جدد المجلس القومي للمرأة رفضه الكامل واستنكاره لعادة ختان الإناث الذميمة التي ظلت تُمارس على أجساد الفتيات والنساء على مدار قرون، وما زالت تُمارس حتى هذه اللحظة، مؤكداً أنها تمثل اعتداء على جسد الفتاة وانتهاكاً صارخاً بكل المقاييس لحقوقها. وأكدت رئيسة المجلس الدكتورة مايا مرسي، في بيان أصدرته اليوم الخميس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، الذي يوافق 6 فبراير، أن جميع مؤسسات وأجهزة الدولة ملتزمة بمواجهة مشكلة ختان الإناث والقضاء عليه باعتباره أحد أشكال العنف والإساءة للفتيات والذي يؤثر بالسلب على مستقبلهن، وخرقاً لما نص عليه الدستور المصري وقانون الطفل والاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية التي صدقت عليها مصر. وأشارت إلى أن المجلس القومي للمرأة ينظم حملات لطرق الأبواب من خلال فروعه بالمحافظات لتوعية السيدات والأهالي في المراكز والقرى والنجوع بخطورة هذه المشكلة وإضرار عملية ختان الإناث، على مستقبل بناتهن وعلى فرصهن في الحياة حياة طبيعية سليمة. وأوضحت أن استراتيجية تمكين المرأة المصرية 2030 تتضمن محور الحماية المعني بحماية المرأة والفتاة من جميع أشكال العنف الذي تتعرض له. وقالت رئيسة المجلس إنه بالرغم من مرور ثلاثة أعوام على صدور قانون لتغليظ عقوبة ختان الإناث، إلا أنه لا بد أن نؤكد أنه ما زال أمامنا الكثير والكثير للقيام به في سبيل مواجهة هذه المشكلة والتصدي لها في بعض مجتمعاتنا، التي ما زالت تنظر إلى هذه العادة والموروث الثقافي بأنها "حماية لشرف الفتاة"، إنما هي عقاب وإهانة للفتاة لكونها وُلِدَت أنثى، فالحماية تكون من خلال تربية الفتاه تربية سليمة تقوم على الأخلاق الحميدة والإحساس بالكرامة والاعتزاز بالنفس وبأهمية دورها ومكانتها في المجتمع. وأشادت رئيس المجلس بالبيان الذي أصدرته دار الإفتاء المصرية أمس الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، والذي أكد على تحريم الشرع الاعتداء على الجسد الآدمي بأي طريقة من الطرق وهو ما ينطبق على عادة ختان الإناث. وأضافت مايا "جميع الأديان السماوية أكدت على قدسية الإنسان وكرامته؛ ومن ثم فإن رعاية الكرامة الإنسانية تتضمن تجريم جميع أشكال العدوان أو الإيذاء الجسدي والنفسي بمختلف درجاته ... جميع الكلمات تظل عاجزة عن وصف ما تشعر به الفتاة التي تتعرض لمثل هذا الانتهاك من إحساس بالألم والغضب والإهانة والخذلان والحرمان من الطمأنينة والأمان من أقرب الناس إليها، ويظل هذا الاعتداء ذكرى سيئة وندب محفور في نفوس بناتنا على مدار حياتهن". ودعت رئيسة المجلس، في هذا اليوم الذي يعلن فيه العالم أجمع رفضه لختان الإناث، كل أم وكل أب وكل شخص مسئول عن حياة فتاه التأكيد على محبة بناتهن والحرص على مصلحتهن من خلال احتوائهن وصيانة كرامتهن والحفاظ عليهن، وأن يكونوا هم الدعاة في مجتمعاتهن بضرورة نبذ هذه العادة البالية المرفوضة إنسانياً ودينياً ومجتمعياً.