للعام الرابع على التوالي.. «مستقبل وطن» المنيا يكرم أوائل الطلبة بديرمواس| صور    بعد ارتفاع عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الخميس 29 مايو بالصاغة    نشرة التوك شو: توجيهات الرئيس السيسي ل قانون الإيجار القديم وأزمة البنزين المغشوش.. موقف تخفيف الأحمال في الصيف    الدولار ب49.75 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 29-5-2025    بشكل صارم.. أمريكا تبدأ إلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين    رسميا، إيلون ماسك يعلن مغادرة إدارة ترامب ويوجه رسالة للرئيس الأمريكي    اقتحام مقر الليكود في تل أبيب واعتقال عشرات المتظاهرين المناهضين    إيلون ماسك يُعلن مغادرة إدارة ترامب: شكرا على منحي الفرصة    إدارة ترامب تستأنف على حكم المحكمة التجارية الذي يمنع فرض الرسوم الجمركية    أول تعليق من إمام عاشور بعد فوز الأهلي بلقب الدوري المصري    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع فوز الأهلي بلقب الدوري المصري؟ (كوميك)    اقتراب موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 بدمياط.. خطوات الاستعلام    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 29-5-2025    تنطلق اليوم.. جداول امتحانات الدبلومات الفنية جميع التخصصات (صناعي- تجاري- زراعي- فندقي)    طريقة عمل المولتن كيك في خطوات بسيطة    ملف يلا كورة.. تتويج الأهلي.. إيقاف قيد الزمالك.. واحتفالات في بيراميدز    مثال حي على ما أقول    بعد فقدان اللقب.. ماذا قدم بيراميدز في الدوري المصري 2024-2025؟    «احنا رقم واحد».. تعليق مثير من بيراميدز    الإفراج عن "الطنطاوي": ضغوط خارجية أم صفقة داخلية؟ ولماذا يستمر التنكيل بالإسلاميين؟    محافظ سوهاج يتفقد عددا من مشروعات التطوير والتجميل    أمانات حزب الجبهة الخدمية تعقد اجتماعا لمناقشة خطط عملها ضمن استراتيجية 2030    مقتل سيدة على يد زوجها بالشرقية بعد طعنها ب 21 طعنة    النائب العام يستقبل عددًا من رؤساء الاستئناف للنيابات المتخصصة والنيابات    ثقافة أسيوط تقدم «التكية» ضمن فعاليات الموسم المسرحي    موعد أذان الفجر اليوم الخميس ثاني أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    اليوم، انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية بمشاركة أكثر من 173 ألف طالب وطالبة    رئيس الحكومة يكشف كواليس عودة الكتاتيب وتوجيهات السيسي    الشركة المنتجة لفيلم "أحمد وأحمد" تصدم الجمهور السعودي    تأهب لإعلان "القوة القاهرة" في حقول ومواني نفطية ليبية    3 أساسيات احرصي عليها لبناء جسم قوى لطفلك    جانتيس: حكومة نتنياهو لن تسقط بسبب «صفقة الرهائن» المتوقع أن يقدمها «ويتكوف»    5 أيام متتالية.. موعد اجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    «كزبرة»يفتح قلبه للجمهور: «باحاول أكون على طبيعتي.. وباعبر من قلبي» (فيديو)    رئيس «الشيوخ» يدعو إلى ميثاق دولى لتجريم «الإسلاموفوبيا»    نشرة التوك شو| ظهور متحور جديد لكورونا.. وتطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت    "ديسربتيك" تدرس إطلاق صندوق جديد بقيمة 70 مليون دولار في 2026    طقس الحج بين حار وشديد الحرارة مع سحب رعدية محتملة    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الخميس 29 مايو 2025    وزير السياحة: السوق الصربى يمثل أحد الأسواق الواعدة للمقصد السياحى المصري    3 فترات.. فيفا يعلن إيقاف قيد الزمالك مجددا    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    إمام عاشور: نركز لتقديم مستوى يليق بالأهلي بكأس العالم.. وردي في الملعب    موعد أذان فجر الخميس 2 من ذي الحجة 2025.. وأفضل أعمال العشر الأوائل    إنجاز تاريخي للكرة الإنجليزية.. 