بعد عامين من حصد كل الجوائز الكبرى تقريباً في حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) السنوي 2017، تبدو الكرة المصرية مرشحة بقوة للخروج خالية الوفاض من نفس الحفل لعام 2019. الأمر الذي تزداد مرارته بالنظر لكون الحفل سيقام في الأراضي المصرية بالذات، وللمرة الثانية في تاريخ الجوائز التي انطلقت عام 1992. النسخة الثامنة والعشرين من حفل جوائز الكاف السنوية تقام في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر المصرية يوم 7 يناير 2020، المرة الثانية التي يقام فيها الحفل في مصر بعد أن أقيم بالقاهرة عام 2010. لكن في المرة السابقة (2010) كان المصريون متواجدين على منصة التتويج ولو في جائزة اللاعب الأفضل داخل القارة التي حققها يومها قائد الفراعنة أحمد حسن. هذا العام وبالرغم من إقامة الحفل في مصر، ورغم تواجد حامل لقب أفضل لاعب في أفريقيا عن آخر عامين محمد صلاح نجم ليفربول الانجليزي، إلا أن الجوائز تبدو في طريقها للظهور دون أي تتويج مصري، عكس ما كان الحال عليه في 2017 حين أقيم حفل الجوائز في يناير 2018 بعاصمة غانا أكرا. يومها حصد صلاح جائزة أفضل لاعب في أفريقيا، وحقق الأرجنتيني هكتور كوبر مدرب منتخب مصر وقتها لقب المدرب الأفضل في القارة، فيما حصد منتخب الفراعنة لقب أفضل منتخب إفريقي، بعدما كان وصيفاً لكأس الأمم الأفريقية 2017 بالجابون، وتأهل لمونديال روسيا 2018 بنهاية العام نفسه. لمرشح للقب أفضل لاعب في مسابقات الأندية داخل القارة. كما ضمت السويسري كريستيان جروس مدرب الزمالك الأسبق في فئة أفضل مدرب لإنجازه مع الفريق الأبيض بالتتويج بكأس الكونفيدرالية الموسم الماضي. لكن بالرغم من ذلك لا يبدو أياً من الثلاثي مرشحين لحصد الجوائز في فئاتهم! صلاح .. الملك يتنازل عن عرشه.. وغريمه يستعد للخلافة صلاح وبنسبة كبيرة سيفقد عرشه الذي استحوذ عليه في العامين الأخيرين لصالح زميله في ليفربول السنغالي ساديو مانيه، الذي يعتبر المرشح الأبرز لخطف اللقب هذا العام. مانيه تفوق قبل أيام قليلة على صلاح في استفتاء مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لجائزة الكرة الذهبية 2019، حين أتى السنغالي رابعاً قبل صلاح الخامس، لكن فارق النقاط بين الثنائي كان ضخماً، حيث حصد مانيه 347 نقطة مقابل 176 فقط لصلاح. وصول مانيه لنهائي كأس الأمم الأفريقية 2019 مع السنغال مقابل خروج صلاح على أرضه من دور الستة عشر مع الفراعنة، وكذلك البداية المميزة للأسد السنغالي هذا الموسم مع ليفربول أو منتخب بلاده مقابل تراجع صلاح نسبياً مع الريدز، وغيابه عن المنتخب منذ كأس الأمم الأخيرة، كل هذه المؤشرات قد تصب وبقوة في صالح السنغالي ليتوج بالجائزة في مصر بالذات، وكأنه يثأر من خسارتها لحساب صلاح يناير الماضي في عاصمة بلاده داكار. جدير بالذكر أن كليهما ساهم في تتويج ليفربول بلقبي دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي، بالإضافة لتقاسمهما لقب هداف الدوري الانجليزي الموسم الماضي برفقة الجابونبي بيير إيمريك أوباميانج لاعب أرسنال، والمرشح أيضاً ضمن القائمة النهائية. الجزائري