نفوق العديد من الحيوانات بسبب لقاحات مغشوشة والتشخيص الخاطئ » الأهالى: أمصال الزراعة بعضها غير مجد والمستورد أسعاره خرافية فى ظل غياب الرقابة وغلق معظم الوحدات البيطرية على نطاق واسع من الجمهورية،باتت الثروة الحيوانية معرضة للكثير من الأمراض،فضلآ عن نفوق آلاف الرءوس سنويًا بسبب غياب الأمصال واللقاحات والتطعيمات،وهو الأمر الذى أدى إلى الكثير من عمليات التلاعب التى تتم بشأن بيع تلك الأدوية للمواطنين وأصحاب المزارع. «الصباح » خاضت جولة على العديد من المزارع والأهالى فى محافظتى الفيوم وبنى سويف بهدف التوصل إلى حقيقة بيع أمصال وزارة الزراعة المخصصة للوحدات البيطرية فى السوق السوداء بأسعار مضاعفة،فضلآ عن بيع بعض الأمصال المغشوشة التى غالبًا ما تؤدى إلى نفوق الماشية ومضاعفة المرض. الفيوم: البداية كانت من الفيوم حيث تجولنا فى نحو 50قرية أغلقت فيها كل الوحدات البيطرية،ولم يعد هناك أى أطباء يعرف لهم مواعيد أو فترات تواجد رسمية لمسألة التطعيم ما اضطر الأهالى إلى الاعتماد على من يعملون فى المهنة دون شهادات أو تخصص،وكذلك الأطباء الذين يبيعون المصل واللقاح بأسعار مضاعفة،خاصة مع غياب معرفة المواطنين بالأسعار الحقيقية نظرًا لعدم وجود وحدة بيطرية ثابتة. ويقول محمد ربيع صاحب أحد المزارع فى مركز سنورس بالفيوم إن اللجان التى كانت تقوم بالمرور وتحصين الماشية لم تعد تمر على المنازل أو المزارع،وأن الأهالى يذهبون فى الكثير من الأوقات إلى منفذ وزارة الزراعة بالمدينة لشراء الأمصال واللقاحات،موضحًا أن أسعار اللقاحات الخاصة بمرض الجدرى تباع ب 85 جنيهًا فى المنفذ،بينما تباع بنحو 220 جنيهًا فى حال أعطاها أى مندوب أو طبيب سواء كان معتمدًا أو غير معتمد،وكذلك فيما يتعلق بالأمصال الخاصة بمرض «الشلبان » يبلغ سعره 220 جنيهًا إلا أنه يباع بنحو 450 جنيهًا ويبرر ذلك على أنه لقاح مستورد. عدم الفاعلية خلال الجولة وحسب أقوال عدد من المربين أكدوا أن بعض الأدوية واللقاحات التى تباع فى منافذ الوزارة لا تؤثر بعد حقن المواشى بها،وهو ما يضطرهم إلى شراء حقن وأمصال من السوق السوداء حديثة الإنتاج أو يقال إنها مستوردة تؤثر بشكل قوى فى المواشى. ويوضح عمر محمد أحد المربين أن بعض الأمصال والحقن لا تخزن بطريقة صحيحة وبعضها يكون منتهى الصلاحية،وهو ما يؤدى إلى عدم فعاليتها. فيما يقول أحمد السيد مالك أحد المزارع إن الأطباء الذين يمرون عليهم بين الحين والآخر ولا يعرفون إن كانوا أطباء أم لا حيث يقومون ببيع الأمصال والحقن بأسعار مضاعفة،إلا أن الأزمة كانت فى انتشار الأمراض بدً من تحجيمها،وأن الطبيب يستعمل نفس الحقنة ويقوم بحقن عدد من المواشى بها،ما يؤدى بالنهاية إلى إصابة المواشى غير المصابة بعد عملية الحقن بأيام،وهو ما أثار تخوف العديد من أصحاب المزارع وانصرفوا عن تطعيم وزارة الزراعة. أما عمر فرج فيقول إن الكارثة تكمن فى ظهور بعض مما لا ينتمون للطب البيطرى