الفنانة ثريا حلمي، أو مسحراتية، لقبت بالطفلة المعجزة، تربعت على عرش المنولوج ونافست شكوكو وأسماعيل ياسين اسمها الحقيقي زكية علي محجوب، أبنه مدينة مغاغة في محافظة المنيا، بدأت رحلة ثريا حلمي عندما كانت تذهب مع شقيقتها المطربة ليلى حلمي، إلى المسرح لتؤدي فقرات فنية بين فصول المسرحيات، فكانت بدايتها في فن المونولوج، وكانت قد التحقت بفرقة ببا عز الدين وهي في سن 8 سنوات، وعملت كمطربة وسافرت إلى لبنان، وقدمت وهي طفلة عددا من المونولوجات التي حازت إعجاب الكثيرين، حتى أطلقوا عليها لقب الطفلة المعجزة.
سر حب الجمهور لها براعتها في فن المونولوج؛ حيث كان يحمل دائما قضية اجتماعية، وأشهرها "إدي العيش لخبازه، عيب اعمل معروف، عايز أروح، فتح يا ابني فتح، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، كنت فين يا علي، النص نص، القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها".
قدمت ثرية حلمي خلال مشوارها الفني ما يقرب من 300 منولوج بأسلوبها الخاص وبأداء راقص ولغة جسد وظفتها لتوصيل الفكرة حتى تشبه الأوبريت أو العرض المسرحي.
تعد ثريا أول "مسحراتية" في تاريخ الفن المصري، فأمسكت بطبلتها وعصاها لتوقظ كل نائم ينتوي الصيام، تنصحه بالاستغفار وتمنيه بسحور يشبع حرمانه، قبل أن توصيه بعدم طرد محروم يطرق بابه سائلًا العون في أيام رمضان الكريمة.
وتألقت في بداياتها المسرحية، من خلال "لوكاندة الفردوس، مع خالص تحياتي "إلا أن انتشارها الحقيقي جماهيريا كان من خلال السينما، حيث شاركت في "لو كنت غني، والعريس الخامس، وعريس الهنا، وبائعة الخبز، والسوق السوداء، وليلة حظ، والقرش الأبيض، وليلة الجمعة، مصنع الزوجات، العامل، كازينو اللطافة مع إسماعيل يس، الصيت ولا الغنى، أنا بنت ناس، النفخة الكدابة، أنا وابن عمي، الزهور الفاتنة، كلمة الحق، الستات عفاريت، دموع الفرح، الدنياحلوة، آمنت بالله، الحب بهدلة، بشرة خير، بائعة الخبز، وكان آخر فيلم شاركت فيه "دلال المصرية". تعرضت ثريا لشائعة هزت الوسط الفني وقتها حينما ترددت أخبار عن قرب زواجها من إسماعيل يس، بعد أن قدما معا عدة أفلام منها "إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، حلال عليك، بيت الأشباح، الكيلو 99، الهوا مالوش دوا".
اعتزلت فن المنولوج بعدما تزوجت من "أنطوان عيسي" ابن شقيقة الراقصة الشهيرة " بديعة مصابني"، لتكتفي بالتمثيل فقط حتى اعتزلته هو الآخر بعام 1969، ثم بدأت الأضواء تبتعد عن ثريا حلمي حتى رحلت عن عالمنا في 9 أغسطس عام 1994، عن عمر يناهز 70 عاما، تاركة إرثا فنيا سيظل خالدا في ذاكرة السينما المصرية.