ظلت إيران طوال العامين المنصرمين حجرًا للزاوية يتكئ عليه النظام في سوريا، وعلى الرغم من أن بقية ثورات الربيع العربي في مصر واليمن وتونس وليبيا لم تجد لها سندًا كالسند الإيراني، وكان التأييد والرفض لهذه الثورات يتأرجح بين التأييد الصامت والرفض الخفي، إلا أن الوضع في سوريا اختلف إذ ومن اللحظة الأولى جهرت إيران بنصرتها لسوريا النظام وأصبحت عبر شواهد عدة تؤيد هذا الخط دون الحياد عنه. ولعل تصريحات الحكومة الإيرانية، التي اعتبرت أن الحرب في سوريا هي الحرب في إيران، وفق ما صرح به قائد الحرس الثوري الإيراني، أحد أبرز هذه الشواهد، لاسيما عن وصول شحنات السلاح إلى سوريا عن طريق قناة السويس، ووجود لواء مدرعات وقناصة إيرانيين وعناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني، تدافع عن بقاء هذا النظام باستماتة.
وكان وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، حمل الدول الداعمة لما وصفة بالإرهاب في سوريا، مسؤولية قتل مراسل قناة "برس تي في" الإيرانية ومصور وكالة أنباء فارس في دمشق، مؤكدا: "أن إيران ستواصل جهودها لوقف العنف في سوريا".
وتعتبر طهران أن ما يدور على الأراضي السورية من مواجهات، مؤامرة غربية على سوريا للإيقاع بنظامها ومن ثم عرقله مصالح إيران في المنطقة، وهو ما يجعل النظام الإيراني يعتبر استمرار الأسد من استمرار هيمنتها ونفوذها في المنطقة، الأمر الذي يحدث نوع من توازن القوي في المنطقة بحد وصف إيران. وكانت قوات الجيش الحر ألقت القبض على 48 عنصرا تابع للحرس الثوري، وأنكرت الخارجية الإيرانية تبعية الأشخاص للحرس الثوري في بادئ الأمر، إلا أنها عدلت عن موقفها ولكنها أكدت أنهم كانوا قيادات سابقه في الحرس الثوري. ويقول غسان حمدان، الخبير في الشأن الإيراني، ل، "النظام الإيراني يساهم بشكل كبير في الحفاظ على بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يعتبر نظام طهران أن سوريا جسرا جويا لها تمرر من خلاله سياستها وتدعم أنصارها في لبنان وفلسطين". وتؤكد المعارضة السورية أن إيران ترسل كتائب مقاتله تقوم بحماية نظام بشار الأسد، كما أنها تقوم بتدريب عناصر من الجيش السوري على قمع الاحتجاجات في الشارع منذ اندلاع الثورة، كما أكد عناصر من الجيش الحر ل انتشار القناصة الإيرانيين فوق أسطح المباني في محافظة درعا، وتم قتل البعض منهم. وعلى الصعيد الدولي لم تستطع أي دولة إغفال الدور الإيراني في استمرار الأزمة من عدمها، وكأن إيران باتت تشبه محرك عرائس المريونت الذي يحرك الدمية (نظام الأسد) بانسيابية، وقبيل أيام أكد الرئيس المصري محمد مرسي على أهمية الدور الإيراني في حل الأزمة، كما أن هيئة التنسيق الوطنية السورية حينما عقدت اجتماعها في العاصمة دمشق كان بوجود الجانب الإيراني.
اللافت للنظر أن أعداد زيارات الوفود بين الجانب السوري والإيراني تزايدت في الآونة الأخيرة، وكأن شيئا يدور في الأفق إلا أن مراقبون يرون أنه لا جدوى من استمرار الدعم الإيراني.