لا تعرف مهنتهم معنى الرفاهية أو الراحة ولا يملكون فرصة لقضاء فترة بسيطة فى الظل فهم رجالا اختاروا العمل تحت اشعة الشمس الحارقة ليكسبون لقمة عيشهم بعرق جبينهم . ورصدت عدسة " الصباح " مجموعة من العمال يعملون كخلية نحل لأنجاز المطلوب منهم فى اعمال تطوير كورنيش كفر حجازى بمدينة المحلة الكبرى مستعينين بالدعاء لرب العالمين أن يلهمهم الصبر مستخدمين وسائل بدائية كوضع قطعة قماش مبللة على الوجة والرقبة لتجاوز الحرارة الشديدة . " أكل العيش مر " هكذا بدأ حديثة أسطى وائل ابوهلال رئيس العمال ، أعمل فى هذه المهنة وانا فى سن 9 سنوات احمل الطوب والاسمنت واصعد بهم الى طوابق مرتفعة وطفل فى سنى لم اعتاد على ذلك خاصة فى وقت رمضان ودرجات الحرارة المرتفعه ولكن تحملت بفضل نصائح الاسطى الذى عملنى اسرار المهنة " اللى عايز يتعلم لازم يصبر " وادعو له بالرحمة حتى الان . وتابع ، لدى ثلاث ابناء فى مراحل تعليمية مختلفة لابد ان اعمل ليل ونهارا لالبى طلباتهم فى هذه الظروف المعيشية الصعبة وكنت فى بعض الاوقات انتظر ايام حتى يتوفر لى عمل لانها مهنة باليومية وبمرور الوقت اكرمنى الله وتفوقت فى مهنتى حتى اصبحت رئيس فريق كبير من العمال بمجال المعمار و علامة مميزة يطلبوننى بالاسم ومازلت اعمل بنفسى واستمتع بذلك لان العمل عبادة . واضاف ، نواجه ارتفاع درجات الحرارة دائما بألقاء المياه على رؤوسنا او وضع قطعة قماش مبللة على وجوهنا بالاضافة الى الدعاء لله عز وجل بالصبر والاعانة على مشقة الحياه وقد نلجأ فى بعض الاحيان الى الغناء بصوت عالى والمزاح بيننا وفى وقت الراحة نتجمع للتناول الأكل مع كوب من الشاى لتجديد الطاقة ثم نعود للعمل مرة اخرى . بينما يقول " مصطفى " عامل بناء ، أنا اب لثلاث ابناء بنتين وولد طالب فى السنة النهائية فى كلية الطب واضطر أحيانا الى العمل فى الصباح والمساء من أجل الحصول على مردود مالي يكفيه لسد احتياجات أسرتى لافتا ان نجلى طلب منى ان اتوقف عن العمل حتى ارتاح ورفضت لانى اخترت المهنة فهى لا يقل دورها عن الطبيب والمهندس وفخور بها والراحة بالنسبة لى ان استمر مع زملائى وقمة سعادتى حينما انتهى من اى مهمة مطلوبة منى بنجاح . واكد ، ان المهنة صعبة تحتاج لرجال يعلمون معنى الكفاح من اجل الحصول على لقمة العيش بالحلال فضلا عن التعب والإرهاق بسبب العمل الشاق المتواصل و بسبب شدة حرارة الشمس حيث نضطر الى العمل تحت أشعتها الحارة في الأماكن المفتوحة ما يعرضنا لضربات الشمس ولمخاطر الإرهاق والتعب والعطش الشديد ولكن بالاستعانة بالله كله يهون..