سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على تصريحات عدد من المسئولين الليبيين والأمريكيين بشأن ظهور أدلة تؤكد وجود مؤسس جماعة "أنصار الشريعة" أحمد أبو خط الله بمقر القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية أثناء الهجوم الذي استهدفها الشهر الماضي وراح ضحيته السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين آخرين. واعتبرت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أن تصريحات المسئولين في هذا الشأن -التي جاءت وفقا لاستنادهم على رواية شهود عيان ومعلومات مهمة حصت عليها القيادات الأمنية من خلال عمليات المداهمات الأخيرة لمنازل أعضاء "أنصار الشريعة"- تقدم في الحقيقة أكثر خيط مباشر ظهر حتى الآن وربط بين الهجوم و"أنصار الشريعة" على نحو قد ينذر بتأجيج نيران الجدل المثار حول هذه القضية من جديد. وأشارت إلى التساؤلات المتعاقبة التي تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بمدى فعالية الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية الأمريكية ورد الحكومة الأمريكية حيال هذا الهجوم. وقالت الصحيفة:"إن اثبات وجود خلف الله بمقر القنصلية الأمريكية في بنغازي يوم 11 سبتمبر الماضي يؤكد مدى تعقيد القضية وصعوبة تقديم الجناة إلى العدالة كما تعهد بذلك الرئيس أوباما، حيث قد تؤدي أي محاولات من جانب الشرطة الليبية لاستهداف الجماعات الإسلامية المتشددة إلى خلق ردود فعل عنيفة لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الراهن"، حسبما ذكر مسئولون أمنيون في واشنطن. كما أشارت وول ستريت جورنال إلى أن جماعة "أنصار الشريعة" لطالما كانت محط اهتمام التحقيقات الأمريكية- الليبية المشتركة الرامية إلى الوقوف على ملابسات الهجوم، ولا سيما عقب كشف النقاب عن أدلة تفيد بإجراء اتصالات بين أعضاء بالجماعة وفرع تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا. وأوضحت الصحيفة أن الوجود الأمني الأمريكي في ليبيا لا يزال ضعيفا إلى حد كبير؛ حيث يتفاعل الفريق التابع للمباحث الفدرالية الأميركية (إف.بي.آي) بشكل أساسي مع جهاز المخابرات الليبية الوليد والذي يترأسه سالم الحاسي،المنشق السياسي الذي حصل في السابق على الجنسية الأمريكية. وكان أحد المتحدثين باسم "أنصار الشريعة" قد أعلن لوسائل الإعلام عقب أيام من وقوع الهجوم أن جماعته لم يكن لها أي دور في الهجوم، مرجعا أسبابه إلى اشتعال الغضب الجماهيري من بث الفيلم الأمريكي "براءة المسليمن" المسيء إلى الاسلام. وأوضحت الصحيفة الأمريكية في ختام تقريرها أن الإدارة الأمريكية حرصت في الآونة الأخيرة على تكثيف جهودها في مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا،على أمل القبض على فرع تنظيم القاعدة بالمنطقة في الوقت الذي تنظر فيه إمداد القوات المسلحة التي تتعاون معها بطائرات من دون طيار إضافية.. مستبعدة احتمالات شن ضربة عسكرية احادية الجانب للقضاء على المتمردين بالمنطقة.