5 أندية تتوّج بخمس بطولات مختلفة فى موسم واحد    إصابة شاب بطلق خرطوش عن طريق الخطأ في سوهاج    محافظ قنا يشهد افتتاح الدورة الثانية من "أيام قنا السينمائية" تحت شعار "السينما في قلب الريف"    «زي النهارده».. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة 28 مايو 2010    الركوع برمزٍ ديني: ماذا تعني الركبة التي تركع بها؟    السفير أحمد أبو زيد ل"إكسترا نيوز": الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر    حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان    أمين الفتوى بالإفتاء: الأيام العشر من ذي الحجة تحمل معها أعظم درجات القرب من الله    دليل أفلام عيد الأضحى في مصر 2025.. مواعيد العرض وتقييمات أولية    أحمد سعد يزيل التاتو: ابتديت رحلة وشايف إن ده أحسن القرارات اللى أخدتها    بداية حدوث الجلطات.. عميد معهد القلب السابق يحذر الحجاج من تناول هذه المشروبات    ألم حاد ونخز في الأعصاب.. أعراض ومضاعفات «الديسك» مرض الملكة رانيا    اغتنموا الطاعات.. كيف يمكن استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة؟ (الافتاء توضح)    نائب وزير الصحة تشارك فى جلسة نقاشية حول "الاستثمار فى صحة المرأة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن راتب: الدواعش يتسللون إلى سيناء بمراكب من سوريا وليبيا والأردن
في حوار مع "الوفد"..
نشر في الوفد يوم 25 - 10 - 2016

ذهبت إليه باحثًا عن إجابة لسؤالين: متى يجف نهر الدم فى سيناء؟.. ومن يشعل نار الإرهاب فى أرض القمر؟.. ومن رحم السؤالين خرجت عشرات الأسئلة.
ومن محاورتى الدكتور حسن راتب (أول مستثمر يعبر إلى سيناء قبل 35 عامًا).. تلقيت إجابات صريحة عن كل أسئلتى، ولم يغضب الرجل إلا من سؤال واحد.. عن رئيس جمهورية سيناء.
وعن أرض الفيروز.. قال الدكتور «راتب» عبارات غزل لا يقولها إلا عاشق، غارق فى حب جميلة كحوريات الجنة.
وعن الإرهاب فى سيناء قال كلامًا خطيرًا.. وعن التنمية قال كلامًا موجعًا.. وعن المستقبل قال كلامًا مرعبًا..
بدأ الحوار بالحديث عن سيناء.. وقبل أن ينطق بكلمة واحدة، ابتسم ونظر بعيداً وكأنه يناجى حبيبته، ثم قال سيناء عظيمة الموقع والموضع.. هى تجسيد عبقرى لمقولة «عبقرية المكان»، وهى المقولة الخالدة للعظيم جمال حمدان..
سيناء موقعها عبقرى، وليس له نظير، فهى آسيا وإفريقيا معاً.. وهى فى ذات الوقت ظهير أوروبا.. وهى أرض ساحلية وجبلية وسهلية.. وهى البحران الأبيض والأحمر.. وهى خليجا السويس والعقبة.
وتصاحب عبقرية الموقع، عبقرية ثانية، وهى عبقرية الموضع.. ففى سيناء انقى سماء فى الكرة الأرضية، وهذا ما كشفته وكالة ناسا الأمريكية.. ونسبة الأكسجين فى هوائها أعلى 20% عن هواء العالم كله.. وهى أرض مباركة، فالله سبحانه وتعالى لم يتجل على أرض إلا على سيناء، وفيها كلم الله موسى تكليمًا.. وفى سيناء أيضاً ممشى عيسى عليه السلام، هذه هى سيناء.. ولديها دائما مزيد.
وما المزيد؟
- فقال: إنها جزء من ثقافتنا، وجزء من حضارتنا، وهى كل ثروتنا.
كل ثروتنا!
- نعم لكننا لم نحسن إدارة واستغلال هذه الثروة حتى الآن، رغم أنها يمكن أن تكون بعثًا جديدًا للاقتصاد المصرى.
ربما اكتشفت- أنت- هذا الكنز مبكراً فسافرت إليها قبل 35 عاماً؟
- لا.. أنا لم أذهب إلى سيناء لأسباب اقتصادية.. وإنما سافرت لأسباب أخرى تماماً.
