دعوات للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعى.. وتحذيرات من «سلفاكير» ما زالت الأوضاع فى جنوب السودان غير مستقرة، فعلى الرغم من توقيع اتفاقية السلام والاتفاق على الفترة قبل الانتقالية، ثم تمديدها مؤخرًا، إلا أن الأوضاع ما زالت ملتهبة، يسعى الجميع إلى إخمادها وتهدئتها. وخلال الأيام الماضية، أطلق شباب جنوبيون دعوات للتظاهر، على مواقع التواصل الاجتماعى، ضد الحكومة فى جوبا، تزامنا مع الذكرى ال36 لانطلاقة تمرد الحركة الشعبية (الحزب الحاكم فى جنوب السودان حاليًا) ضد الحكومة السودانية فى العام 1983. وإثر ذلك عززت قوات الأمن والشرطة من انتشارها فى شوارع العاصمة جوبا، إلى جانب حملة من الاعتقالات طالت عددًا من الشباب تتهمهم الأجهزة الأمنية بالانضواء تحت مجموعة «البطاقات الحمراء» التى تبنت دعوة الخروج إلى الشارع على موقع «فيسبوك». وحذر سلفاكير ميارديت، رئيس دولة جنوب السودان، فى خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح البوابة الرقمية لجنوب السودان على شبكة الإنترنت، الشباب من التعرض للاستغلال من قبل جهات فى خارج البلاد تحرضهم على الخروج فى تظاهرات ضد الحكومة، مشددًا على أن حكومته لن تسمح بأى فوضى فى البلاد. وقال كير إنه «على الشباب تجنب سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، أو السماح باستغلالهم من قبل جهات خارج البلاد تحرضهم على الخروج فى تظاهرات ضد الحكومة، مضيفا أن الشباب لا يعرفون أن ذلك قد يقود لموت البعض منهم، إذا قررت الحكومة استخدام الأسلحة الأوتوماتيكية، لماذا يريدون موت الأبرياء بلا سبب؟». لكنه استدرك: «الحكومة لن تقوم بتوجيه قواتها لإطلاق النار على أى تظاهرة ستخرج ضدها»، مشيرًا إلى أنهم فى الوقت ذاته لن يسمحوا باستجلاب أى فوضى إلى داخل البلاد من الخارج». وأكد نائب المتحدث باسم تحالف SSOA»، استيفن لوال نقور والمتحدث الرسمى باسم الحركة الوطنى لجنوب السودان الذى يقوده د. كاستيلو قرنق، أنهم لا يدعمون أى حراك ينسف عملية السلام الاستقرار بالبلاد. وطالب الأطراف السياسية الموقعة على الاتفاقية» التى تدعم مثل هذا الحراك أو ما يسمى بالثورة» إن تنأى بنفسها من دعم الحراك، مشيرًا إلى رفض استخدام ازدواجية المعايير السياسية، تجاه تنفيذ اتفاقية السلام، فلا يعقل لهذه التنظيمات أن تدعم هذا الحراك الذى يطالب بإسقاط النظام فى جوبا، وهم فى ذات الوقت جزء من الاتفاقية. وأشار فى تصريحات ل«الصباح»، إلى أن الذين يدعون للإطاحة بالنظام غير معروفين لدينا، ومجهولين تمامًا، ونعتبرهم يعملون من أجل إسقاط الدولة واتفاقية السلام المنشطة وهذا مرفوض، معلنًا أن تحالف SSOA» ليس ضد حرية الرأى والتعبير، ولكنه لن يسمح لحراك يعطل عملية السلام الاستقرار فى جنوب السودان الذى أتى نتيجة للاتفاقية المنشطة. وفى 5 سبتمبر الماضى، وقع فرقاء جنوب السودان، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاقًا نهائيًا للسلام، بحضور رؤساء «إيغاد». وانفصلت جنوب السودان عن السودان عبر استفتاء شعبى فى 2011، وشهدت منذ 2013 حربًا أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة أخذت بُعدًا قبليًا.