كثيرون يحاولون ان ينحوا المرأة عن دورها قمت بأداء دور السيدة زينب حوار: إيمان أنور فاجأت الاعلامية المصرية كريمان حمزة الجميع بإصدارها تفسيراً للقرآن الكريم تحت عنوان "الواضح في تفسير القرآن الكريم للشبيبة والشباب" الذي يعد أول تفسير من قبل امرأة، لكن كيف بدأت كريمان رحلتها مع التفسير وما هو موقفها من فتاوى الفضائيات والتمثيل ودور المرأة في العلم والثقافة والمجتمع. عن هذه القضايا دار حوار موقع "أخبار مصر" www.egynews.net مع أول إمرأة تقوم بتفسير القرآن. التفسير ليس مجالي **في البداية نود أن نعرف ما هي أسباب اتجاهك إلى تفسير القرآن الكريم؟ - بسم الله الرحمن الرحيم أولا انا لم يخطر ببالي قط ان أفسر القرآن الكريم طوال عملي كداعية إعلامية ولكن خلال 38 عاما من العمل في البرامج الدينية كان على ان استشهد ببعض الآيات في برامجي وبالتالي تفسيرها وبطبيعة الحال كنت الجأ إلى العديد من التفاسير. تفسير القرآن ليس مجالي فالأزهر الشريف يعج بالعلماء المتخصصون ولكن الله سبحانه وتعالى شرفنى بذلك الأمر عندما طلبت منى إحدى المسئولات بالهيئة المصرية العامة للكتاب ان أفسر الأجزاء الثلاث الأخيرة بالقرآن "عم وتبارك وقدسمع" للأطفال فتعجبت من طلبها وقلت لها ان هناك العديد من المتخصصين ولكنها اصرت وأكدت ان اختيارهم لي جاء بناء على خبرتي السابقة في الكتابة للأطفال ،فاستخرت الله وبدأت فى العمل الذي وجدته سهلا وميسرا. وبعد إنتهائى من الأجزاء الثلاثة ذهبت إلى الهيئة ولم استطع الوصول إلى تلك المسئولة، فقررت ألا أضيع ذلك الجهد وذهبت إلى الأستاذ عادل المعلم المسئول عن الشروق الدولية للطباعة والنشر الذي اعجب بهم بشدة بل وطلب منى تفسير المصحف بالكامل فأحسست ان مسئولية كبيرة قد وضعت على عاتقي. وتذكرت ان امنية حياتي كانت بالذهاب الى احدي بلدان الشرق الأقصى وتعليم الأطفال الفقراء القرآن ولكن بالطبع لم تأت الى تلك الفرصة ولكن بتفسيرى للقرآن ربما احقق شيئا من تلك الأحلام بتوصيل القرآن بصورة مبسطة و سهلة لكافة للأطفال. وبدأت العمل مستعينة بعدة تفاسير منها "المنتخب"، "الوجيز"، "التفسير الموضوعي للعزالي"،تفسير القاصمي و "البيان" كما استعنت بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي لا يضاهيها شىء في التفسير. بذلت جهدا كبيرا كي أجد من يصحح لي و بعد ان شرعت في العمل بدأت في البحث عن احد الشيوخ المختصين ليقوم بالإشراف على وبعد جهد جهيد- نظرا لإنشغال العلماء- استطعت الوصول الى احد المشايخ ويدعى الشيخ عبد الباسط - حاصل على الدكتوراه في "غريب القرآن"- و الذي نال عملي استحسانه فأتممت بعد ذلك عملي بمفردي حرصا منى على الوقت لصعوبة الوصول الى الشيخ ، وعكفت لمدة عامين وثمانية أشهر على تفسير القرآن الكريم ابدأ فى الكتابة من الثانية عشر مساء حتى الثامنة صباحا وأوقفت خلال تلك الفترة كل أنشطتي الأخرى من ندوات ومحاضرات لأتفرغ لذلك العمل العظيم. وعندما انتهيت من التفسير طلبت من الأستاذ عادل المعلم ان يراجع الأزهر ذلك العمل فإن وافق عليه نتم العمل وان لم يوافق عليه فكأن شيئا لم يكن، فانا لا استطيع ان اكتب شيئا لا يعجب اساتذتى فعلى الرغم من اننى لست ازهرية إلا انى اعد نفسي تلميذة لكل العلماء الأزهريين بل اننى اعد نفسى صنيعة لكل علماء الدين فى العصر الحديث فإن رأى اساتذتى انى مخطأة فيكفيني اني عشت في رحاب القرآن كل تلك الفترة ولقد فوجئت بعد ذلك بموافقة الأزهر بدون الاعتراض على اي شيء وهذا في رأى شيء طبيعي لأني استعنت بمراجع تاريخية ومعروفه . وأود ان أضيف ان هذا العمل موجه بشكل أساسى للشباب والشبيبة والشبيبة هم الغلمان من سن عشر سنوات والشباب حتى سن الأربعين تقريبا. كثيرون يحاولون ان ينحوا المرأة عن دورها الإنساني **بماذا تفسري حالة الدهشة السائدة من تفسيرك للقرآن على الرغم من ان النساء كان لهن باع طويل فى الفتوى على مدار العصور الإسلامية المختلفة؟ منذ العديد من السنوات والكثيرون فى العالم الإسلامى يحاولوا ان ينحوا المرأة عن دورها الإنسانى وجعلها تكتفى بدورها كزوجة وأم -وهو الدور الأساسى للمرأة –ولكن المرأة كائن مثل الرجل ولها دور مثله فالاثنان مكملان لبعضهما البعض فلماذا يقلل الرجل من دور المرأة؟ و انا ارى ان تترك المرأة حسب امكاناتها من تقدر ان تعمل وتكون زوجة ناجحة فى بيتها فى ذات الوقت فلا بأس ومن لا تقدر فعليها ان تتفرغ لبيتها. **لقد ذكرت من قبل ان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى ساعدك فى اعتماد مجمع البحوث الإسلامية لتفسيرك للقرآن فكيف كان ذلك؟ - انا قلت للدكتور طنطاوى لقد تطاولت عند دخولى لهذا المجال وارجو منك ان تشكل لجنة من العلماء ليراجعوه وانا على اتم الاستعداد لأخذ أي توجيه منهم وبالفعل قام شيخ الأزهر بتشكيل لجنة من مجمع البحوث الإسلامية لمراجعة التفسير خمسة اجزاء على حده فى كل مرة حتى تمت اجازته ولا عجب فى ذلك لاننى استعنت بمراجع اجيزت من قبل ولم اضف الا روحى ورؤيتى الخاصة للتفسير. انا عاشقة للأطفال **لقد سبق وعملت كتاب للأطفال عن سيرة الرسول صلى الله علية وسلم ونال عدة جوائز فما هى حكايتك مع كتب الأطفال؟ لقد الفت كتاب سيد الخلق وهو موسوعة من ستة اجزاء عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصل ذلك الكتاب على جائزتين عالميتين من المانيا كأجمل كتاب فى العالم للطفل وفى العام التالى نال جائزة احلى كتاب ،والكتاب به مئتى لوحة بالألوان وكان يراجعه لى الدكتور احمد شلبى حتى احافظ على النص التاريخى . اما عن حكايتى مع الأطفال فأنا عاشقة لهم واول ما عملت فى التليفزيون كان فى برنامج الأستاذة سهير الإتربى التى كانت نجمة ساطعة فى سماء مصر وفى نهاية كل حلقة من حلقاتها كنت اروى لمدة خمس دقائق "حدوته"للأطفال عن احد الصحابة وبعد ذلك انتقلت للعمل فى البرامج الدينية. **ما هى فى رأيك الشروط الواجب توفرها فيمن يفسر القرآن؟ - أي داعية من فوق المنبر او أي إعلامي لابد ان تتوفر بهم عدة صفات ولقد قرنت الإعلامي بالداعية لأن رسالة الإعلامي ما هى الا جزء من رسالة الأنبياء، و على الداعية ان تكون له قراءات فى كل شىء وان يقرأ القرآن وتفسيره يوميا وان يدرس احاديث رسول الله وان يكون على علم بالتاريخ الإسلامي والفقه وان يكون عنده خلفيه فنيه لفنون مثل النحت والرسم والموسيقى وان يكون ملما بكل ما يحدث فى الساحة العالمية دبلوماسيا وفكريا وثقافيا. قمت بأداء دور السيدة زينب **ما هى قصة قيامك بالتمثيل فى احد الأفلام التسجيلية خلال حقبة السبعينات؟ بدء الأمر عندما اردت أن اعمل افلام تسجيلية عن اشهر ثمانية عشر مسجدا فى مصر فذهبت الى الشيخ عبد الحليم محمود- كان يعمل وقتها بوزارة الأوقاف - وقدمت له مشروع لعمل الأفلام و وافق الشيخ فقمت بعمل فيلمين فيلم عن" السيدة زينب" والاخر عن" سيدى المرسى ابو العباس" وقمت فى الفيلم بأداء دور السيدة زينب ولم يعترض الأزهر، ولم ينفذ سوى هذان العملان لأن الشيخ عبدالحليم محمود ترك الأوقاف بعد ذلك واصبح شيخا للأزهر فتوقف المشروع وقد عرض الفيلمان فى التليفزيون المصرى عدة مرات وهما من تأليف الأستاذ إبراهيم العقاد. **هل تفكرين فى العودة للعمل كمذيعة فى الفضائيات؟ - حاليا انا مشغولة فكريا وروحيا وذهنيا بشدة ولا اخفى عليك ان هذا مطلب من الكثيرين الذين يشجعونني على العودة للعمل، ولكنى كبرت فى السن ولقد اعتدت خلال عملى التليفزيونى ان اقوم بأداء كل شىء من الإعداد الى التقديم، فإن اعطانى الله الصحة ربما اقدم على ذلك الأمر. اختلاف العلماء رحمة **ما رأيك فى ظاهرة فتاوى الفضائيات؟ - اختلاف العلماء هو رحمة للمسلمين فالصحابة كانت لهم فتاوى مختلفة عن بعضهم البعض كل حسب فقهه وعلمه، على سبيل المثال ان قلنا ان الصلاة لا تجوز بدون سجود ماذا يفعل كبير السن وعلى ذلك المنوال من ناحية أخرى أرجو ان تكون هناك رقابة عليا على الفضائيات بشكل عام فى العالم الإسلامى.