وما هى؟
- قبل 35 عاماً.. كنت أعمل عضواً منتدباً لإحدى الشركات السعودية، ولما بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء استفزنى بشدة رفض 500 إسرائيلى مغادرة مستعمرة ياميت فى سيناء وهددوا بالانتحار الجماعى إذا حاول أحد إجبارهم على ترك المستعمرة، ووقتها حاول الأمريكان الضغط على مصر، وقالوا للرئيس السادات «لكى نحقن دماء اليهود الذين يهددون بالانتحار الجماعى اتركوهم كما هم على أن تكون المستعمرة تحت الإدارة المصرية تمامًا كما لو كانت حياً يهودياً، ولكن الرئيس السادات، رحمة الله عليه، كان لديه من الفطنة والكياسة التى جعلته يرفض هذا الكلام خوفاً من أن تكون هذه المستعمرة «مسمار جحا» لليهود، فقال لهم يجب أن تُطبق اتفاقية كامب ديفيد كما هى، ويتم إجلاء جميع اليهود.
وما الذى استفزك فى هذا المشهد؟
- استفزنى بكاء الإسرائيليين أثناء تنزيل العلم الإسرائيلى من ياميت، واستوقفنى تمسك هؤلاء المتطرفين بسيناء، وسألت نفسى: لماذا يتمسك هؤلاء الإسرائيليون بسيناء رغم أنها ليست من حقهم؟.. وهذا السؤال تبعه سؤال ثان وهو: إذا كان المغتصبون يتمسكون بسيناء لهذه الدرجة فلماذا نتركها نحن رغم أنها أرضنا؟.. واستفزنى للمرة الثانية أن الإسرائيليين عندما انسحبوا من ياميت دمروها.. ولهذا وفوراً قررت العودة لمصر.. وكنت وقتها أعمل فى السعودية منذ 10 سنوات، وأصبحت غنيًا ولدى أموال، وعندما عدت لمصر توجهت إلى اللواء منير شاش، محافظ شمال سيناء، وقتها، وقلت له إننى أريد بناء ياميت مرة أخرى.
وما حدث بعدها؟
- قال لى اللواء منير شاش إن ياميت فوق تل، وليست على البحر، وأنها «لا حلوة ولا حاجة» وأرضها ليست أرضا سياحية.. وحينئذ كانت الدولة تنشئ «مراقيا» فى الساحل الشمالى، وكانت شرم الشيخ قد بدأت فى الظهور فى جنوب سيناء، وكان من الأفضل لى أن أقيم قريتى السياحية فى إحدى المنطقتين، لكنى اخترت العريش، وهذا كان ضد التيار، وضد كل دراسات الجدوى الاقتصادية تماماً، لكن فى الحقيقة أنا لم أذهب هناك لعمل قرية سياحية، ولكن لبناء قرية بدل ياميت التى دمرتها إسرائيل.. وأقسم بالله أن هذا هو السبب الذى جعلنى أذهب إلى شمال سيناء.
وتوسعت الاستثمارات؟
- الحمد لله.. فى البداية كانت سما العريش، ثم بناء مصانع أسمنت سيناء، ثم جامعة سيناء، ثم مشروعات أخرى، تخطت استثماراتها ال8 مليارات جنيه، وبالمناسبة هى ليست مملوكة بالكامل لى لأننا طرحناها فى البورصة وعملنا اكتتاباً عاماً وأصبح بها 30 ألف مساهم و300 مؤسس.
التعدد فى الاستثمارات يعنى أنك حققت نجاحاً كبيراً.
- البعض يقيم مشروعاته بالجدوى الاقتصادية، أما أنا فيهمنى أولًا الجدوى الاجتماعية، ثم الجدوى الاقتصادية، بمعنى أننى أهتم جدا بما سيحققه المشروع من خدمات للمجتمع المقام فيه، وفى كل مشروعاتى أخصص جزءًا من الأرباح للأنشطة الاجتماعية.
