المعبد الجنائزي أو معبد حتشبسوت، سمي باسم الملكة التي بنته، وهو معبد من الأسرة الثامنة عشر المصرية ، ويعد من أحسن ما بقي من معابد بنيت منذ نحو 3500 سنة في الدير البحري بمصر، على الضفة الغربية للنيل المقابلة لطيبة. يتكون المعبد من ثلاثة طوابق متتابعة على شرفات مفتوحة، بني المعبد من الحجر الجيري ، ونصبت أمام أعمدة الطابق الثاني تماثيل من الحجر الجيري للإله أوزوريس وللملكة حتشبسوت في توزيع جميل، في الأصل كانت تلك التماثيل ملونة ، ولم يبقى من الألوان الآن إلا بعض الآثار ، وبعض التماثيل في حالة جيدة تماما تدل على اناقة تصميم المعبد وجماله.
بني المعبد خلال 15 سنة من حكم الملكة حتشبسوت بين سنة حكمها السابعة حتى السنة 22 من حكمها، ويعتبر سننموت رئيس البلاط في عهدها هو الذي قام بتصميمه وأشرف على بنائه . توجد للسننموت بعض مواقع على المعبد ما يشير إلى ذلك ، كما أن مقبرته توجد تحت الطابق الأول للمعبد وهي تمتد نحو 97 متر في الجبل وتنتهي بحجرة التابوت علي عمق 43 متر ، عثر على مقبرة سننموت وسميت المقبرة .
كما اشترك في بناء المعبد "حابوسنب " و "نحسي " رئيس الخزانة ، و "زيحوتي" ناظر بيت المجوهرات . يدل على ذلك أسمائهم المذكورة على جدران المعبد . أصاب المعبد بعض الإفساد أثناء نهاية حكم تحتمس الثالث الذي خلف حتشبسوت في الحكم ، حيث كشطت اسماؤها من على المعبد وهشمت بعض تماثيلها .
معبد حتشبسوت الجنائزي يقع يمينا من معبد منتوحوتب الثاني (أنظر الخريطة) . يوصل طريق الموكب بين معبد الوادي على النيل والمعبد الجنائزي لحتشبسوت ويبلغ طول طريق الموكب نحو 1 كيلومتر، معبد الوادي الذي يطل على النيل يواجه معبد أمون رع في الكرنك على الواجهة الشرقية من النيل . وكان طريق الموكب في الماضي طريق كباش ، وكانت تماثيل الكباش من الأحجار الرملية أتى بها المصريون القدماء من محجر السلسلة .
يعد محراب حتشبسوت والمحراب الريئيس لآمون أكبر محاريب المعبد . يوجد على الحائظ المقابل لمدخل المحراب باب زائف من الجرانيت. وأما السقف فهو مشكل في هيئة قبوة. وقد طمست معظم رسومات الحائط، ومن الباب المؤدي إلى محراب حتشبسوت يدخل باب إل محراب تحتمس الأول (والدها) ، وزينة المحراب ليست واضحة .
عن طريق باب كبير من الجرانيت ندخل إل محراب آمون رع. توجد في هذه الحجرة تمثالان لحتشيسوت مفقودي الرأس ، وكا من المفروض وجود تمثالين آخرين لها كما هو متفق عليه ولكنهما غير موجودان . ومن الباب الثاني الخلفي للحجرة ندخل إلى الحجرات الأخرى للمحراب . في أيام حتشبسوت كان الموكب الآتي من معبد الوادي تنتهي عند محراب أمون رع .