الإعلامية كاريمان حمزة كان لظهورها كمذيعة محجبة لأول مرة على شاشة التليفزيون المصري بصمة مميزة لدى جمهور المشاهدين، ثم جاءت ببصمة جديدة بعد موافقة مجمع البحوث الإسلامية على قيامها كأول سيدة بتفسير القرآن الكريم ، ففي أواخر الثمانينات سيطرت فكرة تفسير القرآن الكريم على روح أم تحكي لأولادها ، تم عملت لمدة سنتين ونصف لتحقيق تلك الفكرة. وقد استضاف برنامج "العاشرة مساء" الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي كريمان حمزة وننشر فيما يأتي أهم ما ورد باللقاء الحافل:
قصة تفسير القرآن في البداية وجهت منى الشاذلي سؤلا للضيفة حول أهدافها من القيام بتفسير القران الكريم رغم وجود عدة تفاسير ، فقالت السيدة كريمان حمزة : بالرغم من كونها فكرة صعبه وشائكة وتحتاج إلى سنوات ولكن ماتشأون إلا أن يشاء الله ، فهذا يمثل بالنسبة لي نوع من الرغبة وقمت بعمل صلاة استخارة ،والعون من عند الله ولم يكن يخطر ببالى يوما تفسير القرآن ، ولم أجرؤ على ذلك ولكنى كنت أتمنى ، كما إنني أردت الدخول إلى المجلس والاستفادة من خبرة العلماء الأفاضل.
وكانت البداية عندما قمت بتفسير الفاتحة دون أن اقصد في حلقة من البرنامج ،كما قمت بتفسير جزئي عم وتبارك وقد سمع للأطفال ، وصليت استخارة كثيرا وبدأت أفسر القران بسلاسة شديدة ، ومر خمسة أيام وجدت نفسي مع التفسير ، والتفسير الذي وضعته هو التفسير المبسط للأطفال .
والمساعد الأول لي في ذلك هو العالم الجليل "عادل المعلم "الذي أعطى لي العديد من الكتب حول التفسير ، فقد ابعث لي بكتب الوجيز ،وشوقي ضيف ،وتفسير ألقاسمي، للشيخ صلاح الدين ،وتفسيره وبيان لكتاب دار النشر في بيروت ، وأضافت أنا اعمل ولدي وجل هل سيقبل هذا التفسير أم لا؟ وأكثر ما كان يخيفني أنى سيدة ولم تفسير سيدة واحدة القرآن من قبل ، وقد أخذت ارأء العديد من العلماء حول التفسير ومنهم الشيخ "عبد الباسط" الذي اهتزت رأسة انسجاما لما أقرأ. وطوال عامين ونصف اعتكفت على التفسير ، واني في حالة توسل إلى الله وسلمت التفسير لدار الشروق ، وكان أهم شئ بالنسبة لي هو ايجازه من الأزهر،وان لم يجيزه سأصمت وكأن شيئا لم يكن، الجدير بالذكر أنى قد ذهبت أيضا إلى الشيخ سيد طنطاوي الذي قال انه سيتم عقد لجنة ونرى ما يتفقوا عليه ، فبدأت اللجنة بسماع خمسة أجزاء،ومن ثم خمسة أجزاء ، وهكذا.
رسالة غامضة للرئيس السادات
وعما تردد حول توقف البرنامج لمدة 11 مرة ، حيث اتهمها البعض بأنها من الأخوان ، وآخرون قالواإنها من الشيعة ، بينما زعم آخرون إنها تقبض من السعودية ، قالت كريمان أنا تعليمي فرنسي ، لقد أتى العلماء إلى بيتنا ، وتعودت ألا أخاف المناصب ، ولا أرى الرؤساء ، وليس لي اى علاقة تنظيمية . وعندما كبرت وأصبحت فتاة ذهبت كي أصبح مذيعة في التليفزيون للبرامج الدينية ، وأعطى لي وزير الأوقاف كتاباطلب مني قراءته بعنوان "بنو إسرائيل في القرآن والسنة" للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف حيث انه كان رسالة الدكتوراه الخاصة به.
