«المرتبات، والمنح، والحوافز، والتأمينات، وإغلاق المصانع» مشكلات تؤرق عمال مصر وتهددهم بالتشرد وارتفاع معدلات البطالة بينهم، فى ظل عجز وزارة القوى العاملة فى حل أزماتهم الملحة. البداية من محافظة الإسكندرية، قال محمد محسن، أحد عمال مصنع مسبوكات السيارات بمرغم بالإسكندرية الكيلو 21: «لقد دخلنا فى أروقة المحاكم منذ 2016، إلى الآن عندما قرر صاحب المصنع أحمد هيكل إغلاقه رغم تحقيقه أرباحًا كبيرة، حيث أصبح 750 عاملًا عاطلين». وأشار خالد عوف، أحد أعضاء اللجنة النقابية بالمصنع المغلق، إلى أنهم أقاموا دعوى قضائية للمطالبة بحقوقهم، بعدما امتنعت إدارة المصنع عن دفع 3 أشهر من مستحقات العمال وامتنعت الإدارة عن دفع مكافأة نهاية الخدمة، حيث أصدر مدير المصنع حينها منشورًا يطالب عمال وحدة الإنتاج بعدم الذهاب للمصنع وإعطائهم إجازة من دون مرتب، فحتى الآن لم نحصل على الأرباح ومازالت قضيتنا العمالية لم يحكم فيها إلى الآن. وأكد على صالح، أحد العمال، أن الإنتاج فى آخر 3 سنوات قبل إغلاق المصنع تضاعف وكان العمال يعملون ساعات إضافية. وأضاف: «صدرنا تيل الفرامل لعدة دول منها المكسيك وبلغاريا والكويت، وبالرغم من كل هذه المكاسب، ومضاعفة الإنتاج لم نحصل على الحوافز المقدرة ب 10 فى المئة». وأضاف: قدمنا مستندات للمحكمة تثبت حقوقنا فى تلك الحوافز، بالإضافة لتهرب صاحب المصنع من التأمين الصحى والاجتماعى على العمال ما أهدر حقوق 750 عاملًا، تأميناتهم تتكلف 300 ألف جنيه. وأكد عبده على، أحد العمال، أرسلنا خطابًا وقع عليه العمال، إلى مجلس الوزراء نطالبه بعودة فتح المصنع، وضمه إلى وزارة الاستثمار أو وزارة الدفاع لعودة العمال للعمل وإعادة التصنيع، فذلك المصنع يجلب العملة الصعبة ويصدر لعدة دول وإغلاقه يصب لصالح مصنع صينى وآخر هندى، فتصنيع تيل الفرامل بهذه الجودة والمواصفات لا توجد إلا فى مصر والهند والصين. وتابع حسن جودة، أحد العمال: نطالب صندوق الطوارئ بمجلس الوزراء بصرف إعانات لعمال المصنع المتوقف لحين إصدار حكم قضائى للحصول على مستحقاتنا كاملة، ويجب على وزير القوى العاملة إيجاد فرص عمل ل750 عاملًا مدربين على أعلى مستوى. وبالانتقال للمنوفية لم يكن الوضع أفضل حالًا، فقد عزف العديد من الشباب، عن العمل بالمصانع التابعة للقوى العاملة بسبب المشاكل التى يتعرض لها العمال، من مرتبات غير مجزية تساعدهم على المعيشة، ومنع حقهم فى الرعاية الصحية وسط الأمراض والحوادث التى يتعرضون لها داخل مصانعهم. قال هانى نبيل، أحد عمال مصنع الأهرام بمدينة السادات بالمنوفية: «انتظرت كثيرًا المنح التى تحدث عنها وزير القوى العاملة للعمالة غير المنتظمة، وحتى الآن لم تصرف وقد توعد بها أكثر من مرة منذ رمضان الماضى وجاء علينا شهر رمضان ولم يتم صرفها حتى الآن». وأضاف هانى أن المرتب 1450 جنيهًا لا يكفى لتوفير حياة كريمة لأبنائى، ولا أستطيع أن أعمل فى وظيفة أخرى، حيث أمضى اليوم كله فى العمل بالمصنع فأخرج منذ الخامسة فجرًا وأعود فى السادسة مساءً كل يوم». وأوضح حمادة مبروك، أحد العمال قائلًا: «أعمل منذ 7 سنوات ولم يتم التأمين علىَّ حتى الآن، لذلك يجب على أصحاب المصانع الاهتمام بالتأمين على العمال حتى لا نتشرد ونكون مهددين بالطرد فى أى وقت من المصنع».