيوخ الإسلام السابقين.