شغلتك على المدفع أيه ياعسكرى ؟ .. بروروم .. من أشهر الجمل التى لا ننساها للفنان الراحل رياض القصبجى الذى اضحكنا وافرحنا ومات حزينا، فكانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا مع إسماعيل ياسين درامية وحزينة، اشتهر كثيراً بعد أن ارتبط اسمه باسم الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين، وعلى مدار هذه الأفلام وغيرها من الأفلام الأخرى لايمكن لأحد أن ينسى ضيق الشاويش عطية من إسماعيل يس. ولد القصبجى الشهير بأبو الدب لفى 13 سبتمبر 1903 ، وعمل في بداية حياته العملية كمساري بالسكة الحديد، ونظراً لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية. وقدم القصبجى العديد من الأعمال من أشهرها مغامرات إسماعيل يس – دايما معاك - حلاق بغداد – الآنسة حنفي – نهارك سعيد – نحن بشر، إسماعيل يس في الجيش، إسماعيل يس في الأسطول- ابن حميدو، سماعيل يس في بوليس حربى – بحبوح أفندى – إسماعيل يس في مستشفى المجانين، إسماعيل يس في بوليس سرى – إسماعيل يس في الطيران – العتبة الخضرا ء – لوكاندة المفاجآت ثم عاش القصبجى مأساة كبيرة حيث أصيب بوعكة صحية نُقل على اثرها إلي المستشفي واكتشف الأطباء اصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج وفي أبريل عام 1962. و كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم 'الخطايا' الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الامام إلي الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الامام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له. وبالفعل حضر الشاويش عطية إلي الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل علي نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل.. لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه. ومن عشقه للفن أصر علي العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الامام علي قيامه بالدور حتي لايكسر بخاطره. وقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها علي الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره.. وفي لحظة سقط في مكانه، وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه علي النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا. بعد عام من تلك الواقعة في 23 أبريل من عام 1963 رحل عنا رياض القصبجي عن عمر 60 عاما بعد أن قضي سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلي صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتي تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال.