هي إعلامية مصرية، عملت في البرامج الدينية بالتليفزيون الرسمي المصري منذ عام 1970 وحتى 1999، والدها هو الدكتور عبداللطيف حمزة، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، بدأت عملها بتقديم برنامج للأطفال بعنوان «قرآن ربي»، قدّمت أكثر من 1500 حلقة تليفزيونية على مدار تاريخها الطويل مع مختلف علماء الدين الإسلامي، ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي والإمام الغزالي والشيخ الشعراوي. كان لظهورها كمذيعة محجبة لأول مرة على شاشة التليفزيون المصري، بصمة مميزة لدى جمهور المشاهدين، ثم جاءت ببصمة جديدة بعد موافقة مجمع البحوث الإسلامية على قيامها كأول سيدة بتفسير القرآن الكريم، ففي أواخر الثمانينيات سيطرت عليها فكرة تفسير القرآن الكريم بأسلوب أم تحكي لأولادها، تم عملت لمدة سنتين ونصف السنة لتحقيق تلك الفكرة. «الصباح» التقت كاريمان حمزة، وكان لها الحوار التالي: كيف كنت أول مذيعة محجبة بالتليفزيون المصري، وهل صحيح أن جمال عبدالناصر هو السبب؟ - دخلت ماسبيرو من خلال مسابقة رسمية اختبرني فيها، بابا شارو، وماما سميحة وهمت مصطفى، وأشيع بعدها أن الذي أدخلني هو الرئيس جمال عبدالناصر، لكن هذا غير حقيقي، فلم أقابل الرئيس عبدالناصر نهائيا، وإن كان هو يعرف والدى د. عبداللطيف حمزة أستاذ الصحافة. إذن هل دخلت ماسبيرو محجبة؟ - لا.. لم أكن محجبة، بل كنت ألبس «الميكرو جيب» و«الميني جيب»، وكان أجمل ما فىّ شعرى، ولم أكن أعرف، مثل كل جيلي، يعني إيه حجاب؟، وكان مفهوم الحجاب عند الناس هو «الورقة»، التي بها بعض آيات القرآن الكريم ونضعها في ملابسنا لنحتمي في كلماتها. وكيف ارتديت الحجاب ؟ ومن الذي سمح لك بالاستمرار به دون غيرك؟ - كنت أقدم برامج دينية وأنا أرتدي «الميكرو جيب» و«الميني جيب»، إلى أن جاءت لي دعوة من جامعة المنصورة عام 1970 لألقي محاضرة، وكتبوا لي في الدعوة « نرجو تغطية الشعر» وفي المحاضرة فوجئت بأن كل فتيات الجامعة بالحجاب، وقابلت الدكتورة نعمت صدقي، التي روت لي تجربتها عن الحجاب، وشرح الشيخ أبوإسماعيل آيات الحجاب، التي لم أكن أعرفها نهائياً، فامتثلت لأمر الله على الفور والتزمت بالحجاب من هذا اليوم، وكان عمري 26 سنة وقتها، وكنت متزوجة، ولدي ولدان في هذا الوقت، ثم عدت من المحاضرة محجبة وذهبت للتليفزيون في اليوم التالي بالحجاب. وماذا كان رد الفعل في ماسبيرو على حجابك؟ - فور دخولي المبنى لبست «طاقية» سوداء على شعري حولها ورد، فاعتقدت ماما سميحة أنه شعري وفوقه ورد، فسألت: «إيه اللي هي عاملاه ده؟»، ولم يكن أحد يعرف يعني إيه حجاب، قلت لها إنه جزء من ديكور برنامجي «قرآن ربي»، لأنني أتحدث عن القرآن الكريم، وكان البرنامج موجهاً للأطفال، واستمر البرنامج 3 شهور وهم في حيرة مما أضعه على رأسي إلى أن توقف البرنامج، وأوصوا بأن أبتعد عن الأطفال لأني خطر عليهم وأني أرتدي ملابس عصر الجاهلية، ثم قدمت برنامجاً آخر هو «هدى الله». .. وزميلاتك ؟ كثيرات منهن رغبن في الحجاب، لكن لم يُسمح لهن، فتحجبت منى جبر وكاميليا العربي، ثم تركتا التليفزيون، وكان البعض يتساءل عن سر وجودي بالحجاب بمفردي، فكان الرد عبر شائعة قالت إن الذي أدخلني المبنى هو الرئيس جمال عبدالناصر. لكن يبقى هناك سر في استمرارك بالحجاب، في وقت كان هناك رفض عام له في التليفزيون؟ - حدث هذا دون واسطة ولا محسوبية، فلم أقدم حلقة إلا وصليت قبلها صلاة «استغاثة» لكى ينقذني الله ويقف بجانبي، وقد اجتمعت قيادات التليفزيون أكثر من مرة لطردي، لكن إرادة الله حالت دون ذلك. قيل أنك «دعوتِ» على السادات أن تسقط به الطائرة وهو ذاهب للكنيست، هل هذا صحيح؟ - الحكاية أني كنت في الحج في ضيافة الدكتور حسنين مخلوف، مفتي مصر آنذاك، وبينما كنت في الطائرة وجدت مضيفة متضررة جداً من الحجاج كبار السن، وغاضبة وملابسها خليعة بشكل مبالغ فيه، ومن شدة عجرفتها خشيت أن تسقط بنا الطائرة من فرط ذنوب هذه المرأة، فكتبت مقالاً بعنوان «وخشيت أن تسقط الطائرة» وقرأته للشيخ مخلوف، وكان وقتها السادات متجها إلى الكنيست الإسرائيلي في زيارته الشهيرة، فاختلط الأمر على المسئولين، ولكن التليفزيون أبقى على موقفه مني بوقفي عن العمل. وماذا عن مبارك؟ - سعيت للتسجيل مع الرئيس السابق حسني مبارك، حينما كان نائباً لرئيس الجمهورية في قصر عابدين، صعدت لمكتبه استقبلني بصورة مبهرة، وكان بمناسبة العاشر من رمضان، حيث أقيمت له ندوة في جريدة الجمهورية، وذهبت له في مكتبه وطلبت منه التسجيل، وقرأت له الأسئلة والإجابات، التي قالها كما نشرتها الجمهورية، فقلت له: متى سنحدد موعداً للتسجيل نظر لي، وقال: «لا مش هسجل معاكي .. دا انت هتاكليني». ماذا عن لقاءات عيد الإعلاميين بعد توليه رئاسة الجمهورية؟ - لم أُدع نهائياً للقاءاته في التليفزيون في عيد الإعلاميين، لم يوجه لي صفوت الشريف الدعوة نهائياً، وذات مرة أُبلغت أن صفوت الشريف، قال لمبارك أنا بطمنك يا ريس، المبنى كله نضيف ما عدا واحدة بس هي الإرهابية، كاريمان حمزة، لكن أنا مش مسئول عنها، أنا جيت لقيتها. ماذا عما تردد عن علاقتك بالخوميني؟ - وصلتني دعوة جميلة الشكل والتصميم من الخوميني لزيارة إيران، فذهبت إلى رئيسة التليفزيون وقتها همت مصطفى، وكانت تكرهني جداً، فحاولت التودد لها، وقلت لها ما رأيك في هذه الدعوة، أريد أن أذهب إلى إيران فانتفضت من مكانها، وقالت لي «روحي انت دلوقتي»، وأخذت مني الدعوة ورفضوا الزيارة، ولم أقم بها لكن اتهموني أني على صلة بالخوميني، ورغم أن عمري وقتها كان 25 سنة، لكن همت مصطفى، قالت: «دي أخطر شخصية في التليفزيون، وازداد خوفهم مني». والملكة إليزابيث ؟ - كان هناك مهرجان إسلامي في لندن وذهبت لتغطيته، وتقديم رسالة على الهواء يومياً وشاهدت الملكة إليزابيث الحلقة، ورأتني في المهرجان، فدعتني على العشاء مع شاه إيران وزوجته وسلطان المغرب وزوجته، وسلطان البهرة وزوجته، فأجلستني بجوارها لأني كنت الوحيدة دون زوج، وجاء وقت رفع كأس الخمر تحية للملكة، فلم أرفع كأس الخمر، فظل الجميع يتعجب ويشير لي برفع الكأس، ولكنني لم أرفع فنظرت لي، فقلت لها: «إن ديني يحظر شرب كل ما يسكر العقل وكذلك المسيحية واليهودية»، فوضعت الكأس من يدها وصفقت لي على التزامي بديني الحنيف. ماذا كان وقع الحجاب على أسرتك؟ - كنت متزوجة لكن زوجي، لم يرض به، وكان يقول لي: «لا أمشي بجانب امرأة من العصر الجاهلي»، وظللنا في طريقين مختلفين إلى أن خلعته، وكنت صاحبة أول حالة خلع لكن لم أذكرها في الإعلام. ما رأيكِ في الضجة الأخيرة حول ظهور قارئة نشرة أخبار محجبة لأول مرة في التليفزيون المصري؟ - سجدت لله شكراً على هذه الخطوة لأنه حق لكل مذيعة تريد أن تلتزم بالحجاب، فلا يفترض المنع على أساس الحجاب بل على أساس الكفاءة والمهنية. وما رأيكِ فيما يُقال إن الصليب مقابل الحجاب على الشاشة ؟ - الصليب لا يقابل الحجاب، ولا ينبغي أن يبنى الأمر على ذلك، فالحرية مكفولة للجميع، إذا كان الصليب جزءاً من عقيدة المسيحيات فليرتدين ما شئن، ولا يفرض عليهن مقابل الحجاب، كما لا يفرض شيء على المسلمة. وما رأيكِ في أداء القنوات الدينية الإسلامية؟ - حقيقة لا أشاهد إلا التليفزيون المصري، ولابد أن أشاهد كل قنواته قبل النوم. وهل اختلف أداؤه بعد الثورة ؟ - نعم اختلف وراضية عنه الآن، وعامةً أحبه في كل الحالات، زمان كنت أشوفه وأبكي عليه وعلى انحدار مستواه. لكن من المؤكد أنك تابعت سب الشيخ عبدالله بدر للفنانة إلهام شاهين؟ - نعم، وعن نفسي أرفض «الخربشة»، فالدعوة قائمة على اللين والحسنى، وحزنت لسب إلهام شاهين، لكن الفنان يحتاج لمن يأخذ بيديه وليس لمن يسبه. من يعجبك من نجوم الفضائيات؟ - تعجبني منى الشاذلي شكلاً ومضموناً. هل تتابعين فضائيات؟ - أتابع بعض القنوات، لكن بعضها ترفع عندي الضغط والسكر، فقد شاهدت «طوني خليفة» ففي حلقة عن زواج القاصرات من أثرياء عرب، لم أستطع النوم حتى الثامنة صباحاً وارتفع السكر عندي والضغط، وما أحزنني رأي «ملكة زرار» برمي الصغيرات بالزنا، ليس بهذه الصورة نرمي الصغيرات بالزنا، وأين اللين والرحمة والدعوة للتوبة والرجوع إلى الله، لا يمكن أن نغلق الأبواب في وجه الناس بهذا الشكل.