حالات إغماء متكررة ومشادات بالألفاظ واشتباكات بالأيدي .. العرق يتصبب .. الطوابير بالمئات .. هذا هو الحال أمام شباك حجز التذاكر، في محطات القطار. التذاكر نفدت .. وأفراد الشرطة لا يحركون ساكناً، كأنهم تماثيل خشبية .. هذا يصرخ «اتنشلت» ذاك يركض هاربا.. فوضى وصراخ وغضب. من يحاول الحصول على تذاكر للقطارات على خطوط الصعيد والإسكندرية، سيجد أن أفراد الشرطة المتواجدين داخل منطقة الحجوزات وعلى الأرصفة لا دور لهم فى تنظيم طوابير التذاكر أو الحد من السرقات بين المواطنين. يقول محمود الأسيوطى: منذ أربعة أيام وأنا أحاول الحصول على تذكرة قطار أقضى أيام العيد وسط أهلى بالصعيد، هذا وضع غريب، وكل تصريحات المسئولين حول توافر التذاكر مجرد خرافات. أما علاء السوهاجى الذى كان يقف بآخر الطابور التذاكر فيقول: إن الحكومة تتعمد «تدويخ» الناس، وموظفو المحطة يعاملوننا بشكل فيه إهانة بالغة. ويخرج مصطفى عبدالناصر، ابن محافظة الإسكندرية من الطابور سعيدا وهو يمسك بين يديه تذكرة، لكن سعادته سرعان ما تتلاشى، حين يكتشف أن هاتفه المحمول ليس بين يديه. ويؤكد عبدالرازق محمد «موظف» أن نحو 4 ملايين صعيدى يعملون ويقيمون بالقاهرة، مع أسرهم، ونسبة كبيرة من هؤلاء يريدون العودة إلى مسقط رأسهم كى يقضوا أيام العيد مع عائلاتهم، وفى ظل نقص التذاكر نشطت السوق السوداء، والتذكرة التى تباع بخمسين جنيها، أصبح سعرها 120 جنيها، الأمر الذى سيحرمه وزوجته من رؤية أسرتهما. وتقول هيئة سكك حديد مصر: إن الهيئة طرحت التذاكر قبل العيد بسبعة أيام لا 15 يوما كما جرت العادة، لحرمان تجار السوق السوداء من المتاجرة باحتياجات الناس، وتسعى الهيئة لتخصيص رحلات إضافية بالقطار، بين القاهرة وكل المدن المصرية، مشيرةً إلى أن الضغط على التذاكر غير طبيعى، والمؤكد أن تجار السوق السوداء لهم أيادٍ فيما يحدث. وتناشد الهيئة الركاب المسافرين التعاون بإظهار البطاقة الشخصية لتسجيل بيانات كل راكب حفاظا على حقوقهم بدلا من حالة الهرج الشديدة، وأن الهيئة ستطرح 48 ألف تذكرة يوميًا على 98 قطارا، مع إضافة 432 عربة مكيفة لمواجهة زحام الركاب فى إجازات العيد، بالإضافة إلى تشغيل الجدول اليومى الذى يشمل 1100 رحلة يومية. وتسيطر حالة من الفوضى على مواقف عبود والمنيب بسبب نقص تذاكر القطارات، واضطرار الآلاف من المواطنين لاستقلال الاتوبيسات والميكروباصات، المتجهة للوجهين القبلى والبحرى، الأمر الذى دفع السائقين إلى رفع أسعارهم لاستغلال هذا الموقف، كخطوط الصعيد التى زادت تعريفتها الحقيقية 30 جنيها، ووجه بحرى- كدمياط والبحيرة- الذى بلغت الزيادة على الأسعار الطبيعية نحو 12 جنيها، وبرر السائقون زيادتهم للتعريفة بأزمة البنزين المتصاعدة وأسعار «الكارتة» التى يفرضها بلطجية المواقف رغم أنوفهم. ويقول صبرى أسعد: تشاجرت مع السائقين عندما فوجئت بزيادتهم الأسعار، فيما يقول على إسماعيل: اخترت السفر يوم الوقفة بعد أن علمت أن الإقبال على السفر هذا العيد داخل الموقف ليس كبيرا ولا يوجد زحام، وكنت سأقرر وأسرتى ألا نسافر هذا العيد فى حال الزحام وصعوبة السفر بدلا من البهدلة، خاصة أن مدة الإجازة صغيرة. وارتفعت الأسعار إلى محافظة سوهاج إلى 80 جنيها، بزيادة 30 جنيها، ومن القاهرة إلى الإسكندرية إلى 35 جنيها، بزيادة عشرة جنيهات.