يصادف اليوم الذكري ال 25 لوفاة الفنان يحيي شاهين صاحب الشخصية الشهيرة "سي السيد"، والتى قدمها فى ثلاثية نجيب محفوظ، كما يعد شاهين واحداً من النجوم الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ السينما المصرية، المنتمي للجيل الذهبي في الفن المصري، لذلك يرصد "الصباح" فى هذا التقرير أهم المحطات فى حياته. ولد شاهين في محافظة الجيزة في 28 يوليو 1917، في أسرة بسيطة والتحق بإحدى المدارس بميت عقبة بالجيزة، وهناك بدأ يظهر عليه حبه للفن، فكان يشترك في مسرحيات المدرسة، حتى صار رئيس فرقة التمثيل بالمدرسة. حصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية قسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية، ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج، وعُيّن في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى. انضم لجمعية "هواة التمثيل"، حيث التقى أستاذه بشارة واكيم، الذي كان مديرًا للمسرح في دار الأوبرا الملكية، وقد أُعجب بموهبته، واقترح عليه أن يتقدم للفرقة القومية للتمثيل التي تطلب وجوهًا شابة، غير أن فرص التمثيل على المسرح لم تتحقق لموسم كامل، إلى أن عرف أن الممثلة فاطمة رشدي، تؤسس فرقة جديدة وأنها بحاجة إلى وجه جديد فتقدم بالأداء، وأعجبت جدًا بتمثيله فاختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خليفة لفتاها الأول أحمد علام الذي انضم إلى الفرقة القومية التي قد تركها يحيى. بدايته كانت فى المسرح حيث قدم "مجنون ليلى" و"روميو وجولييت"، وختم حياته المسرحية بمسرحية "مرتفعات ويزرينج"، ليبدأ مسيرته السينمائية التي كان لها نصيب الأسد في مشواره الفني، وكانت إطلالته الأولى في فيلم "دنانير" عام 1939، مع كوكب الشرق أم كلثوم، حيث قدّم دورًا ثانوي. وبعد ذلك توالت عليه أدوار البطولة فى العديد من الأعمال السينمائية، ليصل عدد أفلامه 99 فيلماً، وكان أشهرهم "بلال مؤذن الرسول"،، وأحمد عبد الجواد تلك الشخصية التي جسدها في الثلاثية "بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"السكرية"، ولمعت أدواره في أفلام "جعلوني مجرما"، "لا أنام"، "أين عمري"، "رجل بلا قلب"، "شيء من الخوف"، "الإخوة الأعداء"، "سيدة القطار"، و"ابن النيل". بينما فى الدراما لم يقم شاهين سوى ثلاثة أعمال وهم أحببتها ولكن، الطاحونة الجزء الأول والثانى. حصد "سي السيد"على العديد من الجوائز منها عن دوره في فيلم «ارحم دموعي»، والثانية عن فيلم «جعلوني مجرما»، ثم عن نساء في حياتي من مؤتمر فينيسيا الدولي، وجائزة من جمعية كتاب ونقاد السينيما المصرية، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي سنة 1987 وسام الجمهورية من الرئيس عبدالناصر. وعلى المستوى الشخصي فى حياته، فى 1959 تزوج شاهين، من سيدة مجرية مُطلقة كان لديها طفلان، وبعد أن أنجب منها ابنتين، قررا الانفصال بعد ست سنوات من الزواج لاختلاف طباعهما وطريقة حياتهما، وبعد الانفصال أخذت طليقته ابنتيه وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب بإحباط شديد وعاش في عزلة كبيرة لمدة عامين، ثم طلب من أقاربه أن يجدوا له عروسًا أخرى تناسبه وتتفهم طبيعة عمله كفنان، وبالفعل وقع الاختيار على السيدة مشيرة عبدالمنعم، وأنجب ابنته داليا والتي تعمل مخرجة. قبل رحيل يحيى شاهين شاهده الدكتور إبراهيم بسيونى في رؤيا، وعلى الرغم من عدم معرفتهما ببعضهما؛ فإنه اتصل بالفنان كي يبلغه بها، حيث رأى أناسا يتجمعون حول شخص هو النبي سليمان، وعندما اقترب وجده هو "يحيى"، واستغرب "شاهين" الرؤية، وتحدث للشيخ متولي الشعراوى ليُخبره بفحواها، فأكد له أنها خير، طالما بها أحد أنبياء الله، وبعدها بفترة وجيزة توفى يحيى شاهين في 18 مارس عام 1994.