غلب عقلها تفكير الشياطين وانتزعت الرحمة من قلبها، وجعلت نار الانتقام بداخلها تسيطر عليها، وجلست تفكر وتخطط عن طريقة للانتقام من إحدى جيرانها، فلم تجد أمامها سوى خطف نجلهما وذبحه، فرغم أنها أم وتعرف جيدًا معنى الأمومة فإنها فى تلك اللحظات تجردت منها تمامًا ولم يبق فى قلبها أى رحمة أو شفقة. وقفت المتهمة أمام رجال التحقيقات فى حالة من الارتباك والذهول، بعدما ظنت أنه بخلاصها من جثة الطفل انتهت القصة، وبدأت تدلى باعترافاتها قائلة: «لا أعرف حتى تلك اللحظات كيف ارتكبت جريمتى، فالشيطان كان مسيطرًا على عقلى وتفكيرى فى الانتقام من جيرانى، وعمانى عن التفكير فى أى شىء آخر، وقررت أن أجعلهما يندمان على ما فعلاه معى فى أعز ما لديهما». وتابعت: «5 أيام من التخطيط والتفكير انتهت بى إلى قتل ابنهما والخلاص من جثته لكى أحرق قلبهما عليه، وأراه يتقطع أمام عيناى وانتظرت حتى خرج الطفل للهو أمام المنزل، وعرضت عليه أن أشترى له بعض الحلوى وجاء معى بالفعل، وعندما ابتعدت عن المنطقة التى أقطن بها تعديت عليه بالضرب وظل يصرخ، لكن لم تأخذنى به أى رحمة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وتخلصت من الجثة وتركتها وعدت إلى المنزل، وعندما علمت أن والديه تقدما ببلاغ لغياب نجلهما ظللت أبحث معهما عنه حتى كشف رجال المباحث القضية وتم إلقاء القبض على». تلقى مركز شرطة المحمودية بمديرية أمن البحيرة بلاغًا من الأهالى بالعثور على جثة طفل على الطريق بدائرة المركز، بالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وموضوعة داخل جوال بلاستيكى، وبسؤال والده «مزارع - 40 سنة»، قرر بخروج نجله للهو أمام المنزل ولدى تأخره قام بالبحث عنه حتى علم من الأهالى بالعثور عليه. على الفور أمر اللواء علاء سليم مساعد أول وزير الداخلية لأمن العام بتشكيل فريق بحث بمشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن البحيرة، أسفرت جهوده عن تحديد مرتكبة الواقعة «ربة منزل - 33 سنة» مقيمة بذات الناحية «جاره لأهلية المجنى عليه».. حيث شوهدت المتهمة حال قيامها بإلقاء الجوال المعثور بداخله على الطفل المجنى عليه بالمنطقة. عقب تقنين الإجراءات تم ضبطها وبمواجهتها اعترفت تفصيليًا بارتكابها الواقعة بقصد الانتقام من والديه «جيرانها» لسابقة اتهامهما لها بسرقة مبلغ مالى من داخل منزلهما، وقيامها فى سبيل ذلك باستدراج الطفل لمنزلها حال لهوه أمام منزله، وقيامها بالاعتداء عليه وخنقه باستخدام سلك، ثم قامت عقب ذلك بوضعه داخل الجوال البلاستيكى والتخلص من جثته بإلقائها على الطريق.