مع كثرة أنواع الأنفلونزا، تكثر الأسئلة حول الفارق بين أنفلونزا الطيور، والخنازير، والموسمية، وفى السطور التالية نوضح الفارق بين كل نوع وطرق الوقاية منها. تعتبر أنفلونزا الخنازير مرض تنفسى يحدث فى الخنازير سببه النوع (A) من فيروس الأنفلونزا الذى يسبب حالات تفشى الأنفلونزا فى الخنازير، تسبب فيروسات أنفلونزا الخنازير مستويات عالية من المرض بين حيوان الخنزير لكن الوفاة من المرض قليلة. فيروس أنفلونزا الخنازير هو النوع (H1N1) وقد تم عزل الفيروس عام 1930 وأعراضه فى البشر تكون مشابهة لأعراض الأنفلونزا الموسمية، وهى عبارة عن حمى، خمول، قلة الشهية والسعال وزكام الأنف وأيضاً التهاب الحنجرة وغثيان وقىء وإسهال. وينتقل فيروس أنفلونزا الخنازير من شخص لشخص آخر ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية وذلك عن طريق ملامسة ملوث به بفيروسات أنفلونزا الخنازير ثم لمس الفم أو الأنف أو من خلال السعال والعطس. وتظهر أعراض أنفلونزا الخنازير فى فترة مبكرة اكثر من السنة كالربيع، بينما تنتشر الأنفلونزا الموسمية فى وقت متاخر فى فصل الشتاء، إذ يكون أوجها فى نوفمبر ويناير وفبراير. وتنجم أنفلونزا الخنازير كما الأنفلونزا الموسمية عن الفيروسات. غير أن الفيروس H1N1 يهاجم مجموعة مختلفة من الأشخاص، وللامتناع عن العدوى به يجب أخذ تطعيم آخر منفرد. وعن الفئة الأكثر عرضة للإصابة تكون أنفلونزا الخنازير أكثر شيوعا وسط الاشخاص الذين لم يتجاوز عمرهم ال 25 سنة. أما الأنفلونزا الموسمية فتصيب فى الغالب الأشخاص فى جيل ال 65 سنة أو أكثر. وبالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون التطعيم ضد H1N1 بسبب نقص كمية التطعيمات فى معظم الدول، تكون أولوية إعطاء التطعيم للأشخاص ذوى أعلى احتمال لتدهور مضاعفات أنفلونزا الخنازير لديهم. وتشمل مجموعة الخطر النساء الحوامل. والأشخاص الذين يقطنون فى نفس البيت مع أطفال دون سن الأشهر الستة، أو أولئك الذين يعتنون بهم. أفراد الطواقم الطبية، وطواقم الإسعاف الأولى. والأطفال والبالغون الذين تتراوح أعمارهم بين ال 6 أشهر وال 24 سنة. بالإضافة إلى الأشخاص بين جيل 25 و64 سنة ذوى خطر تفاقم مضاعفات أنفلونزا الخنازير، كأولئك الذين يكون جهازهم المناعى ضعيفا، أو من المصابين بمرض مزمن، كالربو، أو مرض القلب. ومن المهم أن نعرف أن الأشخاص الذين تلقوا تطعيم الأنفلونزا الموسمية يحتاجون هم أيضًا التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير ويعتقد الأطباء أن التحصين ضد أنفلونزا الخنازير آمن بنفس درجة التحصين ضد الانفلونزا الموسمية، الذى يعتبر تحصينا آمنا جدًا. فى حالات نادرة، من الممكن ظهور استجابة تحسسية للتطعيم. يجب على الاشخاص الذين أصيبوا بالماضى برد فعل تحسسى كنتيجة لتلقى التطعيم، أو رد فعل تحسسى للدجاج او بياض البيض، أو الاشخاص ذوى الحمى، أو أى مرض آخر ليس زكاما أن يخبروا الطبيب بذلك. وعن طرق اكتشاف الإصابة بالفيروس يمكن للأعراض وحدها أن تدل على أنفلونزا الخنازير، كما يمكن لمعظم الفحوصات السريعة أن تؤكد اصابة المريض بالنزلة، غير أن هذه الفحوصات تكتشف العديد من الفيروسات وليس ال H1N1 فقط. هناك فحص قادر على اكتشاف فيروس ال H1N1 بصورة محددة، غير ان نتائجه تصل بعد عدة ايام فقط. أما أنفلونزا الطيور فهو مرض يسببه فيروسات تصيب الطيور الداجنة والبرية لكنه يختلف عن فيروسات الأنفلونزا التى تصيب الإنسان. ومنذ عام 2003، تسبب فيروس إنفلونزا الطيور H5NI بإحداث إصابات حادة بين الطيور، وانتقل من آسيا إلى أوروبا والشرق الأوسط ووصل الآن إلى أفريقيا ليشمل أكثر من 30 بلداً. وينتشر فيروس H5NI بسرعة مذهلة بين أسراب الطيور الداجنة، وتتراوح نسبة نفوق الطيور المصابة بين 90 و100%، وغالباً ما يتم ذلك خلال 48 ساعة، وما زال H5NI فيروساً سهل الانتقال بين الطيور ولا يحمل حالياً على سطحه الجزيئات التى تمكّنه من التحول إلى فيروس يصيب الإنسان. ولكنه كأى فيروس يصيب الحيوانات دون أن تكتمل درجة H5NI تكّيفه، فقد أصاب الفيروس عدداً قليلاً من الأشخاص الذين تعرضوا له. وعادة ما تحتاج العدوى بفيروس إلى التعرض عن قرب وبدرجة عالية إلى الطيور المصابة أو مخلفاتها. وحتى الآن لا يوجد دليل ثابت