بمعنى؟
- مثلاً.. فى سنة 2010 بلغت أرباحنا 960 مليون جنيه خصصنا منها نحو 60 مليون جنيه للأنشطة الاجتماعية، فبدأنا فى بناء مخابز توزع الخبز مجانًا على الناس، ووفرنا إعانات حقيقية ل3 آلاف، إضافة إلى تشغيل أبناء سيناء، فأوجدنا مصنع الخرسانة، والمشروعات علاقات إنسانية بالناس، فنجاحنا الموجود هناك غير مبنى على فكر اقتصادى فقط، لكنه مبنى أكثر على النشاط الاجتماعى والفكر الاجتماعى الذى بنيناه مع القبائل والعشائر وتعمقنا فى دراسة «الأنثربولوجى» لأننى لاحظت أنه لم يكتب أحد عن سيناء كاستراتيجيات وكرؤية استثمارية وتنموية أو كجزء من بعث جديد لاقتصاد مصر، ولهذا بدأنا فى العمل على هذا الموضوع وأنشأنا أول مركز بحثى فى جامعة سيناء يهتم بقضاياها سواء دراسات الانثربولوجى «وهى الأنساب والجذور والعلاقات الاجتماعية للناس وثقافتهم».
وما أهم ما انتهت إليه هذه الدراسات عن سيناء؟
- هذه الدراسات وخبرة السنين فى سيناء تقول إن سيناء لها خصوصية، ولكل قبيلة من قبائلها لها طباع خاصة، وأنه لو حكمناها بلغة الشعوب فسنفشل، فالأنسب أن تحكم بلغة القبائل، وهناك فارق كبير بين الشعوب والقبائل والله سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا».
وماذا عن أوجاع سيناء؟
- آلام سيناء نابعة من تجاهلها ردحًا من الزمن.. وجعها يعود إلى أننا لم نكتشف سيناء بعد.. سيناء كنز لم يكتشف بعد.. والمكتشف منه لم يستغل إلا قليلاً، وحتى هذا القليل لم يحسن استغلاله كما ينبغى، فسيناء حتى الآن لا تزال صندوقًا مغلقًا، لم يفتح ولم يبح بأسراره وكنوزه وثرواته، وعبقه.. ودون مبالغة سيناء بعث جديد لاقتصاد مصر لو أحسنا استغلاله، كما قلت لك من قبل.
ولكن الإرهاب الذى يضرب سيناء حاليا، بالتأكيد سيعرقل التنمية هناك؟
- أجاب متنهدًا: الإرهاب..
ثم صمت للحظات وقال: الإرهاب دخيل على سيناء..
ومن الذى أدخله هناك؟
- الإرهاب يأتى من التطرف، فالتطرف هو النبع الذى يغذى الإرهاب، وإذا أردت أن تجفف منابع الإرهاب فعليك أولاً أن تواجه التطرف، والتطرف رأى وحجة.. ولا تدحض الحجة إلا حجة أقوى منها، ولا يدحض الرأى إلا رأى أكثر منه إقناعًا، وبالتالى فإذا أردت أن تجفف منابع الإرهاب فاقضِ أولًا على التطرف.. أما الإرهاب فهو خروج عن الشرعية وعن القانون، ولابد أن يتم قمعه، أما التطرف فهو خروج عن المألوف، وبالتالى مواجهته ليس دور الجيش أو الشرطة.
دور من؟
- دور الأزهر ووزارة الأوقاف، ووزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالى، ووزارة الثقافة وقصور الثقافة، وهى بئر معطلة.. وأيضاً دور وزارة الشباب والرياضة.. وغيرها وغيرها.. وجميعها لابد من أن تتضافر جهودها، وتعمل فى إطار منظومة موحدة لمواجهة التطرف الذى أصبح ظاهرة ولم يعد مجرد عرض.
وبرأيك كيف نواجه الإرهاب؟
- الإرهاب لا يواجه.. الإرهاب يحارب.. يحارب من خلال الجيش والشرطة.. فالتطرف يواجه، والإرهاب يحارب.
وإلى أى مدى يتغلغل الإرهاب فى سيناء؟
- بصراحة.. سيناء صارت معضلة من المعضلات الصعبة، بسبب التطرف والإرهاب الموجودين فيها، وفى ظل أنها صارت حلقة صراع دولى، ولهذا لابد من أن تتضافر كل الجهود لإنقاذها.
