عاش طيلة حياته الفنية يضحك الجمهور ويساند الفنان إسماعيل يس في أدواره، رغم أنه عانى من حياة فقيرة وحزينة، فكانت أخر وجبة له قبل وفاته هي الطعمية، وعندما مات لم يملك أهله نفقة جنازته، فظل جثمانه في السرير حتي استطاعت أسرته تدبر النفقات.
رياض القصبجي الشهير ب "الشاويش عطيه"، ولد في 13 سبتمبر 1903، بدأ حياته بالعمل كمسري في السكة الحديد، ومن خلالها إنضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وشارك في مسرحيات لفرق مختلفة مثل فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية. "نمرتك على المدفع برروم"، كانت أشهر إفيهات القصبجي، الذي استمر في مشاركة الفنان إسماعيل يس في أغلب أفلامه، والتي اتسمت بالكوميديا، وشكلوا ثنائي مميز، شبيه بالشخصيات الكرتونية "القط والفار"، بسبب المشاغبات التي كانت تقع بينهم في أغلب أدوارهم. تزوج القصبجي مرتين، وأنجب ولدين الأول محمود وشهرته فايق من زوجته الأولى، وولد آخر من زوجته الأخرى وهو فتحي.
مرض بسبب فيلم مع فريد شوقي: بدأت رحلة الشويش عطية مع المرض عام 1959، بعدما شارك في فيلم "أبو أحمد" مع فريد شوقي، والمخرج حسن الإمام، وكان التصوير يتم في "كراكة"، وخلال المشاهد كانوا يهبطون إلى الأسفل ليرتاحوا، وهو ما أدى إلى مرضه، وأصيب بارتفاع درجة الحرارة، حيث كان التصوير يجري داخل البحر، وهو ما سبب تدهور لحالته الصحية، إذ أدى إلى انسداد الشرايين، ومن ثم توقف الذراع والقدم اليسرى عن العمل، وتحولت الحالة إلى شلل في الجزء اليسار.
عبد الناصر والسادات ساعدوه في مرضه: بعدما مرض تردد زملائه على زيارته، وكان الفنان فريد شوقي أول الزائرين له، ولكن الفنان إسماعيل يس لم يهتم بالاطمئنان عليه، كما اهتم الرئيس جمال عبد الناصر بالتواصل معه من خلال الرسائل ليطمئن على أحواله، ومنحه حرية اختيار المستشفى الذي يذهب إليه لتلقي العلاج، كما صرف الرئيس محمد أنور السادات لزوجته معاشا استثنائيا يعاونهم على العيش.
سقط أثناء التمثيل: أرسل المخرج حسن الإمام إلى القصبجي، ليشارك في فيلم 'الخطايا' الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، بعدما سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له. فدخل الشاويش عطية إلي الاستوديو البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل علي نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه، لكن الشاويش عطية أصر علي العمل ووافق حسن الامام علي قيامه بالدور حتي يحزن، وقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وبدأ يتحرك القصبجي يندمج في أداء دوره وفي لحظة سقط في مكانه وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه علي النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا.
وفاته: بعد عام من تلك الواقعة في 23 أبريل عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عاما بعد أن قضي سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلي صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتي تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال .
أعماله: شارك القصبجي في 179 فيلما وكان أول أعماله فيلم «اليد السوداء» عام 1936 جاء العمل الثاني والثالث في العام التالي بعد أول بدايته الفنية بفيلمي «سر الدكتور إبراهيم - سلامة في خير عام 1937، ثم «التلغراف - بحبح باشا » رابع وخامس أفلام «الشاويش عطية» 1938.
وانضم فيلم سلفني 3 جنيه إلى رصيد أعماله الفنية في عام 1939، توقف «القصبجي» عن مشاركته في الأعمال الفنية لعام واحد ثم استأنفها ب«ليلى بنت المدارس - ألف ليلة وليلة» عام 1941، واصل إبداعاته الفنية بفيلمي عايدة -علي بابا والأربعين حرامي - بحبح في بغداد عام 1942 وجوهرة 1943.