بات القضاء على مرض السكر بمثابة كابوس يطارد أحلام المرضى، خاصة بعد ظهور العديد من الحيل الجديدة التى يستغلها الكثيرون من غير المتخصصين فى مجال الطب والعلاج بالأعشاب وأطباء التغذية العلاجية. الكارثة التى نكشف عنها فى هذا التحقيق أن هناك الكثيرين من مرضى السكر باتوا يقبلون على عمليات تحويل المسار وتدبيس المعدة من أجل القضاء على مرض السكر، خاصة أنه وفقًا للدراسات الخاصة بالجمعية المصرية لمرضى السكر فإن هناك 50 % فقط مسموح لهم بإجراء هذه العمليات وفقًا لحالتهم وسنهم ولابد من المتابعة لمدة 6 شهور قبل العملية. كوثر محمد، إحدى مريضات السكر من النوع الثانى، قالت: «كنت أعانى من سمنة مفرطة وكان وزنى 140 كيلو وأصبت بحالة نفسية سيئة وبعد أن اتبعت نظامًا غذائيًا قاسيًا فقدت جزءًا من وزنى إلا أنه سرعان ما عاد وزنى مرة أخرى». وأضافت: «بعض زملائى نصحونى بأن أجرى عملية تدبيس المعدة من أجل القضاء على مرض السكر والسمنة، وبعد أن أجريت العملية بثلاثة أشهر حدثت لى مضاعفات خطيرة كادت أن تودى بحياتى». من جانبه كشف الدكتور أحمد السبعاوى، أخصائى السكر والغدد الصماء أنه بالنسبة لعمليات بالونة المعدة والتكميم وتحويل المسار فتقوم فكرتها على تقليل حجم المعدة سواء جراحيًا أو بوضع بلونة مؤقتة، وبالتالى مع أى كمية أكل قليلة يشعر الإنسان بالامتلاء، أما عملية تحويل المسار فإنه يدخل على طول الأمعاء الدقيقة ويقلل وقت ومساحة الامتصاص أو الاثنين معًا ولها العديد من المشاكل أبرزها التهابات المعدة والقولون من آلام بالمعدة وترجيع مستمر وهبوط بالضغط ونقص ببعض الفيتامينات والمعادن الهامة بالجسم والشعور ببعض المشاكل النفسية بعد العملية. وأضاف السبعاوى أنه يجب أن يتم إجراء هذه العملية فى مكان متخصص، وحسب تعليمات الجمعية الأمريكية للسكر أن أى شخص مصاب بالسكر ومعامل كتلة الجسم فوق 40 يجرى هذه العملية، كما يفضل إجراءها أيضًا إذا كان سكر الشخص غير منتظم ومعامل كتلة الجسم من 35 إلى 40، أما دون هذه الأرقام فإنه غير مسموح بإجرائها. وأكد ضرورة اتباع نظام غذائى معين والمحافظة على ممارسة رياضة المشى بعد العملية، أما قبل العملية يتم متابعة المريض لمدة 6 شهور ويكون متابع مع طبيب تغذية وغدد ونفسية من أجل أن يقرروا أن يجرى العملية أم لا، وبعد العملية يتم تغيير أدوية السكر بشكل كامل حتى لا يتعرض المريض لهبوط السكر.