فلسطين تؤكد رفضها القاطع للورشة.. وخبير: هزيمة للمشروع الأمريكى أكدت مصادر خليجية مطلعة، أن الإجماع العربى الآن يتجه نحو رفض مبادرة كوشنر التى عقدت بشأنها ورشة البحرين الاقتصادية فى المنامة يومى 25، 26 يونيو الماضى. وبحسب المصادر، فإن الرفض ترتب على محاولة كوشنر إلغاء مبادرة السلام العربية والعمل على خطة جديدة تتضمن تنازلات من الجانب الفلسطينى لصالح إسرائيل. من جانبه، قال السفير حازم أبو شنب القيادى ب«حركة فتح» الفلسطينية، إن ورشة البحرين تعد هزيمة للمشروع الأمريكى خاصة بعد رفض كوشنر لمبادرة السلام العربية، وإعلان البحرين تمسكها بالمبادرة، وهو ما يؤكد انتصار الموقف الفلسطينى. وأكد «أبو شنب» أنه وجب على الدول العربية التراجع عن أى مسار مع الجانب الأمريكى، والالتزام بقرارات جامعة الدول العربية، التى تؤكد جميعها على حقوق الشعب الفلسطينى، وإقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وأكد ضرورة ضغط الدول العربية على الإدارة الأمريكية التى أظهرت انحيازها الكامل لمجموعة من المتطرفين التى تسيطر على الحكم فى دولة الاحتلال الإسرائيلى. فيما قال السفير رخا أحمد حسن، عضو مجلس الشئون الخارجية المصرى، إن الاستجابة لدعوة كوشنر من البداية كانت خطأ فادحًا، خاصة أن المقدمات جميعها كانت تشير إلى الفشل وعدم جدية الولاياتالمتحدة. وأضاف «رخا»، أن الورشة حالة من الدعائية فقط، وأن كوشنر لا يملك أن يجبر الدول العربية على القبول بطرحه، خاصة أن صاحب القضية نفسها لم يقبل بالأمر منذ البداية، وهو الجانب الفلسطينى. وأوضح أن الجانب الفلسطينى لا يثق فى الإدارة الأمريكية المنحازة للجانب الإسرائيلى، وأن التعويل على الجانب الاقتصادى وطرح المليارات لن يؤثر على قرارات الدول، خاصة أن مؤتمر شرم الشيخ الذى انعقد فى 2009 من أجل فلسطين، ووعد بنحو 4 مليارات جنيه، لم يصل منها إلى الفلسطينيين سوى 200 مليون جنيه. وأكد أن المقدمات التى نفذتها الولاياتالمتحدة بنظامها الحالى تؤكد رفض الصفقة شكلًا وموضوعًا، خاصة أنها تمهد لكل ما هو سيئ، مشيرًا إلى أن الجانب الفلسطينى متمسك بالرفض، خاصة أن الرئيس الفلسطينى طلب من سفير بلاده فى البحرين مغادرة المملكة حتى انتهاء المؤتمر حتى لا يقال أن السلطة الفلسطينية شاركت فى الورشة، وهو ما يؤكد عدم قابلية فلسطين بأى معطيات أو إغراءات تقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشدد على أنه لا يمكن شراء الاستقلال الفلسطينى، بأى رقم، خاصة أن مصر أكدت أنها لن تقبل إلا بما يقبل به الجانب الفلسطينى، كما هو الأمر بالنسبة للجانب الخليجى. بينما أكد الكاتب اللبنانى وسيم بزى، إن ما جرى حتى الآن لا يتعدى «الاستطلاع بالنار»، وأن تحويل ما جرى فى ورشة البحرين إلى دينامية على أرض الواقع، يحتاج إلى توفر مجموعة عوامل، أولها نجاح عرابى الورشة، وعلى رأسهم جاريد كوشنير، كونه المعنى الأول شخصيًا ونفعيًا، ببناء عوامل الثقة المطلوبة مع المعنيين وعلى رأسهم الفلسطينيين، ومن ثم الأردن ولبنان ومصر. وتابع: «الخطوة الثانية تتمثل فى اتباع ورشة البحرين بخطوات تحول دون تحولها سريعًا إلى فقاعة من الأمنيات التى تصطدم بصعوبة الواقع، وكذلك وجود وسائل جذب وإقناع غير الرشوة المالية العاجزة عمليا عن كسر التهيب من المس بمقدسات بحجم فلسطين وشعبها المستباح». وحسب ما أكدت مصادر مطلعة، فإن واشنطن تأمل فى أن تمول السعودية ودولًا الخليج العربية الغنية الأخرى، إلى جانب بعض المساهمات الأمريكية، الخطة التى تتوقع من الدول المانحة والمستثمرين أن يدفعوا مبلغ 50 مليار دولار للأراضى الفلسطينيةوالأردن ومصر ولبنان، إلا أن السعودية والدول العربية جميعها أكدت مجددًا أن أى اتفاق سلام يجب أن يستند إلى مبادرة السلام العربية التى قادتها السعودية، والتى تحظى بإجماع عربى على العناصر الضرورية لأى اتفاق منذ 2002، وتدعو المبادرة العربية إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدسالشرقية وإلى حق عودة اللاجئين، وهما أمران ترفضهما إسرائيل، وحاول كوشنر الترويج لإثناء العرب عن مبادرة السلام الأمر الذى رفض.