خبراء: غياب أمير قطر يزيد حدة الأزمة.. والبحرين: الدوحة لا تريد حلًا توجهت الأنظار الأيام الماضية نحو قصر الدراعية قلب العاصمة السعودية الرياض، حيث استضافت القمة الخليجية رقم أربعين وسط تفاوت فى الآراء ووجهات النظر حول مشاركة أمير قطر تميم بن حمد فى هذه القمة من عدمه، خاصة بعد أنباء عن صفقات للصلح وتخفيف حدة الخلافات. ظل المحللون والمتابعون ينظرون ويتابعون المشهد والتصريحات الصادرة من كل الأطراف رغبة فى توضيح الصورة، ولكن كانت الصدمة المتوقعة بحضور رئيس وزراء قطر ممثلًا عن بلاده، الأمر الذى اعتبره محللون رسالة من قطر بعدم رغبتها فى الحل وعدم جديتها لإنهاء الأزمة. وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز انتهاء القمة الخليجية، مثنيًا على أهمية تلك الاجتماعات الخليجية التى تحقق التكامل والترابط بين دول مجلس التعاون الخليجى. فيما دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، عبد اللطيف الزيانى، فى كلمة ألقاها خلال ختام القمة، إلى تعزيز التعاون العسكرى والأمنى للحفاظ على الأمن الإقليمى، مؤكدًا أن قادة دول المجلس شددوا على أهمية استمرار الترابط والتكامل فيما بينهم.
وشدد على أن أى اعتداء على أى دولة فى المجلس هو اعتداء على المجلس كله، مؤكدًا أن الهدف الأعلى لمجلس التعاون هو تحقيق التكامل والترابط بين دوله، ودعا إلى العمل مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة أى تهديد عسكرى، مشيرًا إلى ضرورة التكامل العسكرى والأمنى لضمان سلامة دول مجلس التعاون. يذكر أن الملك سلمان أكد سابقًا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة على أن مجلس التعاون تمكن منذ تأسيسه من تجاوز الأزمات التى مرت به، مشيرًا إلى أن استضافة السعودية للقمة الخليجية أتت استجابة لرغبة الإمارات. وشدد على أن النظام الإيرانى مستمر فى سياساته العدوانية وتقويض استقرار الدول المجاورة، مضيفًا: «على منطقة الخليج أن تتحد فى مواجهة عدوانية إيران، وعلى دول مجلس التعاون الخليجى تأمين نفسها فى مواجهة هجمات الصواريخ الباليستية». فيما أعرب الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، عن أسفه لعدم جدية دولة قطر فى إنهاء أزمتها مع الدول الأربع، وهو الأمر الذى كان واضحًا تمامًا فى طريقة تعاملها مع الدورة الأربعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسلبيتها الشديدة والمتكررة بإرسال من ينوب عن أميرها دون أى تفويض يمكن أن يسهم فى حل أزمتها. وأوضح وزير خارجية البحرين فى بيان، أن ما صرح به وزير خارجية دولة قطر بأن الحوار مع المملكة العربية السعودية قد تجاوز المطالب التى وضعتها الدول الأربع لإنهاء أزمة قطر، وأنها تبحث فى نظرة مستقبلية، لا يعكس أى مضمون تم بحثه مطلقًا. وخرجت الدورة الأربعون لمجلس التعاون الخليجى بإعلان الرياض الذى نص بأن التحديات فى المنطقة تتطلب تحقيق التنسيق الأمنى والسياسى بين دول المجلس، وشدد على حماية الملاحة فى مياه الخليج العربى من أى تهديدات والتأكيد على الوحدة الاقتصادية والتكامل الجمركى بين دول المجلس. وأكد المجلس، على عدة نقاط كان أهمها حرصه على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التى تجمع بين شعوبها. وأشاد المجلس بالمساعى الخيرة والجهود المخلصة التى يبذلها أمير دولة الكويت، لرأب الصدع الذى شاب العلاقات بين الدول الأعضاء. وأكد القادة على ضرورة تنفيذ كل قرارات المجلس الأعلى والاتفاقيات التى تم إبرامها فى إطار مجلس التعاون، وفق جداولها الزمنية المحددة، والالتزام بمضامينها، لما لها من أهمية فى حماية أمن الدول الأعضاء وصون استقرارها وتأمين سلامتها ومصالح مواطنيها. وفى تصريح خاص ل«الصباح»، قال الكاتب الصحفى البحرينى راشد الحمر، أن أصحاب الجلالة والسمو من حكام مجلس التعاون الخليجى يضعون المواطن الخليجى نصب أعينهم، ويبحثون فى اجتماعاتهم كيفية تحسين مستوى حياة المواطن الخليجى وأمنه واستقراره والمستقبل الزاهر. وأكد أن البيان الختامى للقمة يعكس توجهات القيادات الرشيدة بدول مجلس التعاون لتقديم حياة أفضل لشعوب الخليج وكيفية حماية مواطنيهم من الأخطار. وتابع: «أننا كشعوب خليجية نأسف للمكابرة القطرية بعدم حضور أمير قطر للقمة، وندعو الأشقاء فى قطر للعودة للبيت الخليجى، وتنفيذ المبادئ الست المتفق عليها فى مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية، ونأمل أن يكون هناك حل، والذى ترعاه الكويت، ولكن يقابل تلك المحاولات مكابرة قطرية، وهذا لا يصب فى مصلحة دول المنطقة فى ظل التدخلات الإيرانية فى شئون المنطقة».