زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب أفغانستان    إغلاق عدد من المقار الانتخابية بالخارج مع استمرار التصويت في انتخابات الشيوخ    ترامب: أولويتنا الآن إيصال الطعام والمساعدات إلى غزة    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    يونس: محمد شحاتة قادر على التطور.. وأول 10 مباريات فاصلة للزمالك في الدوري    محافظ سوهاج: إحالة واقعة مشاجرة عمال محلات العصائر لنيابة العامة    تشيع جنازة عريس لحق بعروسه بعد ساعات من وفاتها بكفر الشيخ    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    بكفالة 50 ألف جنيه.. إخلاء سبيل منظم حفل محمد رمضان بالعلمين    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    علي معلول يعلن انضمامه ل الصفاقسي التونسي (صورة)    مصر ترفع رصيدها إلى 91 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    تضاؤل فرص لحاق وافد الزمالك الجديد ببداية مشوار الدوري    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. تحذير لطلاب الثانوية العامة غير مسجلي الرغبات: «لن تدخلوا كليات القمة»    ما هي واجبات أعضاء مجلس الشيوخ؟.. القانون يجيب    محافظ سوهاج يطمئن على مصابى حريق مطعم بميدان الشبان ويوجه بدعم طبى عاجل    بينهم طفل.. إصابة أسرة كاملة في انقلاب دراجة نارية بالوادي الجديد    سقوط مروع لطفل من دراجة نارية في الوادي الجديد    عيار 21 يفاجئ الجميع.. أسعار الذهب اليوم السبت 2 أغسطس بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين شمال خان يونس    وزير الزراعة: أسعار الدواجن في انخفاض مستمر.. والأعلاف تراجعت 2000 جنيه للطن    حيل مذهلة لتحضير فنجان قهوة تركي لا ينسى (كلمة السر في الثلج)    قرارات عاجلة من محافظ سوهاج بعد حريق المطعم    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    بيراميدز يستهدف صفقة محلية سوبر (تفاصيل)    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    روسيا ومدغشقر تبحثان إمكانية إطلاق رحلات جوية بمشاركة شركات طيران إقليمية    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار وانخفاض درجات الحرارة    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    عمرو دياب الأعلى استماعا خلال شهر يوليو على أنغامي (صور)    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد "مثالية".. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    الزمالك يحسم صفقة الفلسطيني عدي الدباغ بعقد يمتد لأربع سنوات    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    الشيخ محمد أبو بكر بعد القبض على «أم مكة» و«أم سجدة»: ربنا استجاب دعائى    2 جنيه زيادة فى أسعار «كوكاكولا مصر».. وتجار: «بيعوضوا الخسائر»    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن راتب في حوار خاص ل "الأخبار" گنت عضوا »ساگنا« في الحزب الوطني!
إهمال تنمية سيناء تقصير يصل إلي حد الخيانة

شخصية مثيرة للجدل تحتار في تصنيفها أو تفسير توجهاتها لكن لا تستطيع إلا أن تحترم فيها روح هادئة مرحة ودودة.. تماما هو فرع من شجرة العصاميين الشطار أمثال أحمد عبود اول من أدخل صناعة السكر لمصر وعبد اللطيف أبو رجيلة ملك الأتوبيسات وغيرهم.. إنه الدكتور حسن كامل راتب رجل الأعمال وكولومبس الاستثمار في سيناء رغم ما يحوطها من مخاطر.
قرابة الخمس ساعات دار حوارنا معه في مكتبه الأنيق في مقر مجموعة سما في القطامية.. كشف في حواره كل شيء.. لم يتحفظ عن التطرق لأي موضوع.. وروي حكايته مع الحسناء الإسرائيلية التي شاهدها في باريس وكانت سببا في تركه للعمل في الخليج عائدا إلي بلده لإعادة إعمار مستعمرة بيت ياميت التي هدمتها إسرائيل قبل الانسحاب منها في شرقي العريش.. تحدث عن بدايته العصامية منذ أن كان طالبا وفترة الاغتراب للعمل في الخليج وأغوار رحلته الاستكشافية عن الاستثمار في سيناء..
فند حقيقة علاقته بتصدير الأسمنت لإسرائيل وحقيقة ترخيص جامعة سيناء وعلاقته بالرئيس السابق محمد حسني مبارك.
كشف في حواره مع "الأخبار" بصور كاميرات المراقبة فيلم الرعب الذي تعرضت له استثماراته علي أيدي بلطجية في سيناء.. وكذلك حكايته مع شيطان الشعر الذي تملكه ليظهر جانبا خفيا من ملكاته.. فتح قلبه وعقله وأطلق تحذيرا شديد اللهجة مفاده: إذا لم نشغل سيناء سيشغلها غيرنا. اتفقنا أم اختلفنا.. أنت أول المستثمرين المصريين في سيناء.. كيف تري الجهود الحثيثة التي فرضتها أحداث سيناء ومنها إقرار مجلس الوزراء لإنشاء هيئة عليا لتنميتها بأن يكون رئيسها بدرجة نائب رئيس وزراء؟
أنصح المخطط لتنمية سيناء بألا يكون أسيرا للهاجس الأمني.. نعم لابد وأن يكون الهاجس الأمني حاكما في التخطيط لتنمية سيناء مع عدم إغفال أن المناطق الاقتصادية الخاصة مثل سيناء تحتاج إلي انفتاح وتجديد فكري وذهني فلابد وأن أحقق الانفتاح وأوفر للمستثمر ميزة تدفعه للمخاطرة والمغامرة دون أن يكون الهاجس الأمني وحده هو الحاكم لحركة الاستثمار.. فالاستثمار قائم علي الفرصة والفرصة البديلة وهذا يتطلب ميزات لمن يستثمر في سيناء مقارنة بالمناطق الأخري..
ففي الوقت الحالي لا توجد ميزة واحدة للاستثمار في سيناء والمطلوب تعامل المستثمرين مع جهة واحدة لكن القرار الأخير لتشكيل الهيئة العليا الجديدة لتنمية سيناء يتضمن تمثيل كل الوزارات مع شيء غير منطقي يتمثل في أنه يحق لرئيس الوزراء الاستعانة بثلاثة من أصحاب الخبرات مع أن المفروض أن يكون أصحاب الخبرات أساسيين في هذه الهيئة.. وكذلك هل من المنطقي ضرورة موافقة ثلاث جهات علي قرارات الهيئة هي الدفاع والداخلية والأمن الوطني.. أكرر المطلوب حصر تعامل المستثمرين في جهة واحدة.
استثمارات المواجهة
لكن هناك استثمارات سياحية ضخمة في جنوب سيناء.. هل أعطيت لمستثمريها ميزات خاصة؟
الجنوب يختلف تماما عن الوسط والشمال والاستثمار في جنوب سيناء اتجه للسياحة وهي صناعة هشة رغم احترامي وتقديري لها لكنها ليست استثمارات مواجهة فحدودنا في جنوب سيناء تنحصر في نقطة واحدة هي طابا لكن حدودنا في الوسط والشمال طويلة وتركت فارغة رغم وجود الإمكانيات حيث كانت الهواجس الأمنية هي الحاكم.. كما أن خدماتها ضعيفة لذا كان التحرك الاستثماري نحوها ببطئ شديد مع عدم وجود حوافز حقيقة رغم الجهود التي بذلتها بشكل شخصي مثل عقد مؤتمرات عديدة لتشجيع الاستثمار في الوسط والشمال.
إشكالية حظر التملك
هل تري أن عائق حظر تملك أراضي الاستثمار في سيناء سبب مهم في ضعف التدفق الاستثماري لسيناء بشكل عام؟
أعتقد أن الملكية ليست عائقا للتنمية في سيناء لكنها أمر مهم لدفع التنمية مع وضع الضوابط الكاملة مثل حظر نقل الملكية للغير إلا بموافقة الجهات المختصة لكن بشكل عام فإن إحداث التنمية في سيناء يتطلب فكرا شاملا جامعا مبنيا علي تخطيط واع يراعي المنطقة التأثيرية لسيناء وهي منطقة القناة.
تتحدث عن تخطيط شامل واع لتنمية سيناء.. هل نتناولها بشيء من التفصيل؟
من يخطط لسيناء لابد وأن يكون علي علم بأبجديات ومفاتيح الاستثمار في المنطقة.. هناك تنمية مكانية وهي ميزة نسبية لابد من استغلالها فهناك مناطق في الوسط تصلح للتعدين ومناطق أخري تصلح للصناعة.. ويسير مع ذلك التنمية القطاعية كالسياحة والزراعة والصناعة حسب طبيعة كل منطقة.. لابد وأن يحدث نسيج يحدد الميزات النسبية لكل قطاع في إطار مخطط شامل وهو موجود بالفعل في المشروع القومي لتنمية سيناء.. وفي كل الأحوال لابد من دراسة دقيقة لأبجديات المنطقة.
أبجدية البشر
عفوا.. ماذا تقصد بالأبجديات التي يستوجب علينا دراستها في سيناء ونحن جميعا نغني ليل نهار باحبك يا سيناء؟
ما أقصده علي جانب كبير من الأهمية ويفيد في تفسير ما يجري حاليا في سيناء.. يجب علينا دراسة أبجدية البشر وأبجدية الأرض.. الأرض بما تحمله من ثروات طبيعية معدنية وثروات تحتية وهي أبجدية أولي.. أما الثانية فهي أبجدية البشر أي التركيب الاجتماعي واللغة التي يتحدثها الناس بمعني ثقافة أهل المنطقة وهي من أعقد معوقات التنمية في سيناء لأن التراكيب الاجتماعية لسيناء تضم بدو وحضر لكل عادات وتقاليد مختلفة والمطلوب إيجاد نسيج بين هذه المجتمعات يحفزهم علي المشاركة في التنمية ويضع في أذهانهم أن هذه التنمية ستتحقق بهم وتعود نتائجها لهم.
ألا تري أن القضية أكبر من وجود تركيبة اجتماعية من البدو والحضر؟
نعم القضية ليست بدو وحضر فقط فداخل البدو هناك مجموعة من القبائل وكل منها له تقاليد وأعراف مختلفة وبينهم نوع من العلاقات يجب أن تحترم وتراعي حساسيتها.. لذلك فإن دراسة الانثربولجي حاكمة في سيناء فكل منطقة لها تراكيبها الاجتماعية المختلفة والحدود هنا مصطنعة عبرتها الأنساب وصلة الدم.. وهذا كله يجب مراعاته ونحن نخطط للتنمية في سيناء.. أيضا هناك الوافدون من الوادي والدلتا وهؤلاء لهم طموحات وهذا يتطلب نسيجا يوائم بين طموحات الوافدين من مستثمرين ومواطنين وبين عادات وتقاليد المجتمع السيناوي.. وأي تنمية في سيناء لابد وأن تراعي هذه المحددات التي تمثل تحديات حقيقية.. وأعتقد أن هذا دور علماء الاجتماع بهدف إيجاد مجتمع غير قصري جاذب للاستثمار والتنمية.
كولومبس المصري
أنت مستكشف الاستثمار في وسط وشمال سيناء.. هل لنا في وصفة عملية واقعية لدفع الاستثمار في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن؟
الأمر يتطلب حزمة تشريعات تملكها الحكومة ولا تكلفها شيئا .. تشريعات قادرة علي جعل الاستثمار في سيناء جاذبا وليس طاردا فالوضع الحالي للتشريعات طارد للاستثمار.. تطوير التشريعات ضرورة لبدء تنمية حقيقية في سيناء من خلال إعطاء ميزة للاستثمار مقارنة بباقي المناطق لتعويض المحددات الأمنية الموجودة في سيناء.. ويجب أيضا العمل فعليا علي إنهاء عزلة سيناء بدلا من تكريس عزلتها وهو الذي نحن مستمرون فيه ما يضع قيودا علي التنمية فلا نزال نعمل السيطرة الأمنية علي خط قناة السويس بدلا من عملها علي الحدود الشمالية.. ويتزامن مع هذا إلحاحية إنهاء الفصل الموجود في الحديث والحوار والإعلام بين أبناء سيناء وأبناء مصر فكلنا مصريون ومثل هذا الحديث يكرس عزلة سيناء.
تردد أنكم متورطون في تصدير الأسمنت لإسرائيل لبناء الجدار العازل؟
أتحدي من يثبت أنني صدرت شيكارة أسمنت واحدة لإسرائيل وأقسم بكتاب الله ولا أحد يجبرني علي القسم أن هذا صحيح فلم أصدر لإسرائيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أي عن طريق وسطاء فأنا أتتبع مسار صادرات مصنعنا من الأسمنت.
إذن بماذا تفسر مثل هذه الأقاويل؟
هذا جزء من القوي المعادية لنا وإذا كنت قد صدرت الأسمنت لإسرائيل لما صدر تقرير من مركزي بنجامين فرانكلين الأمريكي وبيجين الإسرائيلي يعتبر حسن راتب من أكبر تحديات التوسعات الإسرائيلية في سيناء.. إنه تقرير مطول أودع نسخة منه مترجمة للعربية بين أيديكم.. كما أنني لا أستبعد أن تكون إسرائيل ذاتها وراء ترويج مثل هذه الشائعات لتشويه صورة الشخصيات التي تقف في مواجهة مصالحها والتجارب تثبت أن إسرائيل لديها نماذج لتسويق ما تريد أن تقوله.
أنا وياميت
لنستكمل رحلة الأعمال وما الذي دفعك للاستثمار في سيناء بالتحديد رغم الصعوبات المعروفة للجميع؟
كانت سيناء وبالتحديد مستعمرة ياميت سببا رئيسيا في عودتي من السعودية للعمل في بلدي.. كنت في باريس بمهمة شراء معدات لشركة الألبان التي أعمل بها وهناك شاهدت برنامجا دعائيا إسرائيليا روج عقب انسحابهم من مستعمرة بيت ياميت.. استشطت غضبا عندما وجدت جنديا اسرائيليا يحملونه غصبا للخروج من المستعمرة وهو يعاود الكرة من جديد رافضا المغادرة وكأنها بيت أبوه وليست أرضا مغتصبة.. وهناك أيضا المجندة الإسرائيلية التي تذرف دموعا من عيون وقحة عند المغادرة.. هذه الصور استفزتني وقررت في نفسي ضرورة العودة للوطن وفي رأسي هدف لا حياد عنه هو إعادة إعمار ما نسفته إسرائيل في ياميت شرقي العريش وكانوا قد نسفوا كل شيء فيها عدا معبدا يهوديا.
وكيف كانت رحلتك لتذليل أمور الاستثمار في سيناء؟
بدأت نشاطي في سيناء مذ 1986 وكانت البداية بلقاء مع اللواء منير شاش محافظ شمال سيناء في ذلك الوقت.. قلت له: أريد إحياء مشروع ياميت.. لكنه أخبرني أن هذه المنطقة لها ظروف خاصة وتتولاها القوات المسلحة وعرض علي موقع آخر وهو الذي أقيم عليه مشروع سما العريش.. قال لي حينها أنه مطل علي البحر.. وذهبت لمعاينة المكان وجدته رمالا سبخة أي مملحة فتوضأت وصليت لله وسألته التوفيق.. ونفس الشيء فعلته في مشروع مصنع الأسمنت في الوسط حيث وقفت علي جبل لبني داعيا الله.. ووفقنا الله لاستكمال بناء المصنع في 20 شهرا فقط وكان مقررا له 36 شهرا.
بعيدا عن السياسة
لدينا قناعة بعدم تركيز الحديث عن الماضي وأن نتطلع للمستقبل والآن بعد الثورة ألم يحن الوقت للتفكير في دخولك معترك الحياة السياسية بتشكيل حزب سياسي؟
أشارككم القناعة بضرورة التركيز علي المستقبل ولم أتعود الحديث عن فارس سقط عن جواده.. والحقيقة أنني كنت وأريد الاستمرار بعيدا عن السياسة.
لكنك كنت عضوا في الحزب الوطني المنحل وعضوا في أمانة السياسات؟
مثل الكثيرين كنت عضوا ساكنا في هذا الحزب ولم أكن يوما فاعلا فيه رغم إصراري علي النقد البناء الذي هو في صالح الوطن سواء في آرائي أو توجهات قناة المحور.. وأصدقكم القول أن ارتباطي بالحزب كان بسبب الرئيس السابق الذي أكن له كل احترام.. لكني لم أكن أبدا عضوا في أمانة السياسات.. كنت حريصا في كل المناسبات علي تقديم النقد البناء وأنا الذي قرعت أجراس الخطر من إهمال التنمية في سيناء وقلت نصا - قبل الثورة - أن إهمال التنمية في سيناء تقصير يصل إلي حد الخيانة.. كنت أيضا من المطالبين بقوة بسرعة استكمال برنامج المشروع القومي لتنمية سيناء خاصة مشروع ترعة السلام وعدم الاكتفاء بالقدر اليسير الذي تحقق حيث أن هذا المشروع كلف الدولة 12 مليار جنيه ومن شأن استكماله إتاحة 600 ألف فدان للزراعة تتيح حاصلات زراعية وتصنيعا غذائيا وفرص عمل فالفدان الواحد يستوعب 3 فرص عمل علي الأقل.
القادم أحلي
كيف ترون مستقبل مصر بعد الثورة ؟
نحن الآن في عنق زجاجة عبورها أمر مهم وممكن وسنخرج منه إلي ما هو أفضل استنادا لحضارة آلاف السنين.. وهناك عوامل للخروج من عنق الزجاجة أهمها أن نترك معاول الهدم ونبدأ في أدوات البناء فورا.. لابد أن نستنهض الجميع للعمل وليس للحوار والخلافات وما أخشاه هو الاختلافات والتشابك بين الفصائل المختلفة وأطياف العمل السياسي.. يجب علينا البحث عن القواسم المشتركة والانطلاق منها وترك الخلافات او علي الأقل إرجائها لمرحلة ما بعد البناء.
اقتصاد الطفرات
تحديدا ما هي رؤيتكم الاقتصادية لمصر الجديدة؟
نحن نمتلك من المقومات الاقتصادية ما يجعل انطلاقنا الاقتصادي يؤدي إلي طفرات في معدلات التنمية وليس معدلات عادية.. لدينا ميزات نسبية نستطيع تحويلها لقدرات تنافسية ضخمة.
نريد حالات تطبيقية لهذه الطفرات المتوقعة؟
لدينا قناة السويس هذا الممر المائي الخطير الذي تمر به 65 ٪ من التجارة العالمية.. يجب أن تتحول نظرتنا إليه من مجرد تحصيل رسوم العبور إلي إنشاء مناطق ذات طبيعة اقتصادية خاصة علي ضفافه وبعمق يصل إلي 20 كيلومترا شرق القناة علي غرار تشنجن الصينية وشنغهاي وهوتج كونج وسنغافورة.. ومن الممكن ترتيب علاقات مع الدول التي انطلقت فيها عمليات الاقتصاد لتعطي بعض سماتها الاقتصادية المتقدمة لهذه المناطق.. فماذا يمنع من أن تكون هناك منطقة للصناعات الكورية وأخري للصناعات الماليزية وغيرها وذلك لأن مصر لجميع أسواق إفريقيا والخليج ونحن الظهير الحقيقي لأوروبا.. أيضا يمكننا إقامة مدينة علمية ضخمة علي ضفاف القناة تضم الجامعات العالمية المتصدرة مثل كمبردج وهارفارد والسربون واكسفورد لنعود مرة أخري مركز إشعاع علميا حقيقيا جاذبا للدول العربية والإسلامية.. نريد أن تعود لمصر قبلتها العلمية.
منطقة القناة مؤهلة لأن تكون أكبر مركز عالمي لصناعة السفن وصيانتها تقديم الخدمات اللوجستية للسفن العابرة.. وهذا المشروع وحده كفيل بأن يحول مصر من دولة مصدرة للعمالة إلي دولة مستقبلة للعمالة.. بجانب ما يمكن أن يحققه من سد العجز في الميزان التجاري المصري.
كل هذه المشروعات في الشرق.. أما في الغرب فهناك مشروع منخفض القطارة الذي من الممكن تحديث دراساته.. وفي الجنوب يجب علينا أن نستثمر وبسرعة بحيرة ناصر حيث توجد 400 ألف فدان حولها تسد العجز الغذائي في المنطقة.
في رأيكم ماذا ينقصنا لتنفيذ مثل هذه المشروعات الواعدة ؟
هذه المشروعات وغيرها من الأفكار المطروحة تتطلب آليات تنفيذ واضحة وخططا وبرامج مدروسة ومن المهم استنهاض المجتمع بكل فئاته لإحداث هذه التنمية كل علي قدر طاقته.
في اعتقادك بأي من هذه المشاريع تكون البداية؟
الأولوية يجب أن تكون لتنمية سيناء ومنطقة قناة السويس فهي الفرصة الجديرة بالاستثمار وتنمية سيناء وحدها كفيل بتحقيق بعث جديد للاقتصاد المصري.
سيناء النهاردة
هذه الأيام قلوب المصريين قلقة ولن نقل خائفة علي ما يحدث في سيناء.. ماذا تقول؟
الوضع في سيناء مجموعة من التداعيات الكبيرة في التراكيب الاجتماعية والحدود.. وتاريخيا فإن سيناء جزء من الفكر الإسرائيلي وشارون قال قبل غيبوبته إن فلسطين ليست مشكلة إسرائيل وحدها وهي مشكلة المنطقة العربية فلتسمع مصر وسوريا والأردن ولبنان.. باختصار إسرائيل تريد تصدير المشكلة إلينا وفي التاريخ فإن العريش جزء من منظومتهم.. وقد ذكر بيجين في مارس 1918 أي بعد وعد بلفور بثلاثة شهور إن حدود إسرائيل تبدأ من العريش.
لابد من أن نعي التاريخ.. أضعنا وقتا طويلا والشعوب التي تضيع الوقت قد يكون ذلك سببا في ضياعها.. وما أريد أن أقوله وأركز عليه أنه لا توجد أمامنا رفاهية زمن في سيناء.. وإذا لم نشغل سيناء سيشغلها غيرنا.
فيلم رعب
تردد أن هناك أعمال بلطجة تعرضت لها استثماراتك في سيناء.. ما الحقيقة؟
نعم تعرض مصنع الأسمنت لأعمال بلطجة وسيطروا عليهم لسبعة أيام وهذا مسجل بالصوت والصورة بواسطة كاميرات المراقبة في الموقع وهذا الأمر مكانه ساحات القضاء العادل لكن المهم أن أهالي سيناء أنفسهم هم الذين أخرجوا البلطجية من الموقع وقاموا بحمايته.
لكن تردد أنك أخذت الأرض من واضعي اليد عليها من البدو ولم تعطهم التعويضات المناسبة؟
أراضي مصانعي ملك للدولة وأنا اشتريتها من الدولة ولم أغتصبها من أحد.. هذه ادعاءات باطلة فالأرض في سيناء الواسعة 61 ألف كيلو متر ولا تقدر بقيمتها المادية لكنها تقدر بما يقام عليها من مشاريع تعود بالنفع علي اقتصاد الوطن والمجتمع المحيط بها.. خدماتنا للمجتمع السيناوي لا أحبذ الحديث عنها لأنها واجب في إطار المسئولية الاجتماعية لكن الشيء بالشيء يذكر فالدور الاجتماعي لنا في سيناء يتجاوز 68 مليون جنيه سنويا موزعة بواقع 50 مليونا للخدمات الاجتماعية و18 مليون جنيه منحا مجانية للدراسة في الجامعة لأبناء سيناء والمخابز التي توزع الخبز مجانا في نخل وبغداد.. وثلاثة آلاف أسرة تأخذ إعانات.
ليس هذا فقط بل أعتبر مشروع جامعة سيناء ذاته خدمة للمنطقة فالجامعة لا تستهدف الربح بل التنمية الحقيقية للمنطقة فكل من هو مؤهل علميا للدراسة من أبناء سيناء يلتحق بالجامعة.. الدراسة مجانا والإقامة مجانا ومصروف شهري.
تاكسي العريش
يقولون أن مصاريف الجامعة مرتفعة ولا يقدر عليها أبناء سيناء أو غيرهم؟
رسومنا في الحدود المتوسطة ويلتحق بها بجانب أبناء سيناء طلاب من مختلف محافظات مصر والدول العربية وهذا هو السبيل الوحيد لتغيير الثقافة في المجتمعات المغلقة.
لا أخفي عليكم أن تأثير الجامعة الاجتماعي يفوق المشروعات الاستثمارية فمع الدفعات الأولي تغير شكل الحياة في مدينة العريش.. وعلي سبيل المثال لا الحصر.. قبل الجامعة كان هناك 15 تاكسيا فقط تعمل في مدينة العريش الآن ارتفع العدد إلي 300 تاكسي.. وانعكس الوضع علي العقارات ليرتفع إيجار الشقة من 45 أو 50 جنيها إلي 700 جنيه الآن.. بجانب الطفرة في أعداد الكافتريات والمطاعم.. باختصار أصبحت هناك انتعاشة في اقتصاديات المدينة.
لقد تابعتم اتصالي الهاتفي مع الصديق أسامة هيكل وزير الإعلام.. كنت أطلب متابعة التليفزيون المصري لافتتاح مسجدنا الجديد في نخل يوم الجمعة 9 سبتمبر الجاري بحضور فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية بما يسهم في طمأنة الشعب المصري علي أن الأمور طبيعية في سيناء.. وللعلم هذا هو مسجدنا الثالث في سيناء بعد مسجدي الحسنة والعريشة.. والمسجد الرابع سيتم افتتاحه قريبا في رفح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.