باتت أزمة ارتفاع أسعار الأدوية بمثابة كابوس يهدد حياة المرضى، بسبب الزيادات الكبيرة التى تحدث يوميًا فى الأسعار، دون أن يتم الإعلان عنها رسميًا، فخلال الشهور القليلة الماضية اتبعت شركات الأدوية حيلة جديدة فى رفع أسعار أصنافها، دون أن يشعر بها المريض، وذلك بشكل سرى دون أن تعلن وزارة الصحة عن ذلك رسميًا للمواطنين. زيادة أسعار صنفين أو ثلاثة كل أسبوعين.. ومرضى الكبد والضغط يستغيثون لم يعلم «عم محمد » الذى يعانى من ارتفاع الضغط، واعتاد على الذهاب إلى الصيدلية التى تقع بالقرب من منزله لشراء أقراص الكونكور، أن سعره تحرك 4 جنيهات، حيث إن هناك قرابة10 ملايين مريض يتداوون بأقراص الكونكور، ويبحثون عن حقهم فى الدواء، و 50 ألفًا آخرين يتداوون بعقار اليبيدول، وأندوكسان والخاص بالأورام، كما أن هناك بعض الأصناف الدوائية التى ارتفعت مثل حقن انتى Rh للسرطان. نفس الأمر، تكرر مع سليمان زايد، الذى يعانى من وجود بؤر سرطانية بالكبد، حيث قال: «عقار اليبيدول نبحث عنه طوي ،ً وإذا وجدناه نشتريه سوق سوداء ب 3000 جنيه .» أما سيدة عبدالباقى، التى تعدت الخمسين من عمرها، وتعانى من سرطان الجهاز الهضمى، فأكدت أن أدوية السرطان غالية جدًا، فعقار «أندوكسان وأنتى »Rh وصل سعرهما إلى 2000 جنيه، ويصعب الحصول عليهما. من جانبه، أوضح محمود فؤاد المدير التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء، إنه ليست هناك ارتفاعات فى أسعار الدواء، وإنما هى تحريك أسعار مثل زيادة سعر أقراص «الكونكور » إلى20 ٪، وهو أمر طبيعى نظرًا لارتفاع أسعار المادة الخام المستوردة. وشدد على ضرورة فتح أبواب جديدة لمصانع الألبان وأيضا الدواء، موضحًا ارتفاع أسعار أدوية السرطان مثل اليبيدول الذى وصل سعره في السوق السوداء إلى 3000 جنيه، كونه عقار مستورد، وسعره الأصلى 270 جنيهًا، مطالبًا بتأسيس هيئة السياسات الدوائية لوضع لوائح جديدة لسوق الدواء. فيما أوضح د. ناجى حسن «صيدلى »، أن تحريك أسعار بعض الأدوية مثل الكونكور ليس بالأمر الفاجع، متابعًا: «أدوية الضغط جميعها تحقق خسارة تحملها الوزارة على شركات التصنيع وتلزم بها الصيدليات، أما عن أسعار الأدوية المستوردة فمعظمها للحالات المرضية الحرجة مثل صبغة تشخيص سرطان الكبد اليبيدول، فالصيدلى الذى يبيع عبوة واحدة فى الشهر لا يبيع غيرها، ثم أن سوق الدواء المستورد حر، ولا يجوز التدخل به من وزارة الصحة، فهذه العبوة التى تباع بضعفى ثمنها تعوض الخسائر التى تعانيها الصيدليات من أدوية التسعيرة التى تلزمنا بها الوزارة .» أما د. على عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية ومكافحة الإدمان، فأوضح أن شركة النيل التابعة للقطاع العام أعلنت عن زيادة أسعار 5أصناف دوائية، مشيرًا إلى أنه لا تستطيع أى شركة أدوية أن ترتفع الأسعار بمفردها دون أن تأخذ تسعيرة من وزارة الصحة وتقوم بالموافقة عليها، مضيفًا: «كصيدلى لم يصلنى أى بيان رسمى برفع أسعار بعض الأصناف الدوائية من قبل الوزارة، إلا أننا نعرف من قبل الشركات مباشرة .» وكشف د. ياسر خاطر عضو مجلس أمناء مركز الحق فى الدواء، إن هناك العديد من الأصناف الدوائية زادت أسعارها، منها فيتامينات ومضادات حيوية ومسكنات، ولا توجد هناك معايير ثابتة للتسعيرة، فمن الممكن أن تزيد من2 إلى 3جنيهات.