المربون: ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض سعر اللحوم وراء ذبح البتلو حالة من الغضب الكبير تجتاح عدد كبير من القرى فى المحافظات خاصة المناطق الريفية، وتحديدا تجار الماشية وصغار المربين، والذين تعرضوا لازمة كبيرة بعد انخفاض أسعار الماشية، وبالتالى انخفضت اسعار اللحوم بشكل كبير، حيث وصل سعر كيلو اللحمة فى القرى إلى 70 جنيهًا، بعدما كان سعره يتعدى 120 جنيها. ومع انخفاض أسعار اللحوم والماشية، وفى ظل الارتفاع الكبير بأسعار الاعلاف ومواد التسمين الخاصة بالماشية، قام بعض المربين فى العديد من القرى بذبح العجول الصغار "البتلو"، بسبب ارتفاع تكلفة التربية، مما سيؤدى إلى كارثة خلال الأشهر القليلة القادمة. احمد حسين، أحد الفلاحين ومربى ماشية، أكد انه يقوم بزراعة قطعة ارض وتربية المواشى، الا انه خلال الأيام القليلة الماضية حدث انخفاض كبير فى أسعار اللحوم، وبالتالى انخفضت اسعار المواشى بشكل كبير مما دفع الكثيرين من أصحاب المواشى إلى ذبح العجول الصغيرة او ما يطلق عليها "البتلو". وأضاف ان سبب إقبال المربين على هذه الخطوة هى ان اسعار الاعلاف مرتفعة جدا، وبالتالى فإن تربية الماشية ستمثل خسارة للمربين، فضلا عن أن هناك الكثيرين من المربين يقومون باستئجار الأراضى الزراعية، وبالتالى فإنهم يتحملون أعباء كبيرة، وتربية العجول ستؤدى الى خسارتهم، والكارثة الكبرى هى انه خلال الفترة القادمة ومع انخفاض أسعار اللحوم وذبح البتلو فإنه لن توجد ماشية للذبح فى الاسواق، وبالتالى سترتفع اسعار اللحوم مرة أخرى بشكل جنونى وغير متوقع. اما مصطفى ابو خاطر، أحد الفلاحين، فقال: "هناك أزمة شديدة ستخرب بيوت الفلاحين، وتدمر قوت يومهم وللاسف الشديد هناك تكتم غير مسبوق عن هذه الظاهره، والكارثه ان هناك انخفاضا شديدا فى أسعار الماشية من 40 ألف جنيه إلى 17 ألف جنيه، وسبب هذا الانخفاض يرجع الي قيام وزارة الزراعة باستيراد أعداد من الماشية أكثر من اللازم، الأمر الذى لم يحدث توازن بين الماشية المصرية والمستوردة، مما أدى إلى إغراق السوق المصرى بالماشية المستوردة، والكارثة الأكبر أن أسعار اللحوم لم تنزل للمستوى المطلوب، والفائدة الأكبر للجزارين الذين قاموا بإستغلال الموقف لصالحهم". وأضاف: "الفلاح المصرى أصبح فى ورطة بسبب انخفاض سعر الماشية وارتفاع أسعار الأعلاف، مما أدى إلى خسارته وعدم قدرته على بيعها، كما ان الفلاح لا يستطيع ان يقوم بعمل اى شئ خاصة ان ارتفاع اسعار الاعلاف وارتفاع سعر ايجار الارض يؤدى إلى زيادة الأعباء على الفلاحين، كما ان الفلاح اشترى المواشى وكان سعرها مرتفع والسعر حاليا منخفض، ومازال المسؤول الأول عن هذه الكارثة هي الدولة ممثلة في وزارة الزراعة". من جانبها، اكدت وزارة الزراعة ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية، أنه تم إيقاف إستيراد عجول التربية فقط التي يتم تسمينها بعد ذلك في المزارع المصرية، وجاء القرار لإفساح المجال أمام المربين المحليين لالتقاط الأنفاس، بعد انهيار الأسعار بشكل مبالغ فيه قبل وبعد عيد الأضحي. واعلنت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة، ان الوزارة حظرت استيراد الماشية منذ ثلاثة أشهر لضبط الأسعار بالأسواق، وتكثيف الجهود لتنمية الثروة الحيوانية، وان الدولة ضخت أكثر من 3 مليارات جنيه فى القطاع بقروض ميسَّرة من أجل زيادة الإنتاج، وتلبية احتياجات السوق المحلية والنهوض بالإنتاج الحيوانى ومشتقاته من اللحوم والألبان.