إلى هذه الدرجة من الخطورة وصلت الأحوال فى سيناء؟
نعم.. الخطر كبير جداً..
رغم العمليات العسكرية التى تجرى هناك منذ سنوات؟
- نعم.. فهناك حرب ما بين القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهاب.. والقوات المسلحة تطارد مجهولاً، وهذا المجهول يوجه لها بين الحين والآخر ضربات غادرة، ويسقط ضحايا.. وفى المقابل العمليات العسكرية تسبب خسائر كبيرة فى صفوف الإرهابيين.
ومن هو الخاسر الأكبر فى سيناء؟
الخاسر الأكبر هو المجتمع السيناوى.. وأعنى به أبناء سيناء الذين يسقطون خطأ فى المعارك المشتعلة هناك، وهذا يولد لدى البعض نوعًا من حمى الثأر ورغبة فى الانتقام لابد من أن تعالج بسرعة، وإلا سنفقد مساحات كبيرة من هذا المجتمع.
ومن الذى يغذى الإرهاب هناك؟
- بصراحة مطلقة.. هناك لاعبون كثيرون يلعبون بنار الإرهاب والفتنة فى سيناء.. أولهم الوافدون من الوادى والصعيد من أتباع الجماعات الإرهابية التى جعلت من سيناء ساحة معركة.
ومن تقصد بأتباع الجماعات الإرهابية؟
- بعض أعضاء الجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة، ومن بعدهم الإخوان المسلمين.. وكل هؤلاء ذهبوا إلى سيناء، وبدأوا يقيمون فى مناطق مثل الأحراش، وجبل المغارة، وجبل الحلال، وهو ساحة معارك، ولا يستطيعون أن يصعدوا إليه بالطائرات.
ومن هو اللاعب الثانى فى إرهاب سيناء؟
- «داعش».. وهؤلاء يأتون عن طريق المراكب، بعضهم قادم من سوريا، وبعضهم قادم من ليبيا، وبعضهم قادم من الأردن عن طريق العقبة، ويمثل هذا اللاعب نسبة ليست قليلة.
واللاعب الثالث؟
اللاعب الثالث هو الموساد الإسرائيلى ويلعب على كل الأطراف الموجودة هناك.
وهل هناك لاعبون آخرون؟
للأسف.. هناك لاعب رابع وهو «الشيعة» عن طريق حزب الله، ولاعب خامس وهو «ولاية سيناء»، ولاعب سادس وهو «حماس» وهناك أيضاً بعض من أهل سيناء.. وهناك أيضا دول تلعب فى سيناء.
أى دول؟
- قطر وتركيا.. تلعبان بالأموال،.. وكل العناصر الموجودة فى سيناء تحصل على دعم مادى لرفع كفاءتهم القتالية، وبالمناسبة أبناء سيناء مستهدفون من هذه الجماعات، من خلال إغرائهم بالفلوس تارة، وإشعال نار الثأر والرغبة فى الانتقام تارة أخرى.
قلت إن الموساد يلعب على كل الأطراف.. كيف؟
- إجابة السؤال تستلزم التذكير بحدثين يكشفان ما يحدث فى سيناء.. أولهما خطاب «بن جوريون» عندما أنشئت إسرائيل.. والثانى ماذا قال شارون قبل وفاته؟.. وكلاهما قال كلاما يحمل معنى واحدًا، وهو ما عبر عنه شارون قائلا: ليس من المعقول أن تكون مشكلة فلسطين مشكلة إسرائيل وحدها، ولكن مشكلة فلسطين هى مشكلة الأمة العربية جميعا بما فيهم إسرائيل، وهو هنا يريد أن يضع نفسه فى جملة مفيدة، وقال: «ليس من المنطق أن يكون هناك شعب بلا أرض، وأرضٌ بلا شعب، فلتسمع مصر، وسوريا، والأردن، ولبنان، كل يتحمل بقدر استطاعته»، وهذا حديث ل«شارون»، إذن هو يريد أن يحل مشكلة فلسطين على حساب الدول العربية وفى مقدمتها مصر.
