بملابس جديدة وفرحة على الوجوه بدأ المواطنين في سريلانكا يومهم، في حد السعف، ولكنه انتهي بدمار ودموع ودماء على المسيح داخل الكنائس، من ضحايا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت سريلانكا الهادئة فتحولت إلى ساحة حرب دامية بعد أن طالها الإرهاب الغاشم ، وأسقط ضحايا من خلال هجمات متسلسلة لكنائس وفنادق وحدائق سريلانكا، 160 قتيلا و 360 مصابا، هم حصيلة الحادث، الأمر الذي استنكره العالم وأعلنت جميع الدول إدانتها للحادث.
أعلنت السلطات السريلانكية حظر التجوال في كولمبو، وقامت بحجب مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية وخدمات التراسل، لمنع انتشار الأخبار الكاذبة. أعلن العالم إدانته للتفجيرات الإرهابية وأدان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كما أدانت المملكة العربية السعودية تدين الاعتداءات الإرهابية، وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتداءات المروعة في سريلانكا وقدم تعازيه لأسر الضحايا كما نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالكراهية الدينية والتعصب، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والبابا فرنسيس .
أعلنت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان رسمي إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم كافة الدعم لدولة سريلانكا. وتابعت موغيريني "اليوم يوم حزين لسريلانكا والعالم عقب سلسلة الهجمات المنظمة التي ضرب الكنائس والفنادق هذا الصباح، مسببة دمار شديد وضحايا من الرجال والنساء والأطفال، بينهم جنسيات مختلفة".
وتابعت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي "أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب سريلانكا شعبا وحكومة في هذا الوقت الصعب، ويعلن أيضا استعداده لتقديم الدعم، ويقدم أصدق تعازيه لعائلات وأصدقاء من قتلوا، ويتمني الشفاء العاجل للمصابين".
وأعلن وزير الدفاع السريلانكي روان فيجواردينا أن قوات الشرطة والجيش تمكنت من تحديد هوية منفذي التفجيرات التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات، وأضاف في تصريح للصحفيين نقلته شبكة (إيه بي سي) الأمريكية، اليوم الأحد : "إنه سيتم اعتقال المتورطين في هذا الحادث الإرهابي في أقرب وقت ممكن".
وذكرت وسائل إعلام سريلانكية محلية أن النتائج الأولية للتحقيق أظهرت قيام شخصين اثنين بتأجير غرفة في فندق شانجريلا في كولومبو أمس السبت، حيث وقع أحد الانفجارات في وقت لاحق.
وأظهرت لقطات للمراقبة بالفيديو، حسبما نقلت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، أن المشتبه بهما فجرا قنابل في مقهى وممر فندق، ويعتقد المحققون أنه تم استخدام المتفجرات من طراز (سي-4)، ومازالت جنسية المشتبه بهم مجهولة والتحقيقات جارية
قال الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا إنه شعر بالصدمة من الانفجارات ودعا إلى الهدوء، وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينجه، على تويتر: "أدين بشدة الهجمات الجبانة على شعبنا اليوم"، مضيفا: "أناشد جميع السريلانكيين خلال هذا الوقت المأساوي أن يبقوا موحدين وقويين". ودعا إلى "تجنب نشر التقارير التي لم يتم التحقق من صحتها وغير الصحيحة"، مشيرا إلى أن "الحكومة تتخذ خطوات فورية لاحتواء هذا الموقف".
وذكرت صحيفة بريطانية إلى أن قائد شرطة سريلانكا كان قد حذر من التفجيرات التي وقعت اليوم الأحد في البلاد، قبل 10 أيام، قائلا إن الانتحاريين يخططون لضرب "الكنائس البارزة".
حيث أرسل بوجوث جاياسوندارا رئيس الشرطة السريلانكية، تحذيرا استخباراتيا إلى عدد من كبار الضباط في 11 أبريل الماضي.
وقال التحذير: "أفادت وكالة استخبارات أجنبية إن جماعة التوحيد الوطنية تخطط لتنفيذ هجمات انتحارية تستهدف كنائس بارزة، وكذلك المفوضية العليا الهندية في كولومبو".
وتعد "جماعة التوحيد الوطنية" جماعة إسلامية متطرفة في سريلانكا، وظهرت على مؤشر الأجهزة الأمنية العام الماضي عندما اتهمت بتخريب التماثيل البوذية.
وقالت مجلة تايم الأمريكية، إن البلاد تواجه اضطرابات دينية وعرقية، حيث أعلنت سريلانكا حالة الطوارئ في مارس 2018 بعد أن هاجم بوذيون عددا من شركات ومنازل المسلمين ومسجد مدينة "كاندي".
واتهمت الجماعات البوذية المتشددة مثل "بودو بالا سينا"، بإثارة الكراهية الطائفية في سريلانكا، حيث تتهم مسلمي سريلانكا بتهديد الهوية البوذية للأمة، وتتمتع بدعم سياسي، وذلك في السنوات الإخيرة.
ويمثل البوذيون نسبة 70% في سريلانكا ، ويمثل المسلمون 9.7% من السكان، ونحو 7.4% مسيحيون، في المقابل يشكل الهندوس 12.6% من السكان.
ووقعت صباح اليوم الاحد سلسلة انفجارات ضربت العديد من الكنائس والفنادق في سريلانكا صباح يوم عيد الفصح، قد ارتفع إلى 160 قتيلا، وأكثر من 360 مصابا، وفقا لما نشرته قناة الأخبار الأولى السريلانكية.
وأظهرت لقطات تلفزيونية انتشارا مكثفا لعناصر الأمن والإسعاف في إحدى مناطق الهجوم، إلى جانب سقوط عدد من الضحايا على الأرض.
وضمن الضحايا 35 أجنبيا على الأقل قتلوا خلال التفجيرات التي هزت سريلانكا صباح اليوم، وفقا لما ذكره مسؤول في شرطة سريلانكا.