يمتلك رجل الأعمال حسن راتب أفكارًا خارج الصندوق، حيث يحرص على استقبال الجميع، من أبناء سيناء يزورونه فى كل يوم، شباب ومستثمرون، لعرض أفكارهم عليه، ويساعد الجميع فى تنفيذها. قواتنا المسلحة أوقفت محاولات نشر الرعب فى أرض الفيروز أهالى سيناء يتمتعون برمزية وطنية.. والمواطن السيناوى يلعب دورًا كبيرًا فى دعم مكافحة الإرهاب الاقتصاد المصرى تعرض لتشوهات فى فترة سابقة.. وقرارات الرئيس جاءت لمعالجتها الأنفاق والكبارى شرايين الربط بين سيناء والوادى.. ومشروعات الدولة رائدة
ويظل اسم حسن راتب مرتبطًا بالتنمية فى شمال سيناء، والمساهمة بالتعمير فى مواجهة الإرهاب، مع غيره من رجال الأعمال المحبين للوطن. فى حوار خاص مع «الصباح»، كشف الدكتور حسن راتب رجل الأعمال ورئيس جمعية مستثمرى سيناء، عن كواليس عديدة للإيقاع بسيناء وتفريغها وتدميرها، لولا جهود القوات المسلحة الباسلة، مؤكدًا أن أجهزة مخابرات عالمية حاولت أن توقع بمصر خاصة فى سيناء لكن الله يحمى بلادنا وهناك جيش قوى يحرسها. وأشار راتب إلى القرارات الاقتصادية الأخيرة التى اتخذتها الدولة لمعالجة التشوهات السابقة، وإعادة مصر على خارطة دول العالم اقتصاديًا.. وإلى نص الحوار.. * ربما تعد من أكثر رجال الأعمال انتشارًا فى سيناء.. كيف ترى حرب الدولة على الإرهاب فى سيناء؟ - المخطط الإرهابى فى سيناء هو مخطط كبير يشترك فيه الكثير من العناصر «محلية وإقليمية وعالمية»، والغرض من هذا المخطط هو تدمير سيناء وتفريغها من السكان، ونشر الرعب بين أهلها، والتسبب بذلك فى هجرة أهاليها منها، تمهيدًا لمحاولة إعادة حل المشكلة الفلسطينية فى هذه المنطقة. * لكن ما علاقة سيناء بالأزمة الفلسطينية؟ - هذا هو المخطط، تفريغ سيناء من أجل تسكين الفلسطينيين، فهناك أجهزة أمن ومخابرات عالمية تخطط لذلك، لكن بفضل الله على هذه الأمة، هناك جيش وطنى استطاع أن يحمى الأرض ويصون الأوطان ويقضى على البنية التحتية للإرهاب، وبالتأكيد حدد نشاطهم بشكل كبير وقلص دورهم فى سيناء، من خلال العمليات النوعية التى يقوم بها هناك. * لكن ماذا عن أهالى سيناء ودورهم فى مواجهة الإرهاب؟ - أهالى سيناء يتمتعون برمزية وطنية وحس وطنى عالٍ، وفهم المتغيرات التى تحدث على الساحة باعتبارهم الأكثر دراية بوضع سيناء وأراضيها، والمواطن السيناوى يرفض أى غريب عن الجسم السيناوى، ويقوم بدور وطنى كبير فى دعم مكافحة الإرهاب. * ملف آخر وهو الاقتصاد.. كيف ترى القرارات الاقتصادية التى اتخذتها القيادة السياسية؟ - ملف الاقتصاد فى مصر تعرض فى فترة من الزمان لمجموعة من التشوهات الكبيرة سواء تشريعية أو تشوهات نتجت عن آليات السوق وعدم مواكبة هذه الآليات، ما جعل وجودها ضرورة لاتخاذ قرارات صعبة لمعالجة هذه التشوهات بقدر ما كنا ندفع ثمنًا غاليًا لمعالجة هذه التشوهات، لما لها من تبعيات صعبة على المجتمع، لكن أيضًا لها تأثيرات إيجابية خلال الفترة المقبلة ولها تأثير كبير على تحسين المناخ الاقتصادى فى البلد. * ماذا عن المشروعات الاقتصادية التى تنفذها الدولة فى سيناء والربط بينها وبين مدن القناة؟ - فى الحقيقة هناك عشرات المشروعات التى تقام فى سيناء وأيضًا للربط بين سيناء والوادى والدلتا من أنفاق وكبارى وغيرها، وهناك ضرورة لربط سيناء بالوادى، وهذا الربط يكون عن طريق عمل شرايين بين الجهتين، وهذه الأنفاق تعتبر شرايين سيناء والوادى، وكلما انسابت الحركة الوطنية بين سيناء والوادى كلما احتمت العلاقات بين مدن القناة وسيناء، ومن عوامل الربط بينهما أنفاق سرابيوم وكوبرى القنطرة ونفق الشهيد أحمد حمدى، وغيرها. * ربما تعتبر من أكثر رجال الأعمال المهتمين بملف التعاونيات.. ما سر هذا الاهتمام؟ - بعد الأزمة الاقتصادية 2008، كان من الضرورى أن يتحرك العالم، وبدأت تطل الحركة التعاونية لتحقيق حلقة اتزان بين ما يحدثه السوق الحر، وما بين ضبط حركة السوق من خلال العمل الجماعى، فالجمعيات التعاونية تتكون من أعضاء يسعون لتحقيق مصالحهم، وهى الحركة المثلى لإعادة صياغة البناء والمشاركة الاقتصادية، وله دور كبير فى دعم الحركة الاقتصادية والاجتماعية. * باعتبارك عضوًا فى مجلس إدارة الاتحاد العام التعاونى.. هل نسير بخطى ثابتة فى ملف التعاونيات؟ - التعاونيات لم تأخذ حظها وإذا كان المشرع أعطاها حقها، لكننا ما زلنا نحبو ونتطلع لإقامة حركة تعاونية على أساس منهج علمى قادرين على تطبيقه. وندعو دائمًا للاهتمام بها ونعمل على ذلك، فعلى سبيل المثال فإن التعاونيات الزراعية مهمة لضخامة المساحة المزروعة، ونشر الوعى والتعليم الزراعى، والحركة التعاونية تحقق توزيعًا عادلًا للعائد، وتعلى من القيمة على الربح، والدليل على انتشار التعاونيات فإن أسطول الثروة السمكية المصرية فى أعالى البحار بالكامل تعاونى. * تقيم صالونًا ثقافيًا بصورة دورية.. كيف ترى دور الثقافة فى دعم المجتمع والدولة؟ - كل بلد له ما يميزه عن غيره من الدول، فاليابان مثلًا تتميز عن أى دولة فى العالم بالثروة الإلكترونية الهائلة، لكن ما يميز مصر هو الثقافة والحضارة، وأعتقد أن ما يميز مصر الحضارية القدرة التاريخية على إعادة صياغة الإنسان المصرى، والثقافة ليست نوعًا من الرفاهية الفكرية ولكنها ضرورة. * لكن كيف ترى دعوت تجديد الخطاب الدينى وما نتج عنها من أزمات بين جهات وأشخاص؟ - الدين عقيدة وأصول ونصوص وثوابت، التجديد فيها لا يكون إلا فى أسلوب الحياة والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «أنتم أدرى بشئون دنياكم»، وكان فى كل أمة المجتهد أو الاجتهاد، وهو الذى يخلق فى المجتمعات الشكل الذى يتناسب مع كل ما هو جديد، وعلى من يطالبون بالتجديد أن يكون فى أذهانهم أن لكل زمان طروحه. * من وجهة نظرك.. ما القطاع الذى سيكون قاطرة التنمية فى الفترة المقبلة؟ - التنمية لابد أن تكون شاملة، قطاعية ومكانية، فى كل القطاعات لابد أن يكون فيها تنمية، الزراعة والصناعة والتعدين والخدمات الصحية والبيئة، والمكانية بداية من الوجه البحرى والقبلى وسيناء والسواحل والصحراء الغربية، ولابد أن تكون هناك خطة شاملة ترسم مستقبل هذه الأمة، فنحن نعيش فى جزء ضيق ونعانى من مشاكل زيادة سكانية، ولابد من وقفة لنستنهض هذه الأمة بكل عناصرها. * وكيف يبدأ الشباب أو المستثمرون مشروعاتهم وفى أى قطاع؟ لابد من البحث عن الميزة النسبية التى تحقق عائدًا ونجاحًا، والاستثمار فى أى قطاع يعتمد على الميزة النسبية فى المكان المناسب للحصول على أعلى عائد، وبالتأكيد مصر دولة واعدة جدًا اقتصاديًا. * وماذا عن سيناء وفرص الاستثمار؟ - سيناء أرض بكر، لكن من العناصر التى فيها نقص فى سيناء هى ندرة المياه، واستخدام المياه فى سيناء لابد أن يخضع لاقتصاديات عالية جدًا. ومن الزراعات قليلة استهلاك للمياه هى قطاع النباتات الطبية والعطرية، فهى تستهلك مياه قليلة وهى لها عائد اقتصادى كبير، فنحن نحتاج إلى مزارع النباتات الطبية، وسيناء فيها أنواع نادرة غير موجودة فى العالم، وبالتالى فإن المادة الفعالة من هذه النباتات الطبية، تستطيع أن تخلق من هذه المنطقة قوة اقتصادية ضخمة جدًا أغلى من البترول والطاقة، بالذات فى منطقة يطلق عليها منطقة السر والقوارير، وهى منطقة غنية بالنباتات الطبية، ومنطقة بكر وتحليلات التربة تعطى نتائج قوية جدًا، أرض عفية كما يقول الفلاحون. * كيف يمكن القضاء على الفكر المتطرف والإرهاب؟ - أن توجد فرصة عمل وتوجد مسكن مناسب ومآكل مناسب تنشر ثقافة حب الحياة بدل ثقافة حب الموت، ولا يمكن أن تنشر ثقافة حب الحياة إلا بتوفير فرصة عمل لشاب تحقق له طموحاته فى حياة كريمة مسكن ومأكل وزوجة، وهذا حقه. والقضاء على الإرهاب يكون بأن نقضى على منابعه، والحجة لا يدحضها إلا حجة أقوى منها وفكر أكثر منه منطق، نحتاج إلى قصور الثقافة البئر المعطل ومراكز الشباب التى لم تقوم بدورها، نحتاج إلى الدعاة فى المساجد الذى يخرج من بعضهم التطرف، نحتاج إلى مراكز البحث العلمى، ونحتاج إلى الأزهر الشريف بوسطية الدين بتاعته، الذى أصبح أحيانًا معقل لبعض المتطرفين والوهابيين وهذه أمور لابد أن تعالج.