وبالفعل فى سوريا والأردن ولبنان مخيمات للفلسطينيين، وتبقى مصر هى الوحيدة التى ليست بها مخيمات، وقد حاولوا تنفيذ مخططهم مرتين.. مرة فى 2006، ومرة فى 2008، حيث كان 700 ألف فلسطينى، عبروا الحدود ودخلوا سيناء ولكن كانت هناك دولة والأمانة تقتضى أن أقول إن الرئيس الأسبق «مبارك» كان له موقف صارم فى هذا الموضوع وأعاد الجميع عن الحدود وأغلق حدود مصر.
وكم عدد المتسللين إلى سيناء؟
- نحو 20٪ على الأقل من الإرهابيين الموجودين فى سيناء وجميعهم عناصر مدربة على العمليات العسكرية.
والعمليات هناك تتزايد أم تتناقص؟
- فى 2011 كان الإرهاب محصوراً فى نحو 15 كيلو مترًا مربعًا فى سيناء، الآن هو ينتشر ويتزايد.. وامتد إلى العريش والجورة ورفح والشيخ زويد والقصيمة.. والدماء تسيل فى مناطق كثيرة والأرواح تزهق.. نعم القوات المسلحة تقوم بدور عظيم ولكن مواجهة ما يحدث فى سيناء يحتاج تضافر جهود كل المصريين، وعلينا أن نعلم أنه ما يمكن حله بكلمة لن يحله السلاح.
إذا كان الإرهاب يتسع.. فما الحل؟
- سيناء تستحق رؤية مختلفة، وتعاملًا مختلفًا، ولابد من تشكيل مجموعة تضم كل الأطراف المهتمة بسيناء، وهذه المجموعة تبدأ عملها برصد الواقع هناك بكل دقة، دون تهويل أو تهوين، وبناء على هذا الرصد تضع استراتيجية متكاملة لمواجهة أزمة سيناء.. وأقترح أن يتولى الرئيس السيسى بنفسه رئاسة هذه المجموعة، وأنا متأكد أنه بما يمتلك من وطنية وخبرة بسيناء سيكون وجوده على رأس مجموعة الأزمة مهمًا للغاية.. وعلينا أن نعلم أن المواجهة يجب أن تكون دقيقة وعاجلة وشاملة وتعتمد على أسس علمية.
إذن أنت تحذر من تأخر مواجهة أزمة سيناء؟
- علينا أن نعلم أن سيناء يمكن أن تصبح أكبر «نزناز» وأكبر مشكلة لمصر، ويمكن أيضا أن تصبح مصدر خير لمصر، وحلاً سحرياً لكل مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.. ثم إن أهل سيناء يستحقون حياة مستقرة وكريمة، وعلينا أن ندرك أن الإرهاب ينتشر كالعدوى، وأنه إذا لم نواجه التطرف فسيواصل تغذية الإرهاب، وسنظل داخل هذه الحلقة الجهنمية.
وكيف نجعل من سيناء مصدر خير لمصر؟
- البداية كما قلت بتشكيل مجموعة الأزمة، التى تتولى وضع حلول حقيقية، لكل أوجاع سيناء، على أن تنبثق من هذه المجموعة مجموعة عمل اقتصادية تضع خريطة استثمارية، لأن سيناء حتى الآن دون خريطة استثمارية، وطالما أنه لا توجد خريطة للاستثمار فلا يمكن أن تنمى سيناء بشكل صحيح.
ولكن هناك مشروعاً متكاملاً ينفذ منذ سنوات ويحمل اسم «المشروع القومى لتنمية سيناء»؟
- هذا المشروع يواجه عثرات كثيرة جداً، وما تم تنفيذه منه قليل، فالمشروع مثلا يتحدث عن توطين 3 ملايين مصرى فى سيناء بحلول 2017، والواقع يقول إن ما تم توطينه أعداد هزيلة جداً.. سيناء الآن فى حاجة إلى تنمية قطاعية، وتنمية مكانية.
بمعنى؟
- التنمية القطاعية تعنى تنمية فى قطاعات الزراعة والصناعة والتعدين والثروة السمكية والسياحة، أما التنمية المكانية فهى تنمية الجنوب والوسط والشمال.. السهول والسواحل والمناطق الجبلية.. وبالمناسبة هناك مزايا نسبية لكل مكان فى سيناء، وعلينا تعظيم هذه المزايا.
