يصادف اليوم الذكرى ال 31 لوفاة كوميديان السينما المصرية الفنان عبد المنعم إبراهيم، الشهير ب "عصفور أفندى"، الذى توفى فى مثل هذا اليوم عن عمر يناهز 63 عاماً، وكان اسمه الحقيقى هو محمد حسن الدوعبشي. ولد إبراهيم بمدينة بني سويف وجذوره من بلدة ميت بدر حلاوه محافظة الغربية، وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحصل علي البكالوريوس منه عام 1949م، وتتلمذ على يد الفنان زكي طليمات الذي ضمه إلى فرقة المسرح الحديث التي أسسها زكي طليمات. عشق الفن وهو فى التاسعة من عمره حيث كان والده يصطحبه إلى مسرح علي الكسار، بعدما انتقلت الأسرة للقاهرة، ما دفعه لتقليده، وفي المدرسة أُسند إليه تقديم تمثيليات من تأليفه يُلقيها على الطلاب في إذاعة المدرسة، ثم في المرحلة الثانوية تلاقى بزميله عبد المنعم مدبولي، وتشاركا سويًا في تأسيس فرقة مسرحية للهواة، وقدّما عددًا من المسرحيات، بدآها ب"الضحية" على مسرح الأزبكية، ومن هنا انطلقت رحلة الثنائي. وبعد افتتاح معهد الفنون المسرحية فى منتصف الأربعينيات، تقدم الثنائى إبراهيم ومدبولي إلى اختبارات المعهد، واستطاعا أن ينضما بعد أن نجحا أمام لجنة مكونة من زكي طليمات وجورج أبيض ونجيب الريحاني ويوسف وهبي، وذلك رغم تعرض إبراهيم لظرف طارئ أثناء الاختبارات، وهو وفاة والدته، وتفرقت السُبل بالثنائي بعد التخرج، حيث اختار مدبولي المسرح ليكون ساحته، بينما توجه إبراهيم للسينما رغم اشتغاله في مسرح إسماعيل ياسين ثم بالمسرح الحديث الذي أصبح فيما بعد المسرح القومي، وكان أول ظهور له في العام 1951، من خلال فيلم "ظهور الإسلام".
كما اتجه عبدالمنعم إبراهيم أيضا في بداياته إلى الإذاعة حيث اشتهر من خلالها، ومن الإذاعة إلى التليفزيون حيث تألق في العديد من المسلسلات التليفزيونية من بينها: "زينب والعرش أولاد آدم"، وقد جمع بين اللونين الكوميدي والتراجيدي في أعماله، كما شارك في العديد من المسرحيات من بينها: "خمس نجوم مسمار جحا سكة السلامة حلاق بغداد ست البنات معروف الإسكافي". وكانت من أشهر أعماله السنيمائية: "سر طاقية الإخفاء طريق الدموع الثلاثية الوسادة الخالية ". وقد حصل علي مكافأة مالية كبيرة وميدالية ذهبية عن دوره في فيلم "طريق الدموع". حصل خلال مشواره على بعض الجوائز، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م، وفي عام 1986م حصل على درع المسرح القومى الذهبى.
كان عبدالمنعم إبراهيم يجيد النطق باللغة العربية الفصحى، ما أهّله ليلعب أدوار الشيخ الأزهرى الذى لا يخلو من الطرافة وكذلك دور معلم اللغة العربية، مثل دوره «الشيخ عبدالبر» فى فيلم إسماعيل يس فى الأسطول ودوره فى فيلم «غصن الزيتون» بطولة أحمد مظهر وسعاد حسنى وعمر الحريرى. وشهدت على ذلك أيضاً أدواره التى أداها على خشبة المسرح القومى ومنها حلاق بغداد ومعروف الإسكافى. وفيما يتعلق بحياته الشخصية، كان إبراهيم قد تزوج أكثر من مرة الأولى كانت قبل دخوله مجال الفن، حيث رشح له أحد أصدقائه فتاة، فذهب لرؤيتها ولكنه أُعجب بشقيقتها، وبالفعل تزوجا وأنجب منها 3 بنات وولدًا "سمية، سلوى، سهير، طارق"، وكان يحبها بشدة، وقبل أن يتجاوز عمر ابنه الأصغر عامًا واحدًا، أُصيبت الزوجة بالسرطان، وأكد الأطباء له أنها لن تعيش أكثر من 6 أشهر، وكان هذا الحدث كالزلزال الذي هزّ كيان إبراهيم، ورغم ذلك لم يخبرها بحقيقة مرضها، واصطحبها لأداء فريضة الحج، وكانت هذه الفترة من أصعب أيام حياته حتى رحلت في عام 1961. وبعد وفاتها تزوج من شقيقة زوجته التي ذهب لخطبتها قبل زواجه من أم أبنائه، حتى ترعى الأبناء، لكن الأغرب أنه طلقها بعد 10 أيام، لأنه لم يستطع استكمال حياته معها، وكان سيصاب بانهيار عصبي لأنها كانت تشبه شقيقتها الراحلة لدرجة كبيرة، ولم يجد حلًا سوى أن يلحق فتياته الثلاث بمدرسة داخلية، ومنح ابنه "طارق" لشقيقة زوجته الكبرى ليعيش معها، وبعد ذلك تزوج من سيدة لبنانية تُدعى "عايدة" تولت رعاية الأبناء، وأنجبت له فتاة رابعة "نيفين"، وتحمل شقيقه مسؤولية رعاية الأبناء معها أثناء انشغال إبراهيم بأعماله. وشهدت حياة إبراهيم الكثير من المعاناة حيث أن زوجته "عايدة" قد أصيبت بسرطان الطحال، وخلال هذه الفترة تزوج من الفنانة كوثر العسال، ولكنه لم يصارح زوجته اللبنانية بهذا الزواج حتى وفاتها، حرصًا على مشاعرها، خاصةً وأنها تولت رعاية أولاده وكانت صديقة لهم، وظل متزوجًا من العسال حوالي 20 عامًا حتى رحيله.