ممرضات: بُعد المسافة بين منزلنا والمستشفيات تسبب لنا مشاكل عديدة عشرات الطلبات يوميًا تتلقاها الإدارة المركزية للتمريض التابعة لوزارة الصحة والسكان، وأغلب هذه الطلبات مزيلة بتأشيرات من أعضاء مجلس النواب للمطالبة بالنقل من مستشفى إلى مستشفى آخر قريبة من منزل الممرضات، وهذا ما سيتسبب فى أزمة كبرى داخل القطاع الصحى فى مصر. أزمة نقص التمريض بالمستشفيات الحكومية سواء التابعة لوزارة الصحة أو للجامعات مشكلة متكررة ومتجددة، والسبب فى ذلك أن معاهد ومدارس التمريض على مستوى الجمهورية تضع شروطًا معينة للقبول، وهو ما تقرأه الممرضة المتقدمة إلى الدراسة فى هذه المدارس والمعاهد إلا أن الممرضات بمجرد أن يحصلن على موافقة بالدراسة فإنهن بعد التخرج يطالبن وزارة الصحة بنقلهن من هذه المستشفيات.
«مروة. ا»، ممرضة بأحد المستشفيات التعليمية، أكدت أنها معينة فى المستشفى منذ 10 سنوات، ويوميا تقطع مسافة 15 كيلو من منزلها حتى تصل إلى المستشفى التى تعمل به، وأصبحت حاليًا بعد أن تزوجت ولديها 3 أطفال غير قادرة على رعايتهم، خاصة أنها تذهب من الساعة السادسة صباحًا حتى الساعة الخامسة مساءً، وعندما تعود إلى المنزل يكون أبناؤها على وشك النوم فلا تستطيع أن تجلس معهم أو ترعى مصالحهم. وأوضحت أنها تتحمل شيفتات سهر بالمستشفيات، وتضطر إلى المبيت خارج المنزل وترك أبنائها، مؤكدة أنها كانت تعلم بأن هناك معاناة بالنسبة للعمل فى المستشفيات التعليمية إلا أنها كانت منتظرة على أمل أن يتم نقلها بأى مستشفى قريب من منزلها إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن. أما مروة أحمد الحوفى، ممرضة بمستشفى باب الشعرية، فأكدت أن مشكلاتهن كممرضات يتأثر بها المغتربات، مضيفة أنها من محافظة البحيرة، وتعمل فى مستشفى باب الشعرية، مضيفة: «كل زميلاتى عندهن مشكلات مع أزواجهن بسبب الشغل». من جانبها، كشفت الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض، إن هناك عجزًا فى التمريض فى العديد من المستشفيات وعلى رأسها المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ، وذلك لأن هناك عددًا كبيرًا من الممرضات يهربن من المستشفيات بسبب ظروف العمل القاسية ويذهبن إلى المستشفيات الخاصة نظير مقابل مادى كبير. وأضافت: «التمريض مهنة سامية، وبالتالى فإننا نعمل على توفير كل سبل الراحة من أجل توفير مطالبهن لأنهن فى المقام الأول يخدمن مريضًا لا حول له ولا قوة، ولابد أن تكون حالتهن النفسية جيدة حتى يتعاملن مع المريض بشكل جيد، ووزارة الصحة ونقابة التمريض قد قامت بتوفير بعض الاستثناءات للممرضات للحفاظ على حقوقهن حيث تم إتاحة نقل الممرضة من مستشفى بعيد إلى مستشفى قريب، إذا كان زوجها مريضًا أو أحد أبنائها معاق، ويحتاج إلى رعاية، أما بالنسبة للمستشفيات التعليمية فإن هناك صعوبة فى نقل ممرضة من مستشفى إلى آخر، لأن ذلك يتطلب موافقة رئيس الجامعة شخصيًا فضلاً عن ضرورة توفير بديل لها».