وهل تحقيق هذه التنمية مسئولية الحكومة وحدها؟
- هذا دور كل المصريين.. دور الحكومة ينحصر فقط فى استنهاض الهمم، وتهيئة المناخ الاستثمارى والتنموى، والباقى على القطاع الخاص، والتعاونيات والجمعيات الأهلية.
وما المانع من أن نطرح شركة كبيرة، تحت مسمى سيناء للتعمير ويتم طرحها للمجتمع بقيمة 4 مليارات جنيه، تماما مثلما حدث فى مشروع قناة السويس والرئيس عبدالفتاح السيسى جمع 65 مليارا فى يومين، ويمكنه أن يجمع ضعف هذا المبلغ لمشروعات أخرى، وهناك أشخاص بالبلد يريدون الاستثمار وهناك فلوس موجودة بالبلد، لكن المهم أن يكون استثمارا حقيقيا، مبنيا على دراسة وعلى فكر وإدراك للميزة النسبية وتحويلها لقدرة تنافسية بما يحقق عائدًا.
هل فى سيناء خيانات؟
- الخيانة لا تقع من أهل سيناء، فأهل سيناء على درجة عالية من الوطنية وتاريخهم يؤكد أنهم وطنيون جدا ومنتمون إلى أبعد الحدود إلى الوطن الأم مصر.. والخائن الحقيقى هو من خان الأمانة فى سيناء، وتركها ردحًا من الزمن دون أن تمتد إليها يد التنمية والعمران والتطوير.. وأذكر أننى فى عام 2005 قلت فى حوار مع محمود فوزى فى برنامج «حوار على نار هادية» على قناة المحور أن ما يحدث فى سيناء إهمال يرقى لمستوى الخيانة، واليوم أقول إن سيناء فيها إرهاب، ولابد من أن تختلف النظرة لسيناء والتعامل معها لابد من أن يختلف.
تقصد الحكومات المتعاقبة؟
- كلها.. والغريب أنه قبل 1967 كانت القنطرة هى الجمرك، وكأن سيناء ليست تبعنا، وبعد تحرير سيناء كملنا هذا المسلسل الغريب، بعد التحرير بطريقة مختلفة، بأن تجاهلناها، رغم أنها كان من الممكن أن تكون شعلة مضيئة.. فلا مشاكل مثل الوادى، وتعيد رسم مدن جديدة على أحدث طراز، وتبعث العمران هناك، وتخفف الزحام السكانى فى الوادى، ولكننا أهدرنا كل هذه الفرص، وتجاهلنا سيناء.
إلى هذه الدرجة أنت متشائم مما يحدث؟
- بالعكس.. لست متشائماً.. فمشروعات الأنفاق التى تتم حاليا لتربط الوادى بسيناء، ومشروع قناة السويس.. كلها مشروعات تبعث على التفاؤل، ولكن علينا أن نسرع فى مواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب، وتحقيق تنمية مستدامة فى سيناء..
- البعض يطلق عليك رئيس جمهورية سيناء.. باعتبارك أول رجل أعمال يستثمر فى سيناء، وأكثرهم وجودا هناك وصاحب علاقات واسعة ووطيدة بكل القبائل السيناوية.. فهل هذا الوصف يسعدك؟
رد غاضباً: على العكس.. هذا اللقب، وإن كان يسعد به البعض إلا أنه يضايقنى.. أنا مواطن ولم أعمل سياسة ولا أخلط السياسة بالتجارة، لأننى على يقين بأنه إذا اختلطت السياسة بالتجارة بارت التجارة وفسدت السياسة.. أنا رجل أمارس التنمية فلست رجل أعمال، وأسعى دوما إلى تحقيق التنمية وأنا أسعى لإيجاد حياة كريمة فى اى مكان أكون فيه، فرسالتى هى التعمير ولا تنس أن الله قال «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها».. التعمير قضيتى وهدفى ومقصدى.
وأنت مالك واحدة من أقدم القنوات الفضائية.. هل الإعلام فى مصر، يدرك حجم المخاطر المحيطة بالبلاد؟
- الإعلام يتعرض لمهزلة منذ ثورة يناير2011.. وهناك مذيعون تخيلوا أنفسهم زعماء، وهناك نصابون يسرقون وينصبون باسم الإعلام، وهناك أيضا متسللون للإعلام لا نعلم مصادر أموالهم، ولهذا أدعو كل صاحب قناة فضائية أن يعلن عن حجم ثروته ومصدر تلك الثروة.
