«كنا فى أشد الحاجة إلى المال من أجل شراء المخدرات، حاولنا الحصول عليه بأى طريقة ولكننا فشلنا، لم نجد أمامنا سوى السرقة ولكنها انتهت بجريمة قتل».. كانت تلك الكلمات جزءًا من الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها المتهمان بقتل سائق توك توك من أجل سرقته أمام النيابة. وقال المتهم الأول فى اعترافاته: «لم أخطط لقتل أحد كنت أساعد زميلى فقط فى الحصول على المال الذى كان يريده، ولكننى فوجئت به يخرج السلاح النارى الذى كان بحوزته ويطلق النار على السائق، انتابتنى حالة من الفزع والرعب الشديد، كنت كالتائه الذى لا يعرف كيف يتصرف، فلم أكن أتخيل أن النهاية ستكون بتلك البشاعة، كنت قد قررت الذهاب مع صديقى لتنفيذ مخططه ومساعدته على السرقة، ولكننى لم أخطط لإيذاء أحد». وأضاف: «كان صديقى يمر بأزمة مالية طاحنة وجاء إلى لإقراضه المال، ولكننى لا أملك المال، جلسنا سويًا نتجاذب أطراف الحديث وبدأنا نشكى لبعضنا البعض احتياجنا الشديد إلى المال، ثم فاجئنى صديقى بأنه يريد الحصول على المال بأى طريقة من أجل سداد ديون تراكمت على كما أنه يريد شراء المخدرات». وأكمل: «كنت أنا الآخر فى أشد الحاجة إلى المال، وأثناء حديثنا توقف صديقى فجأة عن الكلام، ثم نظر إلى وابتسم وقال لى لقد وجدت الحل، فبادرته بالسؤال وما هو الحل الذى وجدته، قال لى إنه سوف يحصل على المال الذى يريده وأكثر اليوم وإذا أردت أن يعطينى ما أحتاج إليه من مال يجب على مرافقته ومساعدته، حاجتى الشديدة للمال لم تجعلنى أفكر وافقت فورًا على مساعدته فى أى شىء ما دام سيعطينى ما أحتاج إليه من مال، وهنا كانت المفاجأة بأننى سوف أساعده فى سرقة توك توك لبيعه والحصول على مبلغ مالى ضخم مقابل ذلك». وتابع: «احتياجى المال دفعنى إلى الموافقة على خطة صديقى للسرقة، ولكن كانت موافقتى على مساعدته فقط فى سرقة التوك توك وليس إيذاء أحد، بعد أن أكد لى أن الموضوع سهل وأنه على علاقة بأحد الأشخاص الذين سوف يشترون التوك توك مقابل مبلغ مالى كبير». واختتم المتهم الأول اعترافاته، قائلًا: «سعادتى جعلتنى كالأعمى فبعد ساعات معدودة سوف يكون بحوزتى الكثير من المال، وبالفعل بدأنا فى تنفيذ الخطة وانتظرنا حتى استوقنا سائق توك توك وأغريناه بالمال وطلبنا منه توصيلنا إلى منطقة نائية، وبعد موافقة السائق واقتربنا من المكان النائى حاولنا السيطرة عليه لسرقة التوك توك، ولكن حدث ما لم نتوقعه، فالسائق كان يدافع عن نفسه وعن التوك توك بطريقة مستميتة لم تمكننا من السيطرة عليه، وفى تلك اللحظة فوجئت بصديقى يخرج سلاحًا ناريًا كان بحوزته ويطلق النار على السائق الذى سقط غارقًا فى دمائه، أصابتنى حالة من الدهشة والفزع الشديد بعد رؤيتى للسائق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فالقصة انتهت بشكل مأساوى لم أخطط له». وقال المتهم الثانى: «كنت أمر بأزمة مالية طاحنة، حاولت اقتراض المال من كل ما تربطنى به علاقة صداقة أو قرابة ولكننى فشلت، الجميع تخلى عنى على الرغم من أننى كنت أقف دائمًا بجانبهم فى وقت الشدة، ذهبت إلى صديقى والحسرة والغضب يسيطران على، طلبت منه أن يعطينى مبلغًا ماليًا صغيرًا أسدد به الديون المتراكمة على والتى قد تدفعنى إلى الانتحار، كانت حالتى النفسية غاية فى السوء بسبب الديون وتخلى الناس عنى، فوجئت بأن صديقى لا يملك المال». وأضاف: «خطرت لى فكرة أن اقوم بسرقه توك توك لبيعه، بالإضافة إلى أننى على علاقة قوية بالكثير من الأشخاص الذين يعملون فى ذلك المجال، عرضت الفكرة على صديقى والذى وافقنى فورًا على التنفيذ وذلك لاحتياجه الشديد هو الآخر للمال، وبالفعل نفذنا الخطة، وكادت تنتهى بالنجاح لولا مقاومة السائق الشديدة لنا ومحاولته قتلى فلم أجد أمامى حلًا سوى إخراج السلاح النارى الذى كان بحوزتى وإطلاق النار على السائق لإبعاده عنى ولكننى فوجئت به يسقط قتيلًا». تلقى مركز شرطة أبوتشت، بلاغًا من أحد المستشفيات بوصول سائق «توك توك» - مقيم بدائرة مركز شرطة فرشوط بقنا، مصاباً بعيار نارى بالبطن، حيث أكد المصاب أن شخصين اصطحابه ب»التوك توك» لتوصيلهما إلى إحدى القرى، وأثناء مرورهم بوسط الزراعات قاما بتهديده بسلاح نارى بحوزة أحدهما، والاستيلاء على مركبة «التوك توك» وأثناء مقاومتهما أطلق أحدهما عيار نارى فأحدث إصابته، ولاذا بالفرار ب»التوك توك». تم تشكيل فريق بحث جنائى توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة «عاطلين - مقيمان بدائرة المركز - لأحدهما معلومات جنائية مسجلة»، عقب تقنين الإجراءات تم استهداف المتهمين وضبطهما والسلاح المستخدم (فرد رصاص وطلقتين من ذات العيار، ومركبة «التوك توك» المستولى عليها) وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وقيام أحدهما بإطلاق النيران تجاه المجنى عليه لتفادى مقاومته، وفى وقت لاحق أخطرت المستشفى بوفاة المجنى عليه متأثراً بإصابته، تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.