رياض محرز قد يبدو مرشحاً أيضاً للقب بفضل كونه بطلاً لأفريقيا مع الجزائر، وكذلك لثنائية الدوري والكأس الانجليزية مع مانشستر سيتي. لكن عدم مشاركة محرز بصفة أساسية مع تشكيلة بيب جوارديولا، وحصوله على المركز العاشر في استفتاء فرانس فوتبول قد تكون في صالح مانيه بصفة أكبر. جدير بالذكر أن بقية قائمة المرشحين العشرة للقب الأفضل في أفريقيا 2019 مع صلاح، مانيه، محرز وأوباميانج تضم الحارس الكاميروني أندريه أونانا، وزميله في فريقه الهولندي أياكس المغربي حكيم زياش، وثنائي الجزائر إسماعيل بن ناصر (ميلان الإيطالي) ويوسف البلايلي (أهلي جدة السعودي)، والنيجيري أوديون إيجالو لاعب شنغهاي شينهوا الصيني، والسنغالي كاليدو كوليبالي مدافع نابولي الإيطالي. البلايلي يقترب من لقب الأفضل داخل القارة .. ونجم مصر يكافئه بالترشح ربما يكون وجوده في القائمة النهائية في حد ذاته يكفي لتتويج موسمه الرائع، لكن طارق حامد بدوره سيجد منافسة شرسة خاصة من الجزائري يوسف البلايلي، الذي يتواجد أيضاً بقائمة العشرة المرشحين للقب الأفضل عامة في القارة. البلايلي الذي يلعب حالياً لأهلي جدة حقق ثنائية كأس الأمم مع ثعالب الصحراء ودوري الأبطال مع ناديه السابق الترجي، ليصبح مرشحاً فوق العادة للقب الأفضل داخل القارة. برفقة حامد والبلايلي يتواجد لاعبا الترجي التونسيان طه ياسين الخنيسي وأنيس البدري، ولاعب نهضة بركان المغربي السابق والعين الإماراتي الحالي التوجولي كودجو فو دوه لابا. وكان محمد أبو تريكة هو آخر مصري توج بهذه الجائزة في 2013، والتي كانت المرة الرابعة التي يحصدها فيها بعد 2006، 2008 و2012. بلماضي والجزائر حسما التتويج .. فرصة كريستيان جروس معدومة في التتويج بلقب المدرب الأفضل، والتي تعد شبه محسومة للجزائري جمال بلماضي الذي قاد منتخب بلاده للقبه الثاني في كأس الأمم الإفريقية الصيف الماضي. بلماضي كان مرشحاً لجائزة أفضل مدرب في العالم في استفتاء الفيفا لجوائز الأفضل، مما يعزز كونه الأفضل في إفريقيا بلا منافسة، ورغم تواجد السنغالي أليو سيسيه والفرنسي نيكولا دوبوي مدرب مدغشقر والتونسي معين الشعباني مدرب الترجي أيضاً بالقائمة. منتخب مصر الأفضل في 2017 غير موجود في قائمة المنتخبات الخمسة المرشحة للقب الأفضل في القارة، والتي يتصدرها المنتخب الجزائري الذي حسم أمره بالفعل وسيتوج بهذه الجائزة، في تواجد شرفي لمنتخبات السنغال، نيجيريا، تونس ومدغشقر. من يختار الأفضل؟ القائمة المختصرة للمرشحين تحددت بناء على تصويت لجنة الكاف الفنيةومجموعة من خبراء الإعلام مع التأكيد على أداء المرشحين خلال العام المذكور، 2019. المرحلة الأخيرة للتصويت فيما يخص جائزة لاعب العام الإفريقي للرجال والسيدات، وكذلك مدرب العام من الرجال والسيدات، سيتم اختيارها من قبل مدربي المنتخبات أو المديرين الفنيين للاتحادات وقادة المنتخبات الأولى لاتحادات الكاف ال54 الأعضاء. أما لاعب العام في مسابقات الأندية سيتحدد بتصويت مدربي وقادة الأندية التي بلغت مرحلة المجموعات في الموسم الحالي من مسابقات الأندية، دوري الأبطال وكأس الكونفيدرالية.