ما بين الاعجاب والجدل أثار الفيلم السعودي »عمرة والعرس الثاني» شغف جمهور مهرجان القاهرة السينمائي عقب عرضه في افتتاح برنامج »آفاق السينما العربية»، الاهتمام الجماهيري والنقدي نابع من محاولة التعرف علي السينما السعودية »الوليدة» عن قرب، إضافة الي أن الفيلم يمس منطقة شائكة تتعلق باحوال المرأة السعودية وقضاياها في مواجهة مجتمع يتسم بالذكورية وربما التشدد الديني . من هذه النقطة انطلق المخرج محمود صباغ مؤكدًا ان تصوير الفيلم داخل المملكة واجه صعوبات عديدة، خاصة وانه يصنع فيلما ينتقد بسخرية عالية أوضاع المرأة في بلاده ومساحة ممارستها لحقوقها أمام الحالة الذكورية المسيطرة علي المجتمع . وكشف المخرج عن اختياره ممثلين وممثلات يقفون امام الكاميرا لأول مرة وعلي رأسهم بطلة الفيلم شيماء الطيب التي تدربت علي التمثيل أربعة أشهر قبل خوض التجربة، حيث يقول : اعتقد انها كانت الاختيار الأفضل والانسب لي وعندما رأيت الفيلم بعد تصويره تيقنت من ذلك . واوضح المخرج السعودي أن عددًا كبيرًا من مشاهد الفيلم تم اقتباسها من احداث حقيقية عايشها هو او تابعها عن طريق حكايات مقربين منه حيث قال : كل ما في الامر انني منحت لهذه الاحداث مسحة كارتونية ساخرة علي سبيل المبالغة ولكنها مبالغة كاشفة لحقيقة ما نعيشه .. المفاجأة ان بطلة الفيلم شيماء الصباغ تعرضت في حياتها لتجربة مشابهة قبل طلاقها من زوجها وهو ما كشفته قائلة : توحدي مع الدور نابع من أنني عايشت نفس التجربة حتي حصلت علي الطلاق، بالفعل طلبت من المحامي تحريك دعوي خلع ضد زوجي السابق وقتها وعانيت مرارا، وأعرف ان المرأة السعودية تعاني كثيرًا فيما يتعلق بقوانين الاحوال الشخصية، ناهيك عن الموروث الاجتماعي المتشدد . وأضافت : تعرفت علي محمود الصباغ من خلال عملي كمصممة أزياء، وبعدها عرض علي الدور في الفيلم ووافقت، في البداية كنت متخوفة خاصة أن الفيلم يتعرض لمناطق تعتبر مقدسة عن العامة وهي مسألة الدين والقضاء والمحاماة، ولكن إيماني وثقتي بالله دفعتني إلي اجتياز التخوفات، خاصة أني أؤكد أني متدينة وأحب الدين والشريعة، لكن للأسف استغلال الدين وتطويعه لأهداف ما هوالأمر غير المقبول، كما أن الرقابة وافقت علي الفيلم بعد تصويره، وهوما يمكن أن يساهم في عرضه في السعودية إذا حصلنا علي الموافقات. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدي القاهرة ومندوب المملكة الدائم لدي جامعة الدول العربية السفير أسامة بن أحمد نقلي: »سعدت بحضور مسابقة الأفلام العربية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدورة ال 40، وسعدت أن يكون باكورة حفل الافتتاح الفيلم السعودي »عَمرة والعُرس الثاني» لمخرجه السعودي »محمود صباغ». وأوضح السفير نقلي أنه رغم قِصَر عُمر السينما السعودية إلا أنه أصبح لها حضور لافت في المهرجانات الدولية بما فيها مهرجان القاهرة السينمائي والذي يعتبر من أهم مهرجانات السينما العالمية، وينطلق من عاصمة الحضارة والتاريخ والثقافة والفنون، والتي أثرت في وجدان الشارع العربي. واختتم السفير نقلي تصريحه بالإشادة بالتطور المتسارع الذي تشهده المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - والذي شمل كافة القطاعات والمجالات في المملكة بما في ذلك قطاع الثقافة والفنون، الأمر الذي ساهم في تطوير الفنون بكافة أفرعها بما في ذلك صناعة السينما، حيث تم موخراً تأسيس المجلس السعودي للأفلام، نتيجة هذا التوجه، وبهدف تنويع وتعزيز المحتوي الإبداعي الثقافي السعودي علي جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ودعم المواهب السعودية الواعدة في المحافل والأسواق والمنتديات، وفتح نوافذ الاتصال بينها وبين صنّاع السينما العالمية.