حالة من الخوف الشديد انتشرت بين عدد كبير من أولياء الأمور بسبب قلقهم على أبنائهم فى المدارس، بعدما تردد حول انتشار مرض إنفلونزا الخنازير فى المدارس، خاصة أن أعراض هذه الإنفلونزا تتشابه مع أعراض الإنفلونزا العادية. قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، لم يسجل حتى الآن أى حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير بين تلاميذ المدارس أو المواطنين، فى الوقت الذى تنتشر فيه الإنفلونزا العادية بين العديد من المواطنين بسبب التغيرات المناخية وحالة الطقس السيئ الذى تمر به مصر. وكشفت مصادر مطلعة بهيئة المصل واللقاح، أن السبب الرئيسى فى عودة الإنفلونزا بقوة خلال هذه الأيام هو أن هناك ملايين المواطنين وخصوصا الأطفال قد تعودوا على استخدام مصل الإنفلونزا كل عام وتحديدًا فى شهر أكتوبر أى قبل فصل الشتاء بشهر كامل، وبسبب مشاكل إدارية وتعديلات روتينية قد تأخر استلام المصل ووصل إلى هيئة المصل واللقاح متأخرًا، وبالتالى عدد كبير من المواطنين لم يحصلوا عليه بسبب تعليمات بعض الأطباء أن المصل حاليًا ليس له فائدة، وبالتالى من تعود على أخذ هذا المصل كل سنة أصبح ليس لديه مناعة قوية ضد الإنفلونزا، وتسبب ذلك فى ظهور مضاعفات على الأطفال وعلى الأهالى تشبه إنفلونزا شديدة فسرها البعض خطأ أنها إنفلونزا الخنازير والحقيقة هى إنفلونزا عادية. ونفت وزارة الصحة ظهور حالات إصابة بإنفلونزا الخنازير فى بعض المدارس، مؤكدة أنه لم يتم رصد أى حالات وبائية من أى نوع فى مدارس الجمهورية، وأن الوضع الصحى لطلاب المدارس آمن تمامًا، وحالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية الشائعة لا تتخطى كونها نزلات برد عادية، وأن منظمة الصحة العالمية توصى بأن هذا الفيروس لا ينبغى اتخاذ أى إجراءات احترازية خاصة حياله، وأن المصابين بالفيروس لا يحتاجون سوى إلى الراحة والتغذية الجيدة والعلاج الطبى المعتاد. من جانبه، كشف الدكتور أحمد السبعاوى أخصائى السكر والغدد الصماء بالمعهد القومى للسكر، أنه حال ظهور أعراض الإنفلونزا لابد من أخذ خافض للحرارة مع عمل كمادات، والاعتماد على السوائل بكميات كبيرة مع الراحة، وأنه لا داع للخوف، خاصة أن تطعيم الإنفلونزا متاح الآن وبشكل كبير فى الصيدليات التابعة المصل واللقاح على مستوى الجمهورية. وأضاف السبعاوى أن أعراض الإنفلونزا تختلف من شخص لآخر فى شدتها، ومن الملاحظ أن حدة الأعراض تزيد فى صغار السن وأيضا كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويمكن الوقاية من الإنفلونزا عن طريق التطعيم بمصل الإنفلونزا أو المحافظة على النظافة، والأكل الصحى وعدم التعرض إلى البرد الشديد، وأنواع مصل الإنفلونزا هو اللقاح المصنوع من الفيروس الميت ويعطى عن طريق الحقن، وهذا هو الأكثر استعمالا، واللقاح المصنوع من الفيروس المضعف ويعطى عن طريق الأنف وأهمية مصل الإنفلونزا هو أنه يمنع الإصابة بالإنفلونزا وكذلك يمنع المضاعفات مثل الالتهاب الرئوى ويتم إنتاج مصل الإنفلونزا كل عام بالاعتماد على توقعات منظمة الصحة العالمية بالنسبة للفيروسات التى يتوقع أن تكون أكثر شدة من ذلك العام، وعادة ما تنجح هذه التوقعات ويتم إعطاء الفيرس وهو ميت أو بعد إضعافه ويكون الجسم ضده الأجسام المضادة وبهذا يصبح جسم الإنسان على استعداد لمهاجمة الفيرس وقت مهاجمة الجسم، وينصح بالتطعيم كل عام، لأن الإنفلونزا تتغير ويظهر كل سنة فيروس جديد، مختلف قليلا عن العام الماضى حيث أن فيروس الإنفلونزا عنده القدرة على تغيير شكله كل موسم. وكشف الدكتور تامر عبدالحميد أستاذ طب وتغذية الأطفال، إن إنفلونزا الخنازير تعدّ أحد الأمراض التى تصيب الجهاز التنفسى للإنسان، مضيفًا أن هذا الفيروس يصيب الحيوانات، ثم ينتقل عبرها ليصل إلى الإنسان فى حالات متفرقة، وبالأخص لمن يتعرضون للحيوانات المصابة. وأضاف أن الفيروس ينتقل عن طريق استنشاق الهواء المرافق لسعال أو نفث الحيوان المصاب، أو من خلال لمس الحيوان ثم لمس الفم أو الأنف، مشيراً إلى أهمية المحافظة على النظافة الشخصية فى الوقاية من عدد كبير من الفيروسات كفيروس إنفلونزا الخنازير وفيروس إنفلونزا الطيور، حيث إنّ اتباع الإجراءات الصحيّة بشكل دائم يساعد فى التخلص من هذه الفيروسات ويوقف خطر العدوى حتى قبل بدء ظهور الأعراض.