عن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان وهو التفاعل التسلسلى لانتشار الإنفلونزا الموسمية العادية التى تصيب الإنسان. وقد أدى الخوف وعدم توافر المعلومات والوعى بأنفلونزا الطيور إلى قيام بعض المجتمعات بتجنب الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض مباشرة، أو حتى الذين يشتبه بأنهم مصابون. وقد بدأ بالفعل أثر أنفلونزا الطيور يظهر على حياة الأسر والأطفال وعلى سبل عيشهم فى المناطق المصابة. وحتى الآن كان تأثير مرض إنفلونزا الطيور كبيرا على صحة الأطفال وبقاءهم على قيد الحياة. حيث يشكل الأطفال المصابون نصف الحالات التى تم التبليغ عنها، وثلث عدد الوفيات الناجمة عن أنفلونزا الطيور بحسب الاحصائيات العالمية. وبينما لم يعرف بعد السبب وراء إصابة هذا العدد الكبير من الأطفال بالفيروس، إلا أنه من المحتمل أن تكون طبيعة عمل الأطفال وخاصة الفتيات فى العناية بالدواجن المحلية وإطعامها وتنظيف حظائرها وجمع بيضها، سبباً فى هذه الإصابات. وقد يعزى ذلك أيضاً إلى احتكاك الأطفال بالدواجن عن قرب والتعامل معها كحيوانات منزلية أليفة. وإذا ما تكيّف الفيروس «أنفلونزا الطيور»، فقد يصبح قادراً على الانتقال بسهولة بين البشر، مما قد يؤدى إلى تفشى المرض على نطاق كبير بين البشر فى كل دولة من دول العالم. وستتعرض حياة الأطفال وسلامة الأسر إلى الخطر وذلك لأن الجائحة ستعطل جميع جوانب الحياة الطبيعية. ويحدث وباء الأنفلونزا عندما يظهر فيروس أنفلونزا جديد يمكن أن يصيب الإنسان. وبسبب نقص المناعة البشرية لهذا الفيروس، من المتوقع أن يكون انتشاره أسرع وأوسع نطاقاً من الإنفلونزا الموسمية. وبما أن الفيروس قد يسبب إصابات بين البشر، فمن المحتمل أن يتحول إلى فيروس يصيب الإنسان. وإذا ما تطور إلى فيروس يصيب الإنسان، فمن المحتمل أن يحدث وباء أنفلونزا بين البشر. ولا تعرف بالتحديد دورة تطور الفيروس: فقد تحدث بشكل مفاجئ، وقد تستغرق عدة سنوات، وقد لا تحدث أبداً. أما الأنفلونزا الموسمية فهو فيروس يصيب الجهاز التنفسى عند الإنسان على نحو أشد من الإصابة بالزكام المعروف. وينتشر موسمياً فى فصل الشتاء من كل عام. اختلاف أعراض الإصابة وبالرغم من التشابه بين أعراض مرض أنفلونزا الخنازير الذى يجتاح العالم الآن، وأعراض الأنفلونزا العادية أو الموسمية، لكن هناك فروق جوهرية بين المرضى ويوضح التصنيف التالى الفرق بين الأعراض: أولا: الحرارة فى الأنفلونزا العادية تكون نادرة، أما بأنفلونزا الخنازير فتعتبر من أساسيات أعراض هذا المرض وقد تستمر فى بعض الحالات من 3 إلى 4 أيام. ثانيا: السعال فى الانفلونزا العادية يكون مصحوبًا بالبلغم، أما فى أنفلونزا الخنازير يكون حادًا وبدون بلغم (كحة جافة). ثالثا: آلام الجسم والصداع فى الأنفلونزا العادية تكون خفيفة ونادرة الحدوث، أما فى أنفلونزا الخنازير فتكون حادة جداَ وتعتبر من أساسيات الأعراض. رابعا: انسداد الأنف فى الانفلونزا العادية تعتبر من الأساسيات ويتلاشى فى أسبوع، أما فى انفلونزا الخنازير فلا توجد عوارض انسداد أو رشح الأنف. خامسا: القشعريرة فى الأنفلونزا العادية نادرة الحدوث،اما فى أنفلونزا الخنازير فتعتبر من أساسيات الأعراض لهذا المرض حيث ثبت أن 60% من الحالات قد عانت منه. سادسا: التعب والارهاق فى الأنفلونزا العادية خفيفة الى حد ما، أما فى أنفلونزا الخنازير تكون حادة وقوية التأثير وتعتبير أيضاً من العوارض الاساسية للمرض. سابعا: العطاس فى الأنفلونزا العادية تكون من الاعراض الاساسية،اما فى انفلونزا الخنازير فتكون نادرة جداً. ثامنًا: مفاجأة المرض لجسم الانسان فى الانفلونزا العادية، تتطور الأعراض بشكل بطيء مع مرور الأيام، أما فى أنفلونزا الخنازير فتتطور الاعراض بشكل مفاجئ وسريع خلال 3 الى 6 ساعات فقط فهذه الانفلونزا تضرب الجسم بعنف. تاسعاً: الصداع فى الانفلونزا العادية بسيط ونادر الحدوث، أما فى أنفلونزا الخنازير قوى ومتلازم مع أعراض هذا المرض. عاشرا: إلتهاب الحلق فى الانفلونزا العادية من أساسيات المرض، أما فى أنفلونزا الخنازير فغير موجود ونادر الحدوث. الحادى عشر: آلام الصدر أو ثقل الصدر فى الانفلونزا العادية خفيف وفى بعض الحالات متوسط، أما فى أنفلونزا الخنازير فيكون حادًا وشديدًا.