وأمسكت الكتاب وقرأته ثم بهرت لانى عرفت حقيقة إسرائيل من القرآن والسنه ، وبدأت بتسجيل برنامجي حول هذا الكتاب ولكنى فوجئت بتوقف البرنامج دون أن اعلم السبب ، وصمت وذهبت لقضاء فريضة الحج ، ولكن وجدت نفسي دون أن ادري ابعث ببرقية للرئيس السادات وهو في طريقه لتل أبيب تنص على " سيدي الرئيس .. احذر أنت ذاهب إلى مكان لم يقدر الرسول على التصدي لحيلهم .. المخلصة أبدا ... كريمان حمزة ،ثم سافرت إلى الحج وعندما عدت وجدت الجميع يهرب مني ،ويهاجمنى وعندما سألت مخرج البرنامج قال أن البرنامج قد منعوه. ولكنى بعد ذلك فوجئت ببرقية من الرئيس السادات للرد على البرقية تتضمن " شكراً على مشاعرك الصادقة، أدعو لنا الله".
مشاكل في حياتي
وسألتها مقدمة البرنامج عن سر مشاكلها العديدة التي واجهتها في حياتها ، أجابت مبتسمة نحن كمسلمين نأخذ ثلث الإسلام ونترك الثلثين الآخرين ، بمعنى نؤدي فريضة الصلاة والزكاة ،ولكن أين السلوكيات والدستور القرآني الذي سيحل كل شئ ،أنا عن نفسي أسير على نهج الله ورسوله واتبع سلوكيات هذا الدين ،وأنا لا أتصرف بحولي أو قوتي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ،فا أنا لا أرى نفسي إلا هاموشة صغيرة ، وأحاول أن أفيد جيل جديد وأجاريه بنفس طريقته كالكمبيوتر والنت وذلك من اجل التعاليم الدينية الصحيحة ، وإخراج جيل يبعد عن الدنس والدسائس والطمع والبخل والأنانية .
علاقاتها بالخومينى والملكة اليزبيث
وعند سؤالها عن علاقتها بالخوميني قالت كريمان : أن التوصيف الديني ظالم ولا يتم العمل به ، فقد هوجمت في فترة توتر العلاقات بين مصر وإيران ،حيث إنني كنت على علاقة جيدة بها على حساب مصر وذلك بسبب دعوة من الخوميني لحضور مؤتمر دينى ،فا أنا لا انظر للسياسي وليس للدين ،وارفض حدوث قطع علاقات بين مصر والعالم العربي ، وعن رأيها في الأزمة حول موقف الشيخ طنطاوي من مصافحة "شيمون بيريز" قالت كريمان ، وماذا في هذا ، فطنطاوي رجل متمكن واثق في دينه، وديننا حنيف يجمع كل الأديان ولا يمنع أبدا مصافحة أصحاب الأديان الأخرى .وفي سؤال من المذيعة حول علاقتها بالملكة اليزبيث قالت كريمان أنا قمت بعمل ديفليه في لندن ، للملابس الإسلامية ، وسألوني عن ملابسي ، فقلت أن هذا هو الزى الإسلامي ،الذي كانت ترتديه السيدة مريم العذراء البتول ، وأنا أسير على طريق النور ،واقتنعوا بوجهة نظري ، وقاموا بدعوتي على العشاء مع الملكة اليزبيث ، أثناء العشاء قاموا برفع كأس الخمر نخب الملكة ،ولكنني رفضت عمل ذلك احتراما لديني .
موسوعة "سيد الخلق"
أما أخيرا حول موسوعة " سيد الخلق " قالت كريمان انه يعد عمل هام جدا ، لأنه يعبر عن تعريف جيل جديد بأصول دينه ،والمعرفة بالله سبحانه وتعالى ، والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ،وقصص الصحابة وأهمهم عمر بن الخطاب ،كما توجد فيها قصص ترتبط بالأغنياء والفقراء .
وأخيرا بخصوص مجازر غزة ، قالت كريمان" يا أزمة عندما تشتدي تنفرجي " اللهم ابرم هذه الأزمة ، يعز فيها ذليلك ويزل فيها عدوك "
بطاقة تعارف
بدأت كريمان حمزة الحقل الإعلامي كصحفية بعد تخرجها من كلية الآداب جامعة القاهرة ، وقد أسست مجلة الثقافة الجديدة ، وعملت كمدافعة عن الدولة الإسلامية ، كما نشرت القرآن للأطفال، فضلا عن ذلك كانت أول سيدة محجبة تقدم برامج دينية للتليفزيون المصري.
واجهت العديد من المشاكل مع المسئولين بالتليفزيون، إلا أن إصرارها جعل منها مدير عام للبرامج لمدة سنين عدة ، وهاهي تطل من جديد لتفسير القران الكريم في وقت يتعرض الإسلام في أنحاء العالم لحملة تشويه مسعورة.