ولماذا هذا الطلب؟
- لأن كل القنوات تخسر، ولكن بعض أصحاب القنوات ينفق ببذح، ولا أحد يعلم من أين لهم هذا؟..
وماذا عن الدخلاء النصابين الذين قلت إنهم تسللوا للإعلام؟
- أنا على يقين بأن السوق سيلفظهم فى عام 2017، وسيسقطون لأنهم لا يملكون رؤية ولا قيمة ولا رسالة وكل ما يملكونه هو النصب والابتزاز.
ما يحدث فى أسعار الدولار حاليا هو انعكاس لسياسات مالية متخبطة غير مدروسة واستراتيجيات اقتصادية غير واضحة.. وعموما السوق تحكمه آليات وقواعد.. والذين يعملون ضد آليات السوق والقواعد الحاكمة لحركته يسبحون ضد التيار ويجهدون أنفسهم ولا يصلون لمبتغاهم..
والحل؟
- المشاكل الاقتصادية لا تحل بالمسكنات أو بالحلول المؤقتة التى تعطى غالبا نتائج عكسية، فمثلاً من أجل الحل الحقيقى لأزمة الدولار ينبغى اتخاذ حزمة إجراءات من بينها تعويم الجنيه ولكن التعويم وحده لا يكفى بل قد يعطى نتائج لا تحمد عقباها، وبعدها وأخيراً فإن قيمه الدولار لا تعبر عن تدهور الحالة الاقتصادية فى البلاد.
من هنا علينا فوراً ودون تراجع اتخاذ عدة خطوات أولاها تحسين مناخ الاستثمار من خلال إصدار تشريعات حقيقية لدفع عجلة الاستثمار التى طال انتظارها من غير جدوى، وينبغى ايضا إجراء دراسة حقيقية لأسباب إغلاق أكثر من أربعة آلاف مصنع والعمل على حلها وإعادة تشغيلها، مع البحث فى ظاهرة خطير وهى انخفاض معدل مشاركة القطاع الخاص فى الدخل القومى من 75% سنه 2010 إلى 45% فى 2016، ومن المهم أيضا أن تتدخل الحكومة فى المجال الاقتصادى كمنظم وليس دخولها كمنافس.
والخطوة الثانية؟
- الإقلاع عن السياسات المالية التى ثبت فشلها فى البنك المركزى وإعادة رسم الخريطة الائتمانية يحقق تنمية مكانية وتنمية قطاعية وفقاً لمتطلبات التنمية.
والثالثة؟
- عمل خريطة استثمارية واضحة وفقا للميزات النسبية لكل منطقة فى مصر وتحويل تلك المزايا إلى قدرات تنافسية توضح التنمية المكانية وعلاقتها بالتنمية القطاعية.
والرابعة؟
- تشجيع الاقتصاد الاجتماعى من خلال تشجيع ودعم التعاونيات فى المجالات المختلفة، الاستهلاكى والإنتاجى والزراعى والإسكانى والثروة السمكية.
والخطوة الخامسة؟
- تشجيع عمل الشركات المساهمة الكبيرة لقيادة حركة التنمية الاقتصادية وإثراء البورصة، ويلازمها الخطوة السادسة وهى تشجيع الاستثمارات الأجنبية من خلال دراسات جدوى أولية شريطة حرية تحويل رأس المال والأرباح وحمايتها دون قيد أو شرط مع إنشاء مناطق ذات طبيعة اقتصادية خاصة على غرار تشنزن فى الصين وتدار وفقًا للنظم العالمية.
ومن المهم أن تتم الخطوات السبع التى قلتها فى إطار استراتيجية واضحة ونظم ثابتة واستقرار تشريعى لحكومة تدرك الفرق بين قيادة حركة التنمية التى هى مسئوليتها الأساسية، وبين إحداث التنمية التى هى مسئولية المجتمع بأكمله، ولهذا فإن نجاح الحكومات رهن بقدرتها على استنهاض المجتمع ومؤسساته للمشاركة فى تحقيق التنمية ولا يتأتى هذا الا فى إطار خطة تلبى طموح المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.