من دون أن تدرى حرقت جماهير الإسماعيلى الأخضر واليابس، بعدما أشعلت نوبة شغب احتجاجًا على ركلتى جزاء ضد فريقها، فى لقاء الإفريقى التونسى، بدورى الأبطال، ليكون الرد قاسيًا بالإطاحة بالدراويش نهائيًا من البطولة. وأصدر الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف» قراره النهائى باستبعاد الإسماعيلى من دورى أبطال إفريقيا، على خلفية واقعة الشغب التى أجبرت الحكم الكاميرونى أليوم نيانت على عدم استكمال مباراة الإسماعيلى أمام ضيفه الإفريقى التونسى فى الجولة الثانية من المجموعة الثالثة لبطولة دورى أبطال إفريقيا لكرة القدم. وكان نيانت قد أوقف المباراة لمدة نصف ساعة قبل أن يرفض استئنافها ويذهب برفقة مساعديه لحجرات الملابس بسبب الشغب الجماهيرى وإلقاء الزجاجات الفارغة على أرض الملعب وعلى الحكم المساعد، وبعد خمسة أيام أصدر الكاف حكمه بالاستناد للائحة. لائحة دورى أبطال إفريقيا وتحديدًا فى الفقرة الثالثة من المادة الثانية عشرة تشير إلى ما يلى: «فى حالة قيام الحكم بإيقاف المباراة قبل نهاية وقتها الطبيعى بسبب اقتحام الملعب أو سلوك عدائى ضد الفريق الضيف، يعتبر صاحب الأرض مهزومًا ويتم استبعاده من البطولة، دون تجاهل العقوبات الأخرى المنصوص عليها فى اللائحة». بيان الكاف ذكر أن حكم المباراة الكاميرونى نيانت دون فى تقريره أن جمهور الإسماعيلى قام بإلقاء الزجاجات الفارغة على الحكم المساعد وعلى لاعبى الفريق الضيف فى أكثر من مرة، آخرها بالدقيقة 86، مما أجبر الحكم على إيقاف اللعب والنتيجة تشير لتقدم الإفريقى بهدفين مقابل هدف. وبعد محاولات عديدة لاستئنافه لم يتمكن من ذلك ليضطر لإلغاء المباراة بسبب شغب الجماهير قبل اكتمال وقتها الطبيعى. وبناء عليه قرر الكاف استبعاد الإسماعيلى من البطولة، وإلغاء نتيجة مباراتيه أمام مازيمبى الكونغولى والإفريقى التونسى، على أن تكتمل مباريات المجموعة بمشاركة ثلاثة أندية فقط هى مازيمبى والإفريقى والرياضى القسنطينى الجزائرى. هذا الموقف حدث من قبل مرتين فى دورى الأبطال، الأولى كانت فى نسخة 2012 حين اقتحمت جماهير النجم الساحلى التونسى أرض الملعب خلال مباراة فريقها أمام ضيفه ومواطنه الترجى فى سوسة، ليقوم الحكم وقتها بإلغاء المباراة، وتم وقتها إقصاء النجم الساحلى من البطولة. والمرة الثانية كانت فى نسخة 2016 حين تكرر ذات الموقف فى مباراة وفاق سطيف الجزائرى وماميلودى صنداونز الجنوب إفريقى بمدينة سطيف الجزائرية، وتم استبعاد وفاق سطيف من البطولة فى هذا الوقت. وفى الحالتين تم توقيع عقوبات أخرى من لجنة الانضباط بالكاف وهى غرامات مالية بالإضافة لإقامة مباراتين للفريق عند مشاركته المقبلة فى البطولة من دون حضور الجماهير. ورغم أن إدارة الإسماعيلى أعلنت نيتها التقدم بتظلم ضد القرار إلا أن لائحة البطولة لا تجيز ذلك خاصة أن الواقعة مذكورة فى نص لائحة البطولة، وليست قرارًا يجيز الطعن أو التظلم عليه. البعض تحدث حول إمكانية انتقال بعض لاعبى الإسماعيلى للمشاركة مع أندية أخرى بالبطولة القارية، وذلك على خلفية مفاوضات الأهلى مع مدافع الدراويش محمود متولى، إلا أن اللائحة تمنع ذلك خاصة مع مشاركة متولى مع فريقه. كذلك إلغاء نتائج مباريات الإسماعيلى بالبطولة لا ينطبق على الأدوار التمهيدية التى تبقى نتائجها سارية ومعتمدة. خسائر الإسماعيلى لم تتوقف عند حد الاستبعاد من البطولة، فمن المنتظر أن تقوم لجنة الانضباط بفرض عقوبات إضافية على الفريق، فى صورة غرامة مالية بالإضافة لإقامة مباريات الفريق المقبلة عند أول مشاركة قارية من دون حضور جماهيرى لعدد من المباريات تحدده اللجنة. وكذلك سيتم حرمان الإسماعيلى من المكافأة المالية لبلوغه مرحلة المجموعات، والتى كانت على أقل تقدير 550 ألف دولار أمريكى، أى ما يوازى 10 ملايين جنيه مصرى تقريبًا.