بصلة،فقط هم هواة عملوا بعض الفترات فى الوحدات الصحية سابقًا قبل غلقها،فلجأوا إلى العمل بعد الإغلاق بمجال التحصين وعلاج الماشية،ويكتبون أدوية للمواشى مرتفعة الأسعار يجلبونها هم من بعض أصحاب الصيدليات البيطرية بزعم أنها مستوردة،وهى أضعاف اللقاحات المصرية. وأكد أحد الأطباء الذى رفض ذكر اسمه فى الفيوم أن الضحية فى النهاية هو المواطن سواء كان أحد المربين لعدد قليل من المواشى أو صاحب مزرعة،إلا أن الأخير يعتمد على طبيب معروف يتابع الماشية بشكل دورى،فيما يبقى المواطن البسيط ضحية الجشع أو الغش،أو الأمصال غير المجدية. بنى سويف الأمر فى بنى سويف المجاورة للفيوم لم يختلف كثيرًا حيث تشابه إلى حد التطابق فى الأزمات والمعاناة التى يواجهها أهالى القرى التى لا توجد بها وحدات بيطرية،وخاصة القرى النائية التى تبعد لمسافات كبيرة عن المدينة،الأمر الذى يجعلها عرضة بشكل أكبر لعملية الاستغلال من الأطباء،أو من يستغلون أسماء الأطباء وهم لا ينتمون للطب البيطرى بأى صلة. يقول «محمد حسنين » نحصن الأبقار والماشية بمقابل 50 جنيهًا لماشية الواحدة، بينما سعر اللقاح من قبل الهيئة لا يتجاوز ال 10 جنيهات، حتى أن العامل أخبرنا فى بعض أوقات التحصين، أن اللقاح نفد ولابد من الانتظار لحين توفره مرة أخرى لمرة التحصين القادمة، مما اضطرنى لشراء اللقاح من إحدى الصيدليات البيطرية بمقابل 120 جنيهًا للبقرة الواحدة، بحجة أن اللقاح مستورد، بعض هؤلاء العمال فى الوحدات البيطرية يبيعون هذه اللقاحات بمقابل أعلى لمصالحهم الشخصية. ويضيف «سليمان محمد » أحد المربين، إن الحقنة التى يقوم الطبيب البيطرى بحقنها من حيوان إلى آخر ينقل العدوى بين الحيوانات، على الرغم من عدم إصابة الأبقار التى أربيها، إلا أنها بعد التحصين تفشى مرض الجلد العقدى ونفوق 40بقرة، وهكذا وضع العديد من المربين. بينما يفيد عدد من المربين تعرضهم لنفس المشاكل والأزمات ونفوق مواشيهم وتعرضهم للاستغلال من بعض من يدعون أنهم أطباء . الأطباء فى المقابل يؤكد «محمد فرحات » طبيب بيطرى أن الأطباء البيطريين يعيشون معاناة حيث يسعون لتطعيم المواشى فى المناطق النائية التى لا توجد بها وسيلة مواصلات سوى امتطاء الحمار. ويضيف «أحمد عزت » مالك صيدلية بيطرية، إن سعر اللقاح مختلف بين الصيدليات وبعضها البعض نظرًا لاستيراده من الخارج، وأيضًا توجد لدينا لقاحات «العباسية »، ويكون سعرها أقل بكثير من سعر المستورد، أما عن الأدوية منتهية الصلاحية، فتنتشر بالأكثر فى النجوع والعزب المتطرفة التى لم تتوافر بها مديريات. من ناحيته قال الدكتور طارق الوكيل مدير عام الطب البيطرى فى بنى سويف إن المشكلة اشتكى منها المربون والفلاحون حول انتشار المرض عبر الأبرة الذى يقوم بنقلها الطبيب البيطرى من حيوان إلى آخر، يتم إعطاء الطبيب «2 سن » لكل حيوان، لكن بعض الأطباء يهملون فى استخدام السن الواحد لأكثر من حيوان، الأمر الذى يساعد فى نقل العدوى.