شيماء الطيب فى أول عمل سينمائى تتحدث عن اضطهاد المرأة فى المجتمع السعودى مخرج الفيلم: التصوير داخل السعودية كان صعبًا والتطرق لمناطق مقدسة أصعب الفيلم تطرق لرجال القضاء والخلع والزواج الثانى فى السعودية تساؤلات عدة طرحها الفيلم السعودى «عمرة والعرس الثانى» الذى عرض بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين. الفيلم أثار العديد من النقاط التى كانت من المناطق شبه المحرمة فى عرف المجتمع هناك، خاصة أنه ناقش مسألة استخدام رجال الدين للسلطة الدينية فى مسائل عدة وأبرزها الزواج الثانى، وكذلك قضية الخلع واضطهاد النساء. «الصباح» التقت أبطال الفيلم ومخرج العمل الذين كشفوا العديد من التفاصيل حول ظروف تصوير العمل، وكذلك فيما يتعلق بالمجتمع السعودى وتقبله للقضايا التى ناقشها الفيلم. فى البداية قال محمود الصباغ، مخرج الفيلم السعودى «عمرة والعرس الثانى»: إن العمل فى السعودية كان يواجه الكثير من التحديات خاصة فى ظل عدم توافر مقومات الصناعة، وكذلك فيما يتعلق بالقضايا الأخرى التى ناقشها الفيلم. وأضاف الصباغ أنه راهن على أن تكون بطلة الفيلم من الوجوه الجديدة وتمثل للمرة الأولى وأن اختياره شيماء الطيب كان فى محله. وأوضح أن القضايا التى ناقشها الفيلم تجسد الواقع السعودى وأن الكثير من المواقف مأخوذ عن مواقف حدثت بالفعل، إلا أنه حاول ألا يكون الفيلم سوداوى بقدر الإمكان. وأشار إلى أن الفيلم يعرض فى الداخل السعودى، إلا أنه حصل على موافقة الرقابة رغم ما يناقشه من قضايا حساسة بشأن المرأة، ورجال الدين وغيرها من القضايا التى تضمنها الفيلم، وأنه يثق أن السينما فى السعودية فى اتجاهها الصحيح نحو الانفتاح والعمل بقدر أكبر من الحرية. بطلة الفيلم فيما قالت بطلة الفيلم شيماء الطيب إنها تدربت نحو أربعة أشهر قبل التصوير خاصة أنها التجربة الأولى التى أخوضها، كما أن بعض الأشياء استوقفتنى فى البداية عند قراءة السيناريو لما يتناوله من قضايا حساسة بالنسبة للمجتمع السعودى، وهى مسألة الدين والقضاء والمحاماة، ولكن إيمانى وثقتى بالله دفعتنى إلى اجتياز التخوفات، خاصة أنى أؤكد أنى متدينة وأحب الدين والشريعة، لكن للأسف استغلال الدين وتطويعه لأهداف ما هو الأمر غير المقبول، كما أن الرقابة وافقت على الفيلم بعد تصويره، وهو ما يمكن أن يساهم فى عرضه فى السعودية إذا حصلنا على الموافقات. وأضافت أن الشخصية التى لعبتها تبعد بشكل كبير عن شخصيتها الحقيقية وهو ما جعل الأمر أكثر تحديًا إلى جانب التحديات الأخرى، التى تتعلق بتجسيد الفيلم للواقع السعودى، خاصة أن هناك تباينًا فى اللهجات والثقافات السعودية حسب المناطق المختلفة، وهو ما حاولنا الابتعاد عنه حتى لا يحسب على منطقة دون الأخرى. وفيما يتعلق برد فعل الشارع السعودى قالت «إن الفيلم لم يعرض فى الشارع السعودى، لكن أرى أن الفيلم قد يكون بداية للتغيير، وأؤكد أن التغيير يأتى من الداخل قبل أى شىء، وأن البدايات دائمًا صعبة إلا أنها مهمة جدًًا ويكون لها التأثير فى مسيرة التغيير. وأعربت عن رغبتها فى المشاركة فى أفلام عربية إن عرضت عليها الفترة المقبلة، خاصة أن مخرج العمل تحدى كل الظروف حتى تتمكن من تأدية دور البطولة. واستطردت الطيب أن دور عمرة فى الفيلم الذى تعيشه الكثير من النساء فى السعودية مثل صعوبة كبيرة وهو ما تطلب الكثير من الوقت للانسجام مع الشخصية، إلا أنها انسجمت معها لدرجة أنها كانت تعيش نفس الحالة خارج التصوير. وأكدت أنها مرت بظروف مشابهة لظروف العمل فى حياتها الشخصية وهو ما دفعها إلى التأقلم مع الدور والانسجام معه بصدق كبير. واستطردت: أتمنى أن يحدث المزيد من التغير والانفتاح فى الفترة المقبلة بما يحافظ على حقوق المرأة ويتيح عرض الفن والإبداع بصورة لائقة وتتماشى مع قيم المجتمع والدين، وتحفظ كرامة الإنسان. وتدور أحداث الفيلم حول سيدة سعودية متزوجة لكنها لا تنجب الذكور، وهو ما دفع والدة زوجها إلى التفكير فى زواج ابنها من زوجة ثانية، الأمر الذى دفع بها إلى التحول الكبير فى شخصيتها والتعامل مع المحيط المجتمعى، حتى أنها فكرت فى الخروج مع أحد جيرانها الوسيم، إلا أنها لم تفلح فى ذلك بسبب تخوفها ومحافظتها على قيمها وعاداتها، إلا أنها لم تستطع منع الزوج من إقامة العرس كما أنها لم تفلح فى إقامة قضية الخلع ليقين الشيخ أو القاضى بأنه من حق الرجل الزواج بأربعة وأنها عليها أن ترضخ لذلك. فيلم «عمرة والعرس الثانى» من إخراج محمود صبّاغ، بطولة الشيماء طيب ومحمد الحمدان وخيرية نظمى، وسارة الشامخ. وشارك الفيلم فى أكتوبر الماضى فى مهرجان لندن السينمائى الدولى، كعرض عالمى أول، وسط احتفاء جماهيرى ونقدى، بحضور جماهيرى كبير بسينما